الجمعة الماضية كانت ملحمة شعبية، حيث شارك الشعب الشرطة وقوات الأمن في مواجهة الإرهاب، تصدّى أهل شبرا لمسيرات الجماعة والفرق المؤيدة لها عندما حاولت الاعتداء على سكان المنطقة وعلى الممتلكات العامة والخاصة، لقّن أهل شبرا وشبرا الخيمة درسًا قاسيًا لجماعات الإرهاب وأفشل مخططها وطارد عناصرها في الشوارع وشتت شملها. كان أداء شباب بولاق أبو العلا رائعًا، شباب ابن بلد تصدّى لميليشيات الجماعة المسلحة وطاردها، دفع ثمنًا لمواجهة الإرهاب سدده ضريبة للوطن عن طيب خاطر، أيضًا قام أهل حدائق حلون بالتصدي لبلطجية الإخوان الذين حاولوا خداعهم عبر التأكيد لهم أنهم سلميون ولن يقتربوا من كنيسة المنطقة وبعد أن سمحوا لهم بالمرور سرعان ما استخدموا السلاح محاولين حرق الكنيسة، فتصدّى لهم شباب المنطقة وشتتوا مسيرتهم. هناك عشرات الملاحم البطولية التي أدّاها أبناء مصر الذين تصدوا لمخطط الجماعة لحرق الوطن. أيضًا بادر المجتمع المدني وتجمعات الشباب المصري بنقل صورة حقيقية لما يجري على أرض مصر للعالم الخارجي، استخدموا كل وسائل الاتصال المتاحة في مخاطبة الرأي العام العالمي، استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي في كشف حقيقة ما يجري وفي تعرية موقف الإدارة الأمريكية الداعم للإرهاب والمساند له، حازمًا بكل قوة فضح زيف خطاب الجماعة وكشف دمويتها وعنفها وإرهابها، سبقوا الخارجية ومؤسسات الدولة في التواصل مع العالم الخارجي، وقامت قنوات فضائية مصرية، خصوصًا «on tv»، ببث ترجمة فورية لبرامجها المختلفة، فوصلت الرسالة إلى الرأي العام العالمي سريعًا، هذا بينما كان الالتباس سيد الموقف في الأداء الرسمي، فيبدو واضحًا عجز الإعلام الحكومي الذي ينفق عليه الشعب مليارات الجنيهات سنويًّا في أداء مهمته، ويبدو أنه بات أسير الدفاع عن النظام، أي نظام، باللغة العربية، ولم يستوعب بعد كيف يكون إعلام شعب ودولة. أيضًا بدا الالتباس واضحًا في موقف وزارة الخارجية، فرغم التقدير للوزير نبيل فهمي، فإن أداء الوزارة يتّسم بالبطء الشديد والضعف أيضًا، ويبدو أن ولاء عدد من السفراء في عواصم كبرى لا يزال لنظام مرسي، ومنهم مَن قد يكون خلايا نائمة، ومن ثَم يعملون ضد مصالح الدولة المصرية، فهل تمت مراجعة تعيينات الجماعة في العواصم الكبرى؟ لماذا لم يتحرّك سفراء مصر في عواصم غربية وكشف حقائق الموقف للحكومات والرأي العام الغربي؟ ما أود تأكيده هنا هو أن الأداء الرسمي على مستوى الإعلام والخارجية أقل كثيرًا من المستوى المطلوب في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر، وأن الأداء غير الرسمي من قنوات فضائية خاصة ومنظمات مجتمع مدني وأفراد كان أرقى كثيرًا.
باختصار، ساند الشعب الحكومة وقام بدور بطولي في الدفاع عن البلد، وواجه بشجاعة منقطعة النظير جماعات العنف والإرهاب، وعوّض بطء الأداء الرسمي في الخارجية والإعلام.