وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: ما هي دلالات وأبعاد عقد هذا الاجتماع في بلادنا في الوقت الراهن ؟! .
إن أهمية الموقع الاستراتيجي لبلادنا في القرن الأفريقي وفي طريق التجارة العالمية شرقاً وغرباً ووقوع اليمن على بحرين هامين وكذلك فإن موقع اليمن مهم لدول مجلس التعاون الخليجي لأن بلادنا تمثل العمق الاستراتيجي الجنوبي لدول الخليج.
وهذا ما اكده المشير عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية في الاحتفال الذي أقيم امس بدار الرئاسة بمناسبة زيارة أعضاء مجلس الأمن الدولي لليمن: ان هذه الزيارة تعكس إدراك المجتمع الدولي لأهمية أمن واستقرار ووحدة اليمن ليس للشعب اليمني فحسب ولكن للمنطقة والعالم ايضاً نظراً لموقعه الاستراتيجي الهام والحساس ولتربص قوى الارهاب التي ترى في انهيار الوضع الامني والسياسي والاقتصادي فرصة للحصول على ملاذ آمن يمكنها من تنظيم صفوفها والانطلاق لتنفيذ عملياتها الارهابية والوصول الى تهديد أمن خليج عدن وتهديد طرق الملاحة الدولية في هذه المنطقة الاستراتيجية الهامة.
وانعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي في صنعاء معناه بعث عدة رسائل لأكثر من جهة داخل اليمن وخارجها فالرسالة الأولى موجهة إلى الداخل والخارج معاً وأن المجتمع الدولي يدعم التسوية السياسية في اليمن والمتمثلة في المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية وآليتها التنفيذية المزمنة وعلى وجه الخصوص دعم الحوار الوطني المتوقع تدشينه في الأيام القليلة القادمة.
والرسالة الثانية موجهة لمن سيقف أو يعارض أو يرفض هذا الحوار أو يصر على عدم الانخراط فيه والرسالة الثالثة موجهة إلى الدول التي تحاول التدخل في شؤون اليمن لكي تكف او تتوقف عن التدخل أو العمل على عرقلة الحوار الوطني القادم والرسالة الرابعة دعم للوحدة اليمنية لأن مصلحة المجتمع الدولي في الوقت الراهن في بقاء اليمن موحداً لأن تقسيمه يزيد الطين بلة في القرن الافريقي و ربما تتحول اليمن إلى صومال آخر وقراصنة جدد في جنوب الجزيرة العربية وفي طريق الملاحة الدولية.
وهذا الاجتماع في اليمن رسالة أيضاً لمن يطالب بتوفير ضمانات دولية للدخول في الحوار أو لانجاحه وربما يأتي هذا الاجتماع في صنعاء لاهتمام الدول الكبرى بالأرض اليمنية التي اشيع مؤخراً بأنها حبلى بالثروة النفطية في باطنها بعد نشر اخبار عن وجود كميات هائلة من النفط في منطقة الجوف وفي أماكن اخرى واعدة بالخير.
حيث جاءت دعوة الرئيس «كافة الأحزاب السياسية وفي مقدمتهم الشباب والمرأة وكافة التيارات المشاركة في الحوار الوطني إلى الالتزام بروح الحرص على نجاحه والحفاظ على وحدة اليمن ارضاً وإنساناً وبما يرفع المظالم عن الجميع ويحقق العدالة لهم ويطوي صفحة الماضي» في الوقت والمكان المناسبين.