المحكمة استمعت أيضا إلى المقدم محمد محمود أبوسريع الرئيس السابق للمباحث الجنائية لليمان 430 وادي النطرون قائلا: شفت بعض المقتحمين كانوا لابسين ملابس عادية وكانوا ملثمين ويحملون بنادق آلية ورشاشات، ويتحدثون بلهجة بدوية عربية، وقال إن ما رأيته كان عملية مدبرة ومنظمة، وإن مداخلة تمت مع إحدى القنوات الفضائية، قيل فيها إن سجن وادي النطرون تم اقتحامه، وهرب جميع السجناء وأن السجناء اقتحموا منطقة السادات، وبعدها حدث هياج بين المساجين، وبدأ الهجوم على السجن في الثانية صباحا، وعند الرابعة كان الجميع قد تمكنوا من الهرب.
شهادة «أبوسريع» بالإضافة إلى الشهادة السابقة التي أدلى بها اللواء عصام القوصي مدير السجن أمام المحكمة، نلحظ فيهما عنصرا مشتركا يتمثل في أن عملية الاقتحام كانت منظمة تنظيما دقيقا، وأن الذين نفذوها متدربون عليها، ويتحدثون لهجة بدوية عربية، وأن هناك مكالمة تمت مع قناة «الجزيرة» تتحدث عن عملية الاقتحام قبل وقوعها، مما فسره اللواء عصام القوصي بأنه كان بمثابة الشفرة التي تعد كلمة السر لبدء عملية الاقتحام.
ذكرت سابقا في هذه المساحة، أن المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية السابق، ذكر في حوار للزميلة «المصري اليوم»، أنه رفع تقريرا بنفس الكلام عما حدث في سجن أبوزعبل الذي يقع في نطاق محافظة القليوبية، ولو أضفنا هذا الكلام إلى مجمل ما جرى من شهادات أمام محكمة الإسماعيلية، فنحن أمام حقيقة أن عملية الاقتحام كان مخططا لها بدقة، وأن تنظيما كبيرا كان يقف خلفها، ويمتلك هذا التنظيم معلومات دقيقة وخرائط واضحة، كما أنه يمتلك أسلحة وذخيرة ومعدات مساعدة وأموال تعين على عملية التنفيذ، وطبقا لذلك لا يجوز تسطيح الأمور بالقول أن الأهالي هم الذين دبروا عملية الاقتحام، وساعدوا في هروب المساجين، وهو القول الذي ذكره الرئيس محمد مرسى أمام الجالية المصرية في ألمانيا، فليس من المعقول أن يكون الأهالي على هذا القدر من دقة التنفيذ والتصميم عليه، أضف إلى ذلك أن الأهالي المعنيين بالقضية هم أهالي المساجين، فهل يعقل أنهم قد تجمعوا من كل مصر لتنفيذ هذا المخطط؟
هناك افتراض آخر يتمثل فيما قاله المهندس أبوالعلا ماضي منذ أسابيع عن وجود تنظيم بلطجي يتكون من 300 ألف كان تحت إمرة أمن الدولة، وفي حال صحة هذا الافتراض، فهل يمكن أن يكون هو الذي نفذ عملية الاقتحام؟، وتقل قيمة هذا الاحتمال أمام شهادات الشهود التي تتفق جميعها على أن لهجة المقتحمين هي بدوية وعربية.
يبقى التأكيد على ضرورة توجيه التحية إلى القاضي الجليل خالد محجوب الذي يصر على السير في حقل ألغام من أجل كشف الحقيقة في هذه القضية التي تعمل خفافيش الظلام على طيها وتحويلها إلى لغز في التاريخ.