فالمرأة هي نصف المجتمع من حيث عناصر التكوين الاجتماعي وهي من تلد النصف الآخر في المجتمع وتعتني به وترعاه فهي الاساس وهي المجتمع كله.
وعلى طريق مؤتمر الحوار الوطني الشامل ينبغي ان تحظى المرأة اليمنية باهتمام كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية لنصرتها واعطائها جل الاهتمام لانها عنصر أساسي ومكون اجتماعي مهم في ما تشهده بلادنا من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية وهي القادرة على المساهمة الفاعلة والايجابية في احداث التغيير المنشود والمشاركة في الادارة والقيادة لما لديها من قدرات علمية وسياسية وثقافية تمكنها من الاسهام في التغيير الذي ينبغي ان يكون في يمن الايمان والحكمة وقد اثبتت جدارتها وتميزها في العديد من الأنشطة فقد حصدت الاخت توكل كرمان جائزة نوبل للسلام العالمية، والعالمة مناهل ثابت الحائزة على الجائزة العلمية العالمية وظهرت على المشهد السياسي الراهن، وبشرى المقطري، وعفراء حريري وهدى العطاس وأروى عثمان وأمل الباشا وراقية حميدان وسامية الاغبري.
ومن الجيل السابق كانت المناضلات نجوى مكاوي ودعرة وعائدة علي سعيد وفتحية محمد عبدالله وعيشة عبدالعزيز وخولة شرف ورضية شمشير والقائمة طويلة وهن كثر لا يتسع المجال لذكرهن هنا وفي كل الاحوال فإن للمرأة اليمنية دوراً فاعلاً وايجابياً يفرض نفسه اليوم على طاولة الحوار من اجل الوقوف المسؤول لاعطائهن حقوقهن الكاملة في اطار البحث الجاد والمعمق للدور الذي يجب ان تحصل عليه المرأة في سياق النظام السياسي الجديد والدستور ومنظومة القوانين دون التفريط بأي حق للمرأة باعتبارها الشريك الفاعل في التغيير الذي يجب ان يكون وهي أحد صناعه حيث تقدمت الصفوف وواجهت الكثير من التحديات والصعاب وواجهت الموت بكل شجاعة وسقطت الشهيدات والجريحات في معركة غير متكافئة بين قوات عسكرية مدججة بالسلاح في مواجهة مسيرات ومظاهرات سلمية شبابية شعبية واجهوا رصاصات الموت بصدور عارية، والمشاهد كثيرة لحالات الانتصارات للمرأة التي من خلالها تفرض ارادتها على طاولة الحوار واثبات حقها وما لها في الصياغة الجديدة للدستور الذي ينبغي ان يعطيها الحق الكامل الذي تستحقه انسجاماً مع دورها الثوري الفاعل ومكانتها الريادية العلمية والثقافية ونشاطها السياسي والاجتماعي دون أي اجحاف لانها تستحق الكثير من العناية والاهتمام والتعويض عما حرمت منه.
المرأة شريكة الحياة مع الرجل في المجتمع وتعمل في مجالات الحياة المختلفة بالاضافة إلى ما عليها من واجبات اسرية في المنزل فهي الطبيبة والمهندسة والاستاذة الجامعية والشاعرة والكاتبة المثقفة صاحبة رأي في مختلف مجالات الحياة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً فكراً وثقافة.
لقد تجاوزت المرأة الحدود التي رسمها الكهنو سياسي المتخلف والآفاق الفكرية لتيار الإسلام السياسي المعلبة المنتهية الصلاحية الفاسدة الناطقة كفراً في معظم الأحاديث والفتاوى التفكيرية لروافض هذا الزمن ممن تعطلت لديهم لغة الكلام وسيطر عليهم الخرف الفكري الثقافي والسياسي فتكلست العقول وتجلطت الدماء في شرايين اجسادهم المتخشبة المرتبطة بالعصور القديمة فكراً وسياسة .. ونجد المرأة قد تجاوزت كل تخلف وتصدت لكل شيطان رجيم في هذا الزمن الثوري المتجدد عنفواناً وغضباً المتطلع لآفاق الحاضر الحديث والمستقبل المشرق رافضاً للوصاية والاضطهاد الذكوري البليد ، تأمل الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية.
اليوم المرأة تقف بجانب اخيها الرجل بكل ثقة وجدارة وشموخ تتحدث بشفافية مطالبة بالحكم الرشيد ودولة مدنية حديثة لا وصاية فيها أو حجر عليها ولا نقاب أو براقع سوداء تحجب عنها الرؤى، كما كانت يوماً من الأيام ثائرة من اجل حقوقها في العمل وانتصرت لنفسها وارادتها ومكانتها وقدرتها في مجالات العلم والثقافة والتطور والحداثة من دون وصاية تنتزع حريتها وحققت العدالة لذاتها وانتصرت في قول كلمة الحق في وجه كل ظالم شيطان من دون خوف من لومة لائم.
نهديها أجمل التحيات وباقات الورد بمناسبة الثامن من مارس اليوم العالمي للمرأة الخالد في ذاكرة التاريخ والوجدان والضمير الإنساني .. في بلادي تشمل المرأة مراحل فارقة ولحظات انطلاق للآفاق الواسعة والمكانة العالية للمرأة المناضلة المنتصرة على الظلم والظلام وقد اشعلت الشموع لتضيء مساحات رائعة في الزمان والمكان المظلم الذي كان سائداً ومفروضاً عليها من قوى التخلف .. لك المجد والانتصار دوماً لانك تمثلين كل شيء جميل: الوردة والبسمة والنسمة في هذه الحياة.