أقول هذا على اعتبار أن ما حصل يوم 30 يونيو 2013م لم يحسم الصراع السياسي في مصر بشكل نهائي على الأقل من وجهة نظر اللإخوان .. الذين رفضوا الاعتراف بالثورة التصحيحية واعتصموا للمطالبة بعودة رئيسهم «الشرعي» الدكتور محمد مرسي, في حين عاد ثوار 30 يونيو الى بيوتهم على اعتبار ان ثورتهم قد حققت هدفها الرئيس وهو الإطاحة بحكم مرسي والإخوان وسلموا الراية للرئيس المؤقت وللحكومة.
بنى الجيش المصري موقفه على أساٍس حشود الـ 30 من يونيو التي رجحت كفة القوى السياسية والوطنية المناهضة لحكم الإخوان . وأمام إصرار الإخوان على التمسك بـ “ شرعيتهم واستمرار اعتصاماتهم واستفزازاتهم وعنفهم وإدعاءاتهم بان الشعب معهم ... وأمام مطالبات الشعب المصري للجيش بالتدخل لحمايته من استفزازات واعتداءات جماعات الإخوان والتي كان ابرزها ما حصل أمام الحرس الجمهوري وفي جسر اكتوبر والمنصورة ناهيك عما يحصل في سيناء من عنف يستهدف الجيش والأمن القومي المصري .. أمام كل ذلك جاءت تصريحات وزير الدفاع والقائد العام للجيش المصري يوم 24 يوليو التي أكد فيها أن العملية السياسية في مصر ستسير بدون اي تراجع وطالب المصريين بالتظاهر يوم الجمعة القادمة لتفويض الجيش لمواجهة «العنف والإرهاب المحتمل» .
ورغم تحفظي على حدة تصريحات السيسي , إلاّ أنني اعتقد أنه أراد من ذلك أن يكون الرد على جماعة الإخوان المسلمين رداً شعبياً بالتظاهر المليوني الذي يسحب من الإخوان ادعاء الشعبية والشرعية وبشكل حاسم ونهائي ... ومن ناحية أخرى فقد حملت تصريحاته تهديداً جدياً وقوياً وواضحاً لجماعة الإخوان من الاستمرار في تحدي واستفزاز الجيش والأمن والشعب ..
أتوقع أن يقرأ الإخوان هذا التصريح بأعلى قدر من الجدية والحكمة إن كانوا عقلاء وإن كانوا يؤثرون مصلحة مصر على مصلحة حزبهم الضيقة . كما أتوقع أن تتجه الحكومة والرئيس المؤقت الى مصالحة حقيقية جدية وعدالة انتقالية صادقة تشمل الجميع بما فيهم الإخوان دون اقصاء أو انتقام من أحد ..