أديت القسم الدستورية ثلاث مرات ثم تناقضت تصرفاتك مع ما أقسمت على الحفاظ عليه، لا تقلق، فيكفيك صيام 3 أيام تكفيراً عن حنثك باليمين.. أعلنت مراراً أنك ستصبح رئيساً لكل المصريين، تجاوز عن ذلك فـ«الجماعة» هى الأبقى والأهم.. تشعر دائماً بأنك لا تزال أسيراً لدى «الأهل والعشيرة» وأنك تفتقد «الكاريزما»، لا تلتفت إلى ذلك، وارفع «صباعك» وهدّد بأنك ستتحول إلى «عتريس شىء من الخوف» واشرخ حنجرتك بشعارات وهتافات بأنك حامى حقوق بلدك في مواجهة من يحاول الاعتداء عليها فربما يصدقك مواطنوك!!
لم تصْدُق في أي من وعودك أبداً، لا تتراجع وحاول أن تقنع من ينتقدك بأن تلك هي «أم السياسة».. تشكو من «تجاوزات» برامج الفضائيات، بسيطة أطلق عليهم مريديك ليحاصروهم في عقر دارهم.. تشعر بأن تصرفاتك باتت «نكتة» أسبوعية عند طبيب مشاغب لمع على شاشات التليفزيون وأفرد «البرنامج» لكوميديا تصرفاتك، لا تنتبه فرجال «جماعتك» سيطاردونه في أروقة المحاكم وبنايات النيابات، وبعدها يمكنك أن تُصدر تعليماتك بسحب كل هذه القضايا، ووقتها ستظهر بأنك حامي حمى «حرية الرأي» وراعي الديمقراطية!!
تشعر بالقلق من بعض القضاة بعد أن هدمت المحكمة الدستورية «برلمان الجماعة» بحجة بطلان القانون الذي جرى على أساسه انتخاب أعضائه، لا تغضب «فالحكومة حكومتنا والدفاتر دفاترنا» وتكفي جمعية يتم تشكيلها وفق هوانا «لصياغة دستور» يحقق لك ما تريده فتتخلص ممن لا يروق لك من أعضاء المحكمة الدستورية.. لا يزال القلق يجتاحك من إمكان أن يكرر القضاة «فعلتهم هذه» في مجلس الشورى، لا تقلق، فأحباؤك سيحاصرون المحكمة ويكفيك إعلان رئاسي يحصّن جميع قراراتك حتى لو كانت غير دستورية «بما فيها هذا الإعلان»!!
يشغلك البعض بمعارضتهم لك وتخرج الجماهير في تظاهرات ضدك وتطالب بإسقاطك، لا تهتز، فيكفيك بيان إلى الأمة تفضح فيه «3 7 5 4 6» الذين ضبطتهم في «حارة مزنوقة» وانفض عروق رقبتك وأنت تعلن أن هناك «صباعين تلاتة» تلعب في مصر وستقطعها..!
تندلع مواجهات بين شركاء الوطن بسبب الفتاوى «الشاذة» من بعض الأحبة ويسقط شهداء وتسيل الدماء وتُحاصر الكنيسة الأم «الكاتدرائية» مثلما حوصر الأزهر الشريف في سابقة أولى لم تحدث من قبل، الزم أنت الصمت فبمجرد خروج خبر في نشرة أخبار «ماسبيرو اللحية» ينقل تأكيداتك بأن الاعتداء على الكنيسة أو الأزهر هو اعتداء عليك ستهدأ الأمور أو على الأقل «ستتوهم أنت» أن كل شيء قد عاد إلى طبيعته!!
افعل كل ذلك ولا تخش شيئاً، ولكنك في النهاية ستخسر كل شيء ووقتها ستتأكد أنها «قد ضاعت منك.. أو ضاعت عليك» ولكنك ستكتشف أيضاً سر لقب أسرتك «العياط»!!