كيف يكون حكم الشعب المصري على شيخ كهذا، وهم يستمعون إليه عبر شاشة قناة (الجزيرة) لسان حال جماعة الإخوان متحدثا بهذه الطريقة التي تعبر عن حالة فقدان وعي بامتياز؟
يدعو القرضاوي صراحة ودون مواربة لتحويل مصر إلى أفغانستان جديدة التي انتهت كدولة على أيدي أمراء الإرهاب، الذين سافروا إليها باسم الجهاد في ثمانينيات القرن الماضي، ويدعو لتحويل مصر إلى سوريا أخرى التي يتم القضاء الآن عليها كبلد على أيدي أمراء الإرهاب الذين سافروا إليها باسم الجهاد.
يدعو القرضاوي إلى كل هذا دون مواربة ولا خجل، وذلك من أجل جماعة الإخوان التي ينطق تاريخها بعنف وافر وأعمال إرهابية، كان أبرزها مقتل رئيسي وزراء هما النقراشي باشا وأحمد ماهر باشا وقاض هو المستشار أحمد الخازندار.
يذرف القرضاوي دموعه من أجل جماعة الإخوان التي ينتمي إليها، ولا يذرفها من أجل مصر التي يحفظها الله من كيد المعتدين، ويحفظها من كيد الذين يحملون جنسيتها في بطاقتهم الشخصية وجوازات سفرهم لكنهم لا يتأخرون في طعنها.
ماذا يعني أن يغمض القرضاوي عينيه على ملايين الشعب المصري التي خرجت يوم 30 يونيو ضد مرسي وجماعته؟ ماذا يعني أن يصر على استمرار غمض عينيه على خروج الملايين يوم الجمعة الماضي تحت شعار مقاومة الإرهاب، والتأكيد على رفض حكم الإخوان؟.
يذرف القرضاوي دموعه على الذين سقطوا قتلى وجرحى بالقرب من النصب التذكاري، ويدعو المسلمين في العالم للمجيء إلى مصر للجهاد فيها، لكنه لا يذرف دمعة واحدة على الجنود والضباط المصريين الذين يتم قتلهم في سيناء بواسطة إرهابيين وتكفيريين.
يتم قتل هؤلاء وهم يؤدون واجبهم الوطني الصحيح، فالاعتداء عليهم يكون أثناء تأدية خدمتهم، فهل دم الضابط أو الجندي من هؤلاء يا شيخ قرضاوي أرخص من دم الإخواني؟ أليس هو دماً مصرياً واحداً، أم أنك ترى جماعة الإخوان لا يأتيها الباطل أبدا وأن أعضاءها صنف مختلف من البشر لا يجوز المساس به أو الاقتراب منه؟
لم نسمع القرضاوي غاضباً والشهداء يتساقطون أيام حكم محمد مرسي، اختار الرجل أن ينحاز إلى حكم الجماعة فظل يفتي لها مناصراً لخطواتها حتى لو كانت تفسد في الأرض وتعمل ما هو ضد الإسلام السمح، فخرج بذلك من براح الشيخ الحر الذي لا يطوع حفظه للدين لصالح سلطان.
يدعو القرضاوي المصريين إلى النزول لميدان رابعة العدوية بصحبة أبنائهم وزوجاتهم وألا يخافوا من التهديد بالقتل، ويضيف كذبا: «لقد تم قتل الناس بالآلاف»، ويضع نفسه بهذه الدعوة في موضع حرج في اختبار منزلته لدى المصريين، فهم لم يستمعوا إلى ندائه، بينما استمعوا إلى نداء الفريق أول عبدالفتاح السيسي فنزلوا بالملايين، ويفسر هذا بأن الشعب المصري فطن إلى الحق والباطل، وعرف من يضره ومن ينفعه، عرف أن جماعة الإخوان تتاجر بالدين، وأن جيش مصر العظيم هو الحارس على أمنها القومي.