انصدمت آمال التغيير الشعبي المنشود بصخور الشاطئ الحادة وتطايرت مراكبها وزوارقها بددا،ً تعقدت المسائل وتعددت قوى النفوذ الباطش وظهرت قوى جديدة مدعومة من الخارج تتحرك بالريموت بأفعال أسرع من الصوت.
أطلت المتناقضات المتباغضة.. تشابه البقر على الناس، ساد الخلط والتلبيس حد أن ظهرت المساواة عند كثيرين بين الضحية والجلاد، وضبابية رؤى تمييز الحق عن الباطل ، وكل فريق له جناحه المنظر والمزور للحقائق.
زاد وهن الدولة التي كانت قادرة إلى حد معقول فبدأ الانهيار قليلا قليلا حتى تخلفت الدولة عن أداء دورها كفاعل اجتماعي في الرفع بالمستوى المعيشي والحقوقي والعلمي فانخفضت القدرات وتلاشى مفهوم الانتماء أو كاد وغاب الإخلاص فسقط الشعب في وهدة الياس .. عاجزة منتظرة مدداً ربانياً أو معجزة إلهية لإنقاذها مما هي فيه من ضياع وجراح ودماء وغضب .. بعد أن تكاثرت قطعان السباع والذئاب التي تدعي رغبة المساعدة، ومديد العون إلى المدنيين والتباكي التماسيحي عليهم.. آخر حنية.
الشعب أصبح سجيناً في دوائر فكره المأزوم وأقفاص ثقافته الانهزامية لا يستطيع التحرك أو المغادرة يذكرني بحال الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم الذي قال ذات مرة « أنا مسجون في سجن بلا نجمة»
فظائع الربيع المزعوم كثيرة أبرزها - كما قدمنا - اختراق السيادة ومصادرة السعادة وتجذير التعاسة ومنح السفراء صلاحيات لم يكونوا ليحلموا بها في يوم من الأيام.. امتيازات أقوى من قوات التدخل السريع ؟ فكانت تلك البركات الإضافية أكبر معول هدم للدولة ومكوناتها حتى صار الرئيس المنتخب شكلياً أو المعين لا يستطيع إنفاذ قراره إلا إذا رجع إليهم ..إلى المرجعيات السفاراتية في بلده التي بدلاً من أن يكون مسؤولاً عنها صارت هي المسؤولة والموجهة ومش أي توجيهات تنفيذ سريع وإن رفض الرئيس وقوى الحكم .. فرض التدخلات السافرة يرد عليه من قبلهم بأفضلية تجنيب الضرر عليه وعلى بلده فيتحاشى الصدام ويبتلع الاستفزاز في غضب، ويبقى في نقطة المراوحة، حتى يستمر وصول بعض المنح، وفتات المساعدات، وفروض الصناديق المانحة بشروط جائرة .. طير يا طير وحبلك بأيدي، فين بتروح، والحبل مزرور.. عليك نور يا أحمد يوسف الزبيدي يترافق مع ذلك، استشراء غول الفساد اكثر من ذي قبل، وهيمنة وعنجهية بعض القوى التقليدية، على القوى التنويرية الصاعدة ووجود رغبات متعطشة لدى قوى أخرى جاءت على واقعة الربيع الزائف ، واندفاعها في الإقصاء والإلغاء حيناً والفتك حيناً آخر مادام الضوء الأخضر منح لهم بمدى بعيد ومسار استراتيجي على أساس أن تتواصل حمى حالة الفوضى القاتلة والرعب الزائر والشول المستمر وزيادة البطالة، وضياع الأمن، وهروب الاستثمار وانكسار النفوس، ومصادقة الشمع، والعيش علي الطوابير، واستجداء المعونات ، والاستعانة بالمليشيات عوضا عن القوى النظامية أي مخططات محكمة جدا في البشاعة والتفكيك والتدمير والتقتيل وصواريخ الكراهية بعيدة المدى.. يا حسرتاه على أنهار الدماء البريئة الطاهرة التي سالت في الشوارع والميادين أملاً بتغيير حقيقي ، وتحول صادق وتحسين معيشي ومساواة ناجزة، وحريات فاعلة ، ونهضة شاملة ، وآمال ضاعت وذهبت مع الرياح مع فجر أول صباح.
مربط الحمار
. وبعد هذه الجولة نصل إلى مربط الحمار.. حمار توفيق الحكيم ونقول لو أنك ألقيت نظرة موضوعية إلى دول الربيع (تونس، ليبيا، مصر ، اليمن ، سوريا) واللواتي وصلتهن إشارات نتجت عنها ذبذبات وتململات ووجهت إلى نفسك سؤالاً واحداً بعيداً عن العزة الآثمة والأنا والشخصنة : هل كان الوضع قبل عامين أفضل أم الآن؟!
أزعم بل وأتيقن أن ضميرك سيجيب قبل عامين أحسن بكثير ، لم تكن هذي البلاوي والمآسي والمخازي .. موجودة ، وأزيدك من الشعر بيتاً ، ومن الأمثال واحداً : « عادكم ما شفتم من الجمل إلا أذونه» جمل الربيع هائج ومرعب ومزبد وترويضه صعب ، ودعك من جملة (آسفين يا رئيس) في مصر، ومقارناتها أو نظيراتها الظاهرة أو المستترة بعد أن خرج الناس من تخدير الشعارات ، وسكرة الأوهام ، ولذاذات الأحلام إلى عالم الواقع المرير والحصير والفراش غير الوثيرة ، وإذلال الكبير وبكاء الصغير.
لكن هنا يبرز سؤال على طريقة لينين في كتابه (ما العمل؟!) العمل: الالتفاف الصادق حول القوى الجديدة الصاعدة وبناء جسور ثقة معها ومساندتها بصدق والتغاضي عن أخطائها السابقة ومحاولات تبصيرها وتقوية القواسم المشتركة، وإعلاء المصالح العامة لنخرج بأقل الخسائر وإلا أمامك المشهد السوري ويا صنعاء دوري دوري الإصلاح شل الدوري ، ويا أنفس الجبناء فوري، وأرجعي ثانية ثوري ، وياريتكم بوري برأس المداعة على قول القمندان.
لقطات
- البنية الثقافية .. معدومة وإن وجدت متآكلة وثقافة التغيير غير موجودة والمتوافر الإحباط والإقصاء والإلغاء والتهميش والغضب والتهميش والاستعلاء الغبي .. ريش على ما فيش .
- مقذوف ربيعي مؤلم اسمه انعدام الثقة .. حتى في أقرب الناس مما أفشل محاولات عديدة للتقارب.. اللا تقارب يجب ان يسود والحسود في عينه عود.
- حب السلطة أقوى من حب المال، والسلطة تأتي بالمال والنساء.
- رأي لابي حامد الغزالي.
- في اليمن سفراء لكن حكام.
- مشروع سد النهضة الأثيوبي صفعة قوية لخد مصر وقنبلة موقوتة زرعها مبارك بتعاليه وإهماله ملف المعالجة هل جربتم شلالات فرح المسجون بالمصيبة.. أسالوا الشيخ طفاح!
- حكم ظلوم خير من فتنة تدوم
ابن تيمية
- الشعب المصري يصبر على المسلسلات التركية سنوات، ولم يصبر على محمد مرسي .. عشرة شهور، وعندنا في اليمن فضائح سفن المسدسات . طغت على أحاديث المسلسلات.
- الرئيس الشهيد محمد أنور السادات أكثر رؤساء مصر ذكاء وشجاعة كان يخاطب القضاة قائلاً: ( يا أصحاب المقام الرفيع - أنتم تأمرون ونحن نطيع) حالياً أشرس واخطر معركة بين السلطة والقضاء في مصر.
- الغلاء أكل الأخضر واليابس والبني والأصفر والرمادي
ارقصي يا بلادي وغني مع محمد حمود الحارثي : خل الأمر عادي.
آخر الكلام
إن الذين ترونهم إخوانكم
يشفي غليل صدروهم أن تصرعوا
- شاعر قديم-