لا نستطيع تغيير الماضي لأنه فعل قد حدث ولكن يمكننا إن نغير وجهة نظرنا في تجاربه نتعلم منها بحيث لا نكرر سلبياتنا في حاضرنا ونتجاوز آلامة وماسيه ونحقق أعظم الطموحات التي لم نتمكن من تحقيقها بالأمس ولا يمكن إن يتم ذلك دون الاعتراف بالأخطاء وتقييم مسيرتنا من خلال إعمال العقل المتفتح الذي يعمل بمبدأ عدم الأنانية وعلى أساس الاحترام المتبادل وتقدير بعضنا البعض ونتعامل مع كل شخص ونعمل معه بوصفه شريكا حقيقيا دون إلغاء او تهميش والاعتراف بحقوق الأخر في الحياة التي نطمح إن نعيشها ونعتبر كرامته هي كرامتنا وعزته هي عزتنا ليعم الرخاء والاستقرار والسلام على الكل وذلك بتفتح العقل و حرية التفكير دون أي قيود من التمايز العرقي والمذهبي والطائفي وهذه صفة عظيمة لا يستطيع إن يكتسبها إلا العظماء من البشر وهي من الصفات الإنسانية النبيلة التي أرساها ديننا الحنيف الإسلام الرسالة العظيمة التي حملها سيد المرسلين محمد صلى عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدون .
وهنا يمكن إن يسال كل ذاته هل هو قادر على إن يرتفع بذاته إلى هذه المرتبة العظيمة وبالتالي يرتفع الوطن إلى مصاف الدول الكبرى . والزعامة ليست تاجاً توضع على الرأس او هبة توهب بدون حق أنما هي قيم وسلوك تمارس على الواقع تفرضها أعمال حقيقية ملموسة تنهض بالأمة وترفع من شان الوطن وعزته وكرامته والزعيم لا يكون زعيما إلا على شعب عظيم وكريم وعزيز وسعيد أماً اللئيم فهو من يتزعم شعباً بائساً ممزقاً كئيباً مذلاً .
اه يا وطني متى أراك عصياً على الأعداء شامخا في العلى موحد الأوصال والمصير سعيدا بسعادة مواطنيك ناصرا للضعيف خالياً من الظلم والظلمة واسعاً بالخير طاردا للشر سليما معافى حضنك دافئ للكل دون تميز تزقزق العصافير وتغرد الطيور في سهولك وأوديتك بدلا من صوت الرصاص والمدافع مصونة دماء مواطنيك الأبرياء يسودك الحب والوئام والتسامح والسلام خالياً من الصراع والمتصارعين لا يكفر مسلم أخاه المسلم الكل فيك متساوون لا سيد ولا مسود ولا شيخ ولا رعية لا ظالم لا مظلوم والله يوفق الجميع لما فيه خير الوطن والأمة .