تعتبر عدن مدينة رائده في نظام حركة المرور في المنطقة وواكبت مراحل تطوره واعتقد أنها أول المدن في المنطقة في استخدام إشارة المرور وعرفت المعلا بإشارتها التي أصبحت معلما من معالم عدن (طفي لصي) هكذا كنا نطلق عليها ولم تأت الوحدة اليمنية المباركة إلا وعدن كلها تعتمد على أشارات المرور ومنتشرة في كل شوارعها الرئيسية وبعد 94 أصبحت عدن خالية منها للأسف لكن صنعاء التي كانت خالية منها أصبحت وسيلة أساسي في حركة مرورها ما هوا السبب ولماذا ؟ ومن سيجيب عن هذا السؤال.
كانت عدن معروفة بحدائقها الجميلة نطلق عليها (البجيشة) الآن عدن تقريبا خالية من البجائش ما عدا ما تبقى في التواهي والمعلا التي جردوها من بعض الأشجار المعمرة لكن بقية المناطق للأسف تم تخريب متعمد لكل حدائقها من قبل من يدعون مستأجرين أو متعهدين لإداراتها الذين بقدرة الفساد أصبحوا ملاكا لها وجردوها من كل الأشجار المعمرة بل بعض الأشجار كانت نادرة بل البعض تصرف بأراضي هذه الحدائق في البيع أو الإيجار أو البناء مثل حدائق المنصورة وعبدالعزيز والشيخ عثمان وبستان الكمسري الذي هوا الآن حديقة العاب لمستثمر ولامانع لكن هل هناك عائد مادي واقتصادي تستفيد منه عدن أم أصبح ملكا لمستأجره وهل للإدارة المحلية في عدن سلطة علية آم أصبح خارج سلطتها وهل الاتفاقيات التي تمت في ظل مرحلة الفساد هي السائرة أم هناك تصحيح تم للوضع؟ أسائلة كثيرة تدور حول كثير من المرافق والمتنزهات المستأجرة إلى جانب ما ذكر أيضا خليج الفيل، النادي اليمني ونادي الدبلوماسي وفندق روك هتيل والمجمعات الاستهلاكية وكثير من المرافق هل ممكن لعدن استعادة ماضيها السياحي وتصبح المتنزهات والمرافق السياحية تحت تصرف السلطة ويستفيد منها أبناؤها في العمل أو الاستثمار المشروط بخدمة المدينة وأبنائها وهل ستصحح أوضاعها ويحاسب كل من اخل بالاتفاق وعبث بالمنظر العام لهذه المعالم الذي اثر سلبا على المنظر العام للمدينة؟
يعلم القاصي والداني إن عدن كانت أول مدينة في المنطقة فيها حديقة حيوانات (بستان عبد المجيد) بل كانت عدن مركز مهماً لتصدير الحيوانات إلى الشرق والآن يوجد في كثير من مدن اليمن كتعز وصنعاء، وعدن للأسف خالية من حديقة للحيوانات.
المهم نحن في مرحلة بناء وإصلاح هل ممكن أن نثبت لأبناء عدن إننا جادون في التغيير ونعيد لعدن ما نستطيع إعادته من مؤسساتها المنهوبة كشركات التجارة والملاحة والاصطياد والبطاريات والألبان والبسكويت والشباشب والعطور والطلاء والجلود والطماطم وكثير من المؤسسات التي كان مشهوداً لها بالجودة وقوة المنافسة للسوق التجارية في البلد .
هذا إذا كنا نريد لليمن الاستقرار والسلام ما أذا لم نقدم على الواقع شيئاً يذكر لإثبات حسن نوايا وإرضاء من ظلموا وحرموا من إعمالهم ولقمة عيشهم وتجرعوا المر والعلقم على مدى تسعة عشر عاماً عمر أولادهم الذين افتقدوا لأبسط فرص التعليم والحياة الكريمة وهذه أمانة في أعناق أصحاب القرار اليوم ومن معهم من المشاركين في لجان الحوار وأتمنى إن تؤخذ هذه الملاحظات بعين الرأفة والحس الوطني والاعتبار إذا أردنا البناء والإصلاح نحو الغد الأفضل والله يوفق الجميع لما فيه المصلحة العامة للوطن والأمة.