مشكلة مرسي أنه محاصر داخل عقلية موظف بسيط ولم يستوعب أنه رئيس للجمهورية. فلم يكن يحلم بالمنصب الذى هبط عليه ببركة غباء النخبة السياسية التى لم تعرف بعد التوحد وتعيش فى نطاق التشرذم والتفكك والتى يرى كل منها أنه الزعيم الأوحد وأنه الأحق بالرئاسة ومن هنا تشتتت جهود كل القوى الوطنية وتفككت أصواتهم التى جاءت لتضع مرسي فى موقع الرئاسة بضربة واحدة.
واليوم تحصد مصر وليس التيارات السياسية ثمن غباء النخبة وجهل الرئيس.
اليوم تعيش مصر ملكة ملكات الأرض فى عصمة رئيس لا يملك من مقومات الرئاسة شيئا، فقط يملك الكيد والتحريض والنزول بمستوى الحوار والخطاب إلى مستوى الردح.
إننى وبحق أشعر بالخجل للرئيس نفسه الذى أفقد الكرسي هيبته وموقع رئيس مصر الذى كانت تتحول بقوته ورجاحة عقله إلى زعامة ليست على مستوى الوطن العربي ولكن تمتد إلى أفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرها.
أعتقد أن مصر فى أمس الحاجة لأن تسترد كرامتها على يد الشباب الذى بهر العالم بإصراره على التمرد على الأوضاع المشينة، لكنني أرجو أن يتحصنوا بالتطعيم ضد غباء من يطلق عليهم القوى السياسية فى الشارع المصرى كما أن عليهم أيضا أن يتحصنوا ضد آفة الغرور. حفظ الله مصر وأعاد لها مكانتها التى فقدتها.