نحن اليمنيون شخصنا الداء مبكرا، وعرفنا أن المصيبة الكبرى تتلخص في عدم جلوسنا إلى بعضنا البعض حول طاولة الحوار.. لأن الكل كان يؤمن بالحوار بحسب نظرته للأمور، فالبعض كان يريد من الحوار استهلاكا للوقت، والبعض الآخر كان يريده تصفية حسابات مع أطراف أخرى، لم يؤمنوا جميعا بضرورة الحوار كحل رئيسي لمشاكلنا إلا بعد أن خرج الشباب مطالبين بالتغيير، ذلك التغيير المرتكز على تكملة مشوار التعمير، لا الذي يريد أن يهدم المعبد على من فيه.
لهذا فإن الحوار هو نهجنا الذي جعله المولى عز وجل مخرجا مناسبا، وسفينة نجاة نعبر من خلالها، نحو بر الأمان، مستفيدين بذلك مما وصل إليه الآخرون.. فأشقاؤنا في الدول الأخرى أدركوا مؤخرا أن الحكمة اليمانية هي سبيل الخلاص، فهم اليوم يسعون إلى بدء الحوار في ليبيا وتونس ومصر وسوريا.. وهنا تكمن قدرة اليمنيين على استشراف المستقبل.
الحوار نهجنا، شعار لا بد أن نجسده في كل مسارات حياتنا، فمن خلاله نتلافى افتعال الأزمات، والاصطياد في الماء العكر، وتشويه صورة المنافس، مهما اختلفنا معه.. فكل القضايا السياسية مصيرها إلى الحوار، وبدل أن نتجه إليه وقد استنفدنا كل السبل علينا أن نسعى إليه عن قناعة وان نجعله الحل الأول والأخير.. فحينها سنكفي أنفسنا ووطننا ويلات الأزمات والحروب.
هذا الشعار الجميل اتخذته الدفعة المتخرجة من جامعة البيضاء للعام الجامعي 2013/2012م، ليكون عنوانا جميلا يدون على شهاداتها، وهو إحساس كبير بقيمة الحوار، واختياره سبيلا واحدا لحل المشاكل.. فنشكر قيادة محافظة البيضاء ممثلة باللواء الظاهري الشدادي ورئيس جامعة البيضاء الأستاذ الدكتور سيلان العرامي، على رعايتهم لدفعة (الحوار نهجنا) فهم بذلك يسهمون في ترسيخ هذا النهج القويم، ويغرسون في نفوس الشباب المتخرج، القيم النبيلة للحوار.
نتمنى أن يوفق أعضاء مؤتمر الحوار إلى الخروج بالوطن من محنته، فالمسؤولية الملقاة على عاتقهم ليست بالهينة، والوطن والمواطنون يعولون عليهم الكثير، فالكرة الآن في ملعبهم، وفي اتفاقهم وان اختلفت رؤاهم الحزبية الخير الكثير للبلاد والعباد.. فدعاؤنا لهم بالتوفيق.
الإعلام مسئول عن إنجاح أعمال المؤتمر الوطني للحوار من خلال التهدئة الإعلامية سواء من التابعة للأحزاب أو من تدعي الاستقلالية وهي في الخفاء تقف مع هذا أو ذاك.. ولهذا فينبغي ان تنحاز تلك الوسائل إلى الوطن ومع قيادته ممثلة بالرئيس هادي.. فالشارع سرعان ما يتلقف الشائعات التي تصدر عنها وكأنها حقائق، بينما هي من اختلاق البعض، ولا يراد منها سوى تعكير الأجواء.
. أستاذ مساعد بجامعة البيضاء