وبما أن كل تلك المعاني لها علاقة بالسياسة فلماذا لا يبدأ الجميع فرادى أو جماعات بتطبيقها في حياته من أجل نفسه أولاً ومن أجل الوطن ثانياً بدلاً من الحديث عن الأفق المسدود ووضع العقدة أمام المنشار واختلاق العراقيل والمثبطات والتبريرات المستحيلة أو التعجيزية التي لاتفضي إلى حلول عملية ملموسة تخرج البلد من أزمتها من عنق الزجاجة التي علقت فيها فهل تيبس العقل السياسي اليمني أو تبلد عن وضع حلول ممكنة لمشاكل وقضايا البلاد وغابت عن أفقه السياسي الحكمة المشهور بها منذ القدم.
لماذا لاننظر إلى واقع الحال الآن أوالوقت الراهن أو اللحظة التي تمر بها البلاد من المرحلة الانتقالية التوافقية ونضع في اذهاننا وتفكيرنا هذه المرحلة التوافقية الساعية إلى لملمة الأوضاع في بلادنا وإلى تناسي الاضغان والأحقاد وسياسة نظرية التربص والمؤامرة ولغة الإقصاء والتهميش وتصفية الحسابات القديمة واستبدالها بلغة التصالح والتسامح والعمل بروح الفريق الواحد ووضع مصلحة الوطن قبل أي مصلحة والابتعاد عن الأساليب الداعية إلى تمزيق لحمة الوطن وتفريق كلمة الأمة وعرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لحل الأزمة اليمنية والالتفاف حول ومع جهود رئيس الجمهورية من اجل إيصال سفينة الوطن إلى شاطئ الأمان وإلى مشارف عهد جديد آمن ومستقر تسوده الحرية والعدالة والمساواة .. وطن لا يعرف إلا المحبة والمودة والألفة والتسامح والقيم الإنسانية والإسلامية والحضارية الرفيعة التي تدل على أناس أسوياء يمارسون حياتهم بصورة طبيعية خالية من المنغصات ولا يعرفون العقد ولا الأمراض النفسية أو الاحقاد ولا ينتهجون لغة العنف والإرهاب والاستبداد والقمع والفساد في الأرض وكل هذه ممكنات وهي من فن السياسة التي ذكرناها في مقدمة مقالنا هذا وليست من المستحيلات، وفوق هذا وذاك فنحن شعب مسلم أخلاقنا تأمرنا بانتهاج العدل والوسطية ونبذ التطرف والشطط والاستحواذ والاحتكار وان تحب لاخيك ما تحبه لنفسك.
أما سياسة الإقصاء وتطبيق شعار أنا ومن بعدي الطوفان وعدم الاعتراف بجهود الآخرين وبأن الوطن يتسع للجميع فإنها تضر بالوطن وبالمواطن على حد سواء.