التحديات ماثلة والصعوبات لا تزال تنتصب أمام طريق الآمان, وتهدد بالتوقف عند انفجار لغم سياسي أو تفخيخ اجتماعي يعود بالسلب على المخرجات والنتائج التي توصلت إليها الفرق التسع..
ومن النافل قوله ان الحوار اليمني لايزال محط صراع سياسي وفكري بين جميع المكونات المختلفة بين اليمين واليسار, وهذه حالة نادرة في مجتمعنا العربي,لكن ان يصل النزق الانتقامي والمزاج الانفعالي وحالة الهياج من بعض الاقطاب الدينية المتشددة سواء من اعضاء الحوار ومن خارجهم , فهذا مالاتحمد عواقبه والمفاعيل خاصة انه تصدرته دعوات تهديدية للبعض بالتصفية والاغتيال., وناجم في طبيعة الامر عن افلاس ديني وفكري واخلاقي , في عدم القدرة على مواجهة الاخر بمايمتلك من حجة ودلالة وقناعة..كما هو في ذات الوقت توجه نحو اشاعة او تسليط سيف الدين والمغالاة..لايهدف الا الى الاستحواذ على مخرجات مؤتمر الحوار الذي مافتئ يتحسس معاناة اليمنيين المشكلة منذ سنوات كان للسطوة والغلبة الدينية باع في تراكم المعاناة وشيوعها..
ولاشك ان نقل المعارك السياسية الى قاعة الحوار ,منذ البداية ,كانت سلبية اتاحت المجال لادخال الدين كطرف في الازمة , او كأنه مشكلة لدى البعض ,كمايراه المتشددون واصحاب فتاوى التكفير..وبطبيعة الحال فان كلا الامرين خطأ ارتكبه اعضاء الحوار المنتمين لعدد من التيارات.. لكن في مقابل ذلك على الجميع ان يقفوا بثبات أمام البلطجة الحوارية التي يحاول البعض فرضها ,واستعراض العضلات والتهديد بالدين و.. و.. و.. الخ وألايسمحوا بفرض أجندة من خارج القاعة وطاولة الحوار والقضايا المتفق عليها,ذلك ان السماح به سيصيب الحوار بمقتل وسيقلب دون شك طاولة الحوار.
وفي اعتقادي انه لطالما اجمع الشعب على شكل دولته ونظامه السياسي ودستوره الوحدوي على الشكل الذي يحقق رغباته وتطلعاته التي خرج من اجلها,وهي دولة مدنية قائمة على الحقوق والمساواة والعدالة الاجتماعية والسياسية والحرية، فان مسائل التهديد والوعيد التي أطلقها الشيخ الزنداني ونجله,وفقهاء اومايسمى علماء «حزب الاصلاح» لفرق صعدة, والحقوق والحريات,وبناء الدولة,وغيرها ما هي الا تأكيد على تأصل ممارسة وصناعة الحقد والكراهية بين أوساط الناس وإستغلال الدين الإسلامي والآيات القرآنية في تحقيق أهدافهم والتحريض ضد المعارضين لهم.. فضلاً عما لاقاه البعض منهم ,من تهديد نتيجة مواقفه الخلافية والتهجم والتخوين والتكفير والتحقير والتبديع للآخر والطعن في هويته مناف مع ماجاء به الاسلام وكل الاديان..
اؤمن كثيراً بأهمية تجنيب الدين والدعوة الاسلامية عن الممارسة السياسية, ومنع الاستقطابات على اساس ديني واستخدام الدعوة والدين كذريعة ووسيلة للوصول الى الغايات السياسية والاستحواذ على المنافسة الانتخابية, حتى لايركب البعض وبالذات العلماء الاجلاء موجة الاساءة للاسلام تحت مبرر الممارسة السياسية الديمقراطية, وحتى لايفتت المجتمع ويوجد نوع من التمييز والعنصرية في تصنيف كل شخص وجنس ومذهب وطائفة بمايسمح باشاعة التعايش السلمي الاجتماعي..
الهوية الاسلامية والدين وكذلك كل الاديان السماوية لهاجنودها ومن يحافظ عليها وهي البشرية جمعاء,فالدين ليس حكراً عليكم,والاسلام ليس اسلامكم وحدكم..فالمساس بأي دين أوالتطاول على عقيدة ما فهو مساس بكل الاديان,هذا ماعلمه ويعلمه الدين الاسلامي.. وهو ما يقتضي عدم اعطاء صورة عكسية لماهو قائم وموجود في الدين الاسلامي الحنيف,والادخال والتدخل..
كما أن فلسفة الإسلام وشريعته لم تكن يومًا لتَحِيد عن القيم والأخلاق، والتي تمثَّلَتْ في إقرار مجموعة من الحقوق التي شملت كل بني الإنسان، دون تمييز بين لون أو جنس أو لغة، وشملت أيضًا محيطه الذي يتعامل معه، وتمثَّلَتْ كذلك في صيانة الإسلام لهذه الحقوق بسلطان الشريعة، وكفالة تطبيقها، وفرض العقوبات على مَنْ يَعْتَدِي عليها.وينظر الإسلام أيضاً إلى الإنسان نظرة راقية فيها تكريم وتعظيم.
ياهؤلاء الاسلام جاء كعامل للتسامح والخير والوئام ونشر المحبة وحريصاً على احقاق الحق وغير ذلك..لذا من يلجأ الى اخافة وترويع الناس بالدين والى الطرق الاستبدادية القمعية,وكأنه بعبع,انما يجاهد لاضاعة الحقوق التي كفلها الدين الاسلامي وكل الشرائع السماوية والوضعية..وهي الحرية والفكر والمعتقد و.. و.. و.. الخ.. ودمتم...!!!
[email protected]