لابد أن هناك أكثر من مواطن في بلادنا قد تساءل عنمن له مصلحة في عرقلة المسيرة السلمية أو العملية السياسية التي ستفضي بإذن الله إلى ولادة عصر جديد وبزوغ دولة مدنية حديثة قائمة على الحرية والديمقراطية والعدالة والمواطنة المتساوية فإذا كان هذا المواطن الذي يتساءل عن المعرقلين لا يستطيع استنباط الأفراد أو الجماعات أو الفئات أو الأحزاب المعوقة للعملية السلمية فإنه على الأقل يكون قدسأل من هو اعلم واعرف منه أو تناقش مع من له دراية بفن تشخيص الأوضاع السياسية في بلادنا ومطلع على المشهد اليمني الراهن وقد أفاد السائل بأن أول هذه الفئات المعرقلة هي الشريحة التي نشأت وترعرعت في مستنقع الفساد ومن نشأ في هذا المستنقع لا تنتظر أن يتحول بين يوم وليلة إلى ملاك طاهر أو رجل فاضل وصاحب أخلاق فاضلة لا يقترب من أكل المال الحرام أو يخاف من أكل العام أو يسيء استخدام السلطة والوظيفة أو يخاف على مصلحة وامن واستقرار البلاد أو تفكك النسيج الاجتماعي والترابط الوطني أو يتلف الممتلكات العامة والخاصة ولا يحافظ عليها أو انه لا يقدر أحاسيس ومشاعر وآلام وأمال وطموحات الناس الذي هو مسؤول عنهم ومثل هذه الفئة المعرقلة أصحاب المصالح الضيقة والرؤية الجزئية القاصرة التي لا ترى سوى حدود ومساحة حيها ومنطقتها التي تعيش فيها ولا تستطيع النظر ابعد من ذلك وكأنها ذات قصر نظر وعاجزة عن رؤية الوطن الكبير من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه وهذه الفئة تتباكى على نفوذ ضاع منها ولسطان فقد أو انتزع منها . ومثل هذه الفئة أصحاب العقليات الموغلة في التشدد والتحجر والتخلف التي مازالت تجتر الأساليب البدائية والقبلية المتطرفة كالثأر والتغني بالقتل والافتخار برؤية الدماء وإزهاق الأرواح البريئة وكذلك مثل هؤلاء جميعاً بعض جماعات الإسلام السياسي التي تنتهج أسلوب الإرهاب وكراهة الحياة المستقرة والهادئة والأمن والسلام تلك الجماعات التي تزكي أنفسها وتعتقد أنها تحسن صنعا وأنها وصية على الناس وان عليها واجب الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتتجاوز بذلك صلاحيات ولي الأمر والمحاكم والقضاة والنيابة وأقسام الشرطة وتعمل من نفسها دولة أو دويلة أو إمارة داخل دولة كبيرة ذات سيادة وهيبة وشرعية ومثل تلك الجماعات المعرقلة بعض العناصر الحزبية وليس كلهم أو جلهم الذين مازالوا حتى هذه اللحظة يفكرون بعقلية قديمة وعتيقة قد عفى عليها الزمن وتجاوزها وتناسوا بأننا قد دخلنا في عصر جديد وعهد جديد وجيل جديد وفكر جديد وعليهم أن يطوروا أو يغيروا من عقلياتهم المحنطة كي يواكبوا العصر ويعيشوا مشاكله بحلول إبداعية جيدة مغايرة للحلول والأساليب التي تجاوزها الزمن المغاير لزمن الماضي بوسائله ومشاكله وطرق تفكيره أنهم يحلمون بعودة عصرهم الذهبي ولن يعود إلا إذا عاد الطفل إلى بطن أمه ورجع الزمان إلى الخلف والى الوراء ومن المعوقين وليس كلهم من أتيحت له فرصة إدارة حكم البلاد لكنهم لم يكونوا عند مستوى المسؤولية التي حملوها فلم يحسنوا إدارة الحكم والتصرف بطريقة حكيمة وعادلة وأسلوب رشيد فما بالك لو تحولوا إلى صف المعارضة كيف سيكون حالهم لابد وإنهم سيكونون حجر عثرة أمام قافلة المسيرة السلمية والمرحلة الانتقالية التوافقية وعليهم أن يعلموا جميعاً بأن الخير سينتصر في الأخير على أعمال الشر والهلاك والدمار وأمام كل المعوقين والمعرقلين لان المكر السيء في الأخيرلايحيق إلا بأهله.