والإرهاب ظاهرة دولية تعاني منها كافة الدول والشعوب والجميع مدعو للتصدي لها ومكافحتها لأنها فعل منظم من أفعال العنف أو التهديد به يسبب رعباً أو فزعاً من خلال أعمال القتل أو الاغتيال أو حجز الرهائن أو اختطاف الطائرات أو السفن أو تفجير العبوات أو غيرها من الأفعال ما يخلق حالة من الرعب والفوضى والاضطراب لأهداف سياسية. وهذا الإرهاب هو ظاهرة عالمية، وهو جريمة ذات أهداف مشبوهة وبغيضة لا علاقة لها بالأديان فديننا الإسلامي السمح يقول لنا في قرآنه: (ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً ) النساء (93). إن تاريخ الإرهاب هو نفسه تاريخ العنف والغدر، وقضية الإرهاب هي من أخطر القضايا التي أثرت وتؤثر على أمن واستقرار وحياة المجتمعات لسنوات طويلة تتجرع مرارتها حتى يوم الناس هذا منذ أن قام قابيل بقتل أخيه هابيل.. وهذا الإرهاب هو رديف لصورة الشر والظلم وإبليس التطرف والذبح المسلح وهو عمل بربري شنيع يخالف الأخلاق الإنسانية ويشكل اغتصاباً لكرامة الإنسان.
والإرهاب عمل مذموم ويحرم فعله وممارسته وهو من كبائر الذنوب ويستحق مرتكبه العقوبة والذم وهو يكون على مستوى الدول والجماعات والأفراد، وحقيقته الاعتداء على الآمنين بالسطو من قبل دول مجرمة أو عصابات أو أفراد بسلب الأموال والممتلكات والاعتداء على الحرمات وإخافة الطرق خارج المدن والتسلط من قبل الحكام الظلمة وكبت الحريات وتكميم الأفواه ونحو ذلك.
إن التعاطي مع الإرهاب وفق استخدام أساليب العقاب الفردي والجماعي ووفق تعريف سياسي للمقصود بالإرهاب، دون محاولة البحث عن الجذور السياسية والاقتصادية والثقافية والعقائدية له لا يحقق نتيجة مرجوة من محاربة الإرهاب ولا يقضي على هذه الظاهرة بشكل نهائي فها نحن نتفرج على أطفالنا وأبنائنا وفتياننا ومراهقينا يلعبون ألعاب الفيديو ( البلاستيشن ) التي تعتمد على أفلام الحركة والإثارة والمغامرة للصغار والفتيان والراشدين وتحويل تلك الأفلام إلى لعب عنيف وقتل وإرهاب، والإرهابي في ألعاب الفيديو بلاهوية ولا وطن ولادين، وكذلك لا نقوم بمتابعة أبنائنا وفلذات أكبادنا مع من يذهبون وأين يتلقون معلوماتهم ومن يعمل على توجيههم الوجهة الخاطئة فيصنع منهم أعداء للحياة ولكل مباهج الحياة فلماذا لا نتكاتف جميعاً يداً واحدة ونعمل على اجتثاث ومحاربة ظاهرة الإرهاب.