الموقف هذا يكمل حلقة لطبقات هذا المجتمع «العشائري القبلي» حتى النخاع مهما بلغت درجة تعليمه فرجال الدين اولهم الزنداني «المنغمس» في السياسة وليس آخرهم «الامام» المنغمس في تحريم «الاحزاب السياسية» جميعهم «مقدسون للوحدة» وهم جزء مهم من اجزاء الحلقة تلك.
قبل اسابيع فاجأنا الصحفي «الليبرالي» محمود يس بنشر مقال بعنوان «سئمت التملق للجنوبيين» ورغم اننا لانعلم بماذا تملق السيد يس للجنوبيين الا ان ذلك كان ايضاحا ولو جزئيا لموقف «المثقفين» وسأمهم من «التملق» وهو ما يعني ان موقف بعضهم من قضية حقوق الجنوبيين ليست الا تملق «تقية» يعني.
بالنسبة للسياسيين الكل يعلم موقفهم من قضية الجنوب اذاً حلقة المجتمع الشمالي بكافة شرائحه تعطي بعداً قدسياً دينياً للوحدة وتعطي ايضا تقية وتملقاً للمواقف تجاه قضية الجنوب.
اكثر ما لفت انتباهي في موقف «الفنان» هو تشابه «العقيدة والنقش في الحجر» الذي يريد القرني اعطاءه للمستمعين مع المبدأ نفسه الذي يعطيه اليهودي لابنه الصغير عندما يكرر عليه كل صباح عبارة «اورشليم مدينتي» واورشليم تعني القدس.
القرني يريد تجذير ان الوحدة مقدسة وارض الجنوب ارضنا وسنخوض حروباً مقدسة لأجل البقاء عليها.