اقتيد العشرات من قيادات الإخوان إلى السجون بينما تتم ملاحقة آخرين، وهو مكانهم الطبيعي الذي يحنون إليه باستمرار على اعتبار أن نهجهم وعقيدتهم (القطبية) ترفض التعايش مع الآخر وتعتبر كل من يناهضها مجرد مسخ بشري ولا ديني، وأنهم وحدهم (الإخوان) من يحق لهم قيادة وحكم شعوب العالم ولذا يمكن القول إن إرهاب جماعة الإخوان وممارساتها المرعبة للمواطنين وأساليب البطش والقتل واشعال الفوضى واقتحام أقسام الشرطة وإحراق المؤسسات العامة اتباعاً لمخطط الأرض المحروقة كان الأسلوب الذي قرب وسطر نهايتهم المخزية.. بمعنى أنهم جنوا على أنفسهم وكتبوا نهايتهم تلك بأيديهم بقمعيتهم وفاشيتهم التي ألغوا وأقصوا معها الآخر ممن لا ينتمي لتيارهم العدائي المتطرف.. وبالتالي فإن حديث البعض عن مستقبل (الإخوان) في العملية السياسية الجارية في مصر لن يكون مالم تؤمن الجماعة بالدولة المصرية الجديدة لما بعد 30 يونيو، والدخول في المشروع الوطني الحالي، والخروج من الانطوائية الذاتية، والعنف والفوضى كنهج للوصول إلى السلطة، كما لا بد لهذه الجماعة وبالذات التيار المعتدل ممن لم يخطبوا في منصة رابعة العدوية أو النهضة، ومن لم يشتركوا في تحريضاتها أن يفصلوا بين الجانب الدعوي للجماعة والممارسة السياسية ومقاصد الوصول للسلطة والمشاركة في الحكم.. وهي دعوة لكل الجماعات الدينية سواء المستنسخة أو تلك التي تحمل ذات المنهج والفكر الاصولي.
التعايش والقبول بالآخر أياً كان لونه وشكله وتفكيره هو المبدأ الذي ينبغي أن تندمج فيه رؤى (الإخوان) كحركة سياسية وليس كحركة دينية، إذ لا قبول للخلطات الإخوانية ولا لاكياس الرز والسكر وجوالين الزيت للفوز بثقة الشعوب والوصول إلى كرسي الحكم.
ولعل من ميزات ما أسمي بالربيع العربي أو مشروع الإسلام السياسي أنه فضح هذه الأنظمة ومراهقيها السياسيين ومن يدعمها، وكما أنه كسر حاجز الخوف إزاء الأنظمة الدكتاتورية فقد أحدث فاصلاً من الوعي الشعبي والمجتمعي وبين من يستغلون الدين لمقاصدهم الرخيصة.. ودمتم!!.