لقد كان من الضروري على الرئيس مرسي أن يقوم بدعوة كل الشخصيات السياسية المعارضة وعلى رأسهم الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحي وعمرو موسى وكل القوى والأحزاب السياسية الأخرى، والتي تختلف مع الإخوان في طريقة حكم البلاد، وأن يكون الهدف من الاجتماع إيجاد حلول عملية للخروج من «أم الكوارث» باعتبار أن مياه النيل «خط أحمر» لا يجوز الاقتراب منه أو التلاعب في حصة مصر من المياه، وهو الهدف الذي سيجمعنا ولن أكون مبالغا إذا قلت إن مرسي كانت لديه فرصة أن يكون بطلا قوميا مثل عبدالناصر 56 الذي ذهب للأزهر ليجمع كل المصريين حوله للتصدي للعدوان الثلاثي، وهى لحظة ميلاد زعامة الرئيس عبدالناصر، ولكن مرسي أصر على أن يضيع هذه الفرصة والسبب أنه لم يحصل على أمر «لم الشمل» من مرشده الدكتور محمد بديع في المقطم، والنتيجة مزيد من التخبط والفشل في وضع حلول عملية لوقف هذا المخطط الشيطاني الذي يهدف إلى سرقة مياه النيل.
إذن الرئيس مرسي فشل بدرجة امتياز في اختبار لم شمل كل القوى السياسية في الداخل لمواجهة مؤامرات الخارج المتمثلة في «سد النهضة» بعد أن فضل أن يكون الحل إخوانيا والنتيجة معروفة مسبقا هي انتصار إثيوبيا على مصر وفشل مرسي في حل كارثة سد النهضة الإثيوبي.