لم يكن هناك جديد في مليونية «لا للعنف» التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين، وذيولها من الأحزاب والجماعات الجهادية والسلفية في ميدان رابعة العدوية الجمعة الماضي، والسبب أن أغلب المشاركين فيها هم الذين ارتكبوا كل أنواع العنف والقتل والذبح والحرق والجلد ضد الشعب المصري لسنوات طويلة جدا، فكيف يمكن لنا أن نصدق هؤلاء في دعوتهم «لا للعنف»؟. والحقيقة أن هذه المليونية كانت تهدف في الأساس إلى تأييد الرئيس الفاشل محمد مرسي، واستعراض قوة أنصاره بهدف بث الرعب في قلوب من يعارض هذا الرئيس، أو يطلب بخلعه، أو عزله، أو إقالته من منصبه، خاصة مع تزايد أعداد الذين وقعوا على استمارة «تمرد»، ومع اقتراب 30 يونيو، موعد مليونية خلع الرئيس التي تنظمها حركه تمرد، وجبهة الإنقاذ، وعدد كبير من الأحزاب والحركات المعارضة لحكم مرسى، وهو ما أصاب الرئيس وجماعته وأنصاره بالرعب من هذا اليوم بعد إصرار أغلب القوى السياسية على «خلع» مرسي بسبب فشله في إدارة البلاد، وتفرغه الكامل هو وحكومته لأخونة كل المناصب لصالح الجماعة وأنصارها، وتسبب هذا في غضب شعبي لهذا المخطط الأسود الذي سيحول مصر إلى مستعمرة إخوانية. والحقيقة التي يجب أن يعرفها كل من شارك في مليونية الإخوان وأنصارهم أنهم مخطئون إذا كانوا يتعاملون مع كل من يعارض حكم مرسي، أو يطالب بخلعه، بأنه ضد المشروع الإسلامي، أو أنه لا يريد تطبيق الشريعة، وهو ما ظهر في هتافاتهم وشعاراتهم، فكل ما يقوم به مرسى وجماعته من أعمال ليس من الإسلام، ويكفيهم أنهم قسّموا مصر إلى معسكرين، كلاهما يريد ذبح الآخر، فهل هذا من الإسلام؟، لقد اختلط كل شيء في مصر، ولم نعد نرى حلولا حقيقية لكي نخرج من هذا المستنقع الإخوانى الذي ورطنا فيه الرئيس مرسي الذي يرى أتباعه أنه سوف يستمر في حكم مصر 7 سنوات أخرى، بينما يرى معارضوه أنه لن يستمر 7 أيام بعد 30 يونيو.. عموما يبقى القول إن الأيام المقبلة ستشهد مزيدا من المليونيات المؤيدة لمرسي، والمعارضة له، وهو ما يعني أننا أمام مزيد من العنف المطعم هذه المرة بصبغة دينية وليست سياسية فقط، خاصة من جانب أنصار الرئيس الإخواني الذى فشل في كل شيء، لكنه نجح في شيء واحد فقط هو تقسيم الشعب المصري.. اللهم احفظنا من مخطط الإخوان ومن معهم، آمين.