كما حدث فجر أمس في حادث الاعتداء على أتوبيس لعمال أسمنت بالعريش قتل فيه ثلاثة عمال وأصيب 16.
وقد كانت العملية الكبيرة التي أرادوا بها إحداث فرقعة كبرى محاولة اغتيال اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني. من جهة لأنه أكبر رتبة في سيناء, ولأن الوصول إليه يعد ضربة تهز صورة الجيش في عيون جنوده, بالإضافة إلى أقوال ترددت عن محاولة الرئيس السابق مرسي إغراء اللواء وصفي واتصال الرئاسة به كي يؤدي يمين توليه قيادة القوات المسلحة ولكن اللواء وصفي أعطى الذي اتصل به من الرئاسة درسا في وحدة القوات المسلحة.
هكذا، فإن سيناء تبدو اليوم المجال الرئيسي الذي يمارس فيه الإرهاب المتحالف مع الإخوان ـ سواء بالإنابة أو بالأصالة ـ عملياته التي بدأت تستخدم فيها الأسلحة غير العادية التي جرى ضبط بعضها في الشهور الماضية, وهي أسلحة لو تذكرون شملت مدافع مضادة للطائرات والدبابات وغيرها من الآليات الثقيلة. وللأسف كانت تعامل عند ضبط بعضها ـ القليل من الكثير الذي كان يتم تهريبه ـ بنفس معاملة تهريب القطع العادية من حيث العقوبات المقررة مما شجع على استمرارها وجعل البعض يتشكك في أنها عمليات تهريب متفق عليها مع كبار المسئولين.
وبانتقال العمليات في سيناء إلى مهاجمة المدنيين بطريقة عشوائية أصبح واضحا أن الهدف هو ترويع المواطنين, مما لابد أن تقوم به قوات الجيش بما كان يجب أن تقوم به منذ فترة لتنظيف سيناء من عصابات الشر لولا القيود التي كان يضعها الرئيس مرسي باعتباره القائد الأعلى. ولذلك فإننا نتوقع أن يعلو صوت الاشتباكات في سيناء, بالإضافة إلى مواصلة تدمير أنفاق التهريب التي ظهرت آثارها الفورية في انتهاء أزمة البنزين في مصر وظهورها في الجانب الذي كان يتم تهريب البنزين إليه. ولكن السؤال: هل ستبقى عمليات الشر محصورة في سيناء ؟