على جانب معسكري الإرهاب «رابعة والنهضة» فإن أباطرة التحريض وسفك الدماء قد حددوا ساعة الصفر يوميا فور انتهاء الإمام من أداء صلاة التراويح، ليستعد عشرات أو مئات من ضحايا «غسيل المخ والحاجة» ليخرجوا فى مسيرات «سلمية» لأداء «ركعتي ترويع الآمنين وقتل الأبرياء» بعد قطع الطريق -وأيضاً بطريقة سلمية بعد أن يتمترسوا خلف دروع بشرية من السيدات وأطفال دور الرعاية- لتتلقى بعدها كتائب الإرهاب الإلكترونية حصيلة الليلة لتعيد بث أحداثها على العالم بعد أن تجرى عليها عمليات الحذف والإضافة لتخرج متسقة مع أهدافها!
وإذا كانت مفردات الخطاب الإعلامي للمؤسستين الوطنيتين قد أكدت مراراً -قبل ثورة 30 يونيو- عدم السماح لأي كان بتهديد وترويع الآمنين وحماية المتظاهرين السلميين، فإن الأمانة والواقع يؤكدان أن الأحداث المؤسفة التي حاول فيها إرهابيو «منصتي رابعة والنهضة» تجريف هيبة القوات المسلحة بتحريض «ضحاياهم» لاقتحام الحرس الجمهوري ومن بعدها حادث المنصة وغيرها من الأحداث فى سيناء وبعض محافظات دلتا مصر والقناة والإسكندرية، قد أدت إلى تجريف هذه التأكيدات بعد سقوط العديد من الضحايا الأبرياء الذين فوجئوا بطلقات رصاص الإرهابيين وهي تحصد حياتهم دون أي ذنب ارتكبوه، اللهم إلا إذا كان حب الوطن والحرص على استرداده من قبضة عصابة تتستر بعباءة الدين والإسلام منهم بريء!
وإذا كان «أثرياء الدم» قد أعلنوا من فوق منصتي رابعة والنهضة «النفير» بين كتائبهم التي تضم قلة من «العقائديين والعديد ممن دفعتهم الحاجة إلى اللحاق بها، فقد ردت عليهم ملايين المواطنين الذين أحالوا ميادين مصر إلى كتلة بشرية فى سابقة لم تشهدها دولة فى العالم، ليؤكدوا رفضهم لأن يكون أمن مصر هدفاً لجماعة اختارت العنف بديلاً للتفاهم.. والقتل وسفك الدماء بديلاً للحوار، لا لشيء إلا لاحتفاظهم بسلطة الحكم وإبقاء الوطن رهينة أو غنيمة لأطماعهم!
سيادة الفريق السيسي كفى ما جرى فقد ابتلع المواطنون -على مضض- أن تتحول عاصمة بلادهم إلى ما يشبه «الجمعية العامة للأمم المتحدة» من كثرة زيارات المسئولين الأجانب الذين وفدوا إليها متقمصين أدوار «المندوب السامي» أملاً فى إمكان أن يخضع هؤلاء الإرهابيون للمنطق وأن يستجيبوا لإرادة الشعب دون المزيد من إراقة الدماء ولكن لا فائدة.. وعلى الرغم من أن مَن اختار العنف والقتل وسيلة له لإرهاب وإخضاع الشعب لإرادته قد نزع عن نفسه رداء «المصرية» وأصبح شارداً عنها إلا أن الجميع يعلم أن عقيدة المؤسسة العسكرية الوطنية تحظر أن يوجه السلاح إلى صدر أي مصري، وبالتالي فنحن على ثقة كاملة فى إمكان المؤسستين العسكرية والأمنية وضع نهاية لـ«مهزلتي رابعة والنهضة» دون إراقة الدماء إلا دفاعاً عن النفس كما يقره القانون.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.