اليوم، وبعد مرور عدة أسابيع، أستطيع أن أضيف كارثة أخرى هي أن المواطن المصري يعيش بلا أمان، وأن عمليات القتل والذبح والبلطجة أصبحت شبه يومية، خاصة بعد فشل المواطن الغلبان في توفير قوت يومه، فلم يعد الجوع قاصرًا على أن ينام المصري بدون عشاء فقط، بل لا يجد لقمة واحدة يستطيع أن تسد جوعه، وهو ما أدى إلى انتشار السرقة والقتل من أجل الحصول على لقمة عيش، والتي لم تعد موجودة في أغلب البيوت المصرية، والنتيجة مزيد من القتل والذبح والسحل واستخدام كل أنواع الأسلحة الآلي والـ«آر. بى. جى» في معارك بين الجيران والأهل وهو ما لم يكن موجودا قبل انتفاضة يناير ولو وجدت كان الأمن لها بالمرصاد، ولكن، وبعد نجاح الإخوان والسلفيين و6 إبريل في هدم جهاز الشرطة بعد جمعة الغضب في 28 يناير 2011، ثم أكملت جماعات البلاك بلوك والأناركية وحازمون على ما تبقى من شجاعة في هذا الجهاز الذي، منذ غروب نجمه، تحولت مصر إلى وكر للبلطجة والقتل المنظم وذبح وجلد المواطنين وحرق المنازل، كل شيء انهار.
هذه هي الحال في مصر، جوع، وذبح، وقتل، وبلطجة، وانهيار أخلاقي، ودعارة سياسية، ووصل الأمر إلى أن يقوم عدد من أهالي محافظة الشرقية مسقط رأس الرئيس الإخواني محمد مرسي برفع صور الرئيس السابق «محمد حسني مبارك» مدونا عليها عبارات «آسفين يا ريس» وهو ما يعنى أن المواطنين وخاصة في مسقط رأس مرسي أصبحوا يكرهون الإخوان ويفضلون عهد مبارك، واعتبروا أن الجماعة والعشيرة والأهل من السلفيين هم المستفيدون الوحيدون من انتفاضة يناير، أما
المواطن الغلبان فليذهب هو ومشاكله إلى الجحيم، فهل نصحو على انقلاب جديد ضد الجماعة ومرسي والمرشد والشاطر؟