ومجتمعنا اليمني مجتمع عربي مسلم لا يعرف ما هو الإرهاب ولا ما هي هذه الوسائل والطرق والأساليب والتقنيات الإرهابية الهمجية الغادرة والجبانة والمباغتة التي تحصد عشرات بل مئات الأرواح البريئة وتذهب ضحيتها آلاف الأنفس بغير حق من قبل أعداء الإنسانية والحياة الآمنة والمطمئنة أولياء الشياطين الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً وهم في الحقيقة من الأخسرين أعمالاً قد امتلأت ادمغتهم وأفئدتهم ونفوسهم المريضة حقدا وغلا وحسداً لكل ما هو جميل وإنساني ولكل مباهج الحياة من ازدهار وتطور وحضارة وحياة وتنمية ومنجزات ورفاهية.. لابد من أن هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة قد خرجت من عباءة الجهل والتخلف والظلام والشر والدمار واليأس والاحباط والمرض والقنوط وأنهم قد قمعوا وهم صغار فأصبحوا لا يعرفون الشفقة أو الرحمة كباراً.
وديننا الحنيف دين السماحة بريء من سلوكياتهم وأعمالهم التي لا ترضي الله ولا ترضي رسوله ولا الناس أجمعين.
والمتابع للشأن اليمني سيلاحظ أن ظاهرة الإرهاب هذه قد بدأت تتفشى وتنتشر كالنار في الهشيم في كل مدينة وحاضرة من حواضر بلادنا خاصة في العواصم مثل صنعاء وعدن التي كانت لا تعرف ما معنى الإرهاب؟ وبدأنا نتكيف ونتأقلم مع هذه الظاهر التي أثرت على حياة الناس وعلى عجلة التنمية في البلاد لدرجة ان البعض ظن أنها صناعة ومنتج يمني، وهذا غير صحيح لأنها تتنافى أولاً مع الحكمة اليمانية ومع اخلاق من وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم أرق قلوباً وألين أفئدة فلم يتبق إلا أن هذه الظاهرة دخيلة على واقع مجتمعنا اليمني من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه. قد تكون الأوضاع الاقتصادية المتردية والفقر وانعدام الوعي وضعف الوازع الديني والعقد والأمراض النفسية من الأسباب الرئيسية لانتشار ظاهرة الإرهاب بين الشباب الطائش المتهور الممتلئ حماساً واندفاعاً وعاطفية لأن أغلب هؤلاء الشباب عاطل عن العمل وطاقة مهدورة لم تجد من يلتفت اليها أو يهتم بها او يستثمرها فأصابها اليأس والاحباط فلم تجد متنفساً إلا الانضمام إلى الجماعات الإرهابية والانتقام من مجتمعها غير المكترث بها وأحيانا يكون للتربية الخاطئة دور كبير في انحراف الكثير من الشباب البريء والطاهر خاصة التربية الدينية المبتعدة عن روح الدين الإسلامي السمح أو المتسامح فيلجأ بعض أمراء الجهاد إلى تعبئة الشباب على تكفير المجتمع وتقسيمه إلى دار كفر ودار إسلام وأن من فجر نفسه فان له الجنة وبنات الحور في انتظاره في الآخرة ويظن من يفجر نفسه ويزهق أرواح الأبرياء ان له الجنة وهو لا يعلم أن مصيره إلى جهنم خالداً فيها ولعنة الله وغضبه عليه وأعد له سعيراً والعياذ بالله.
ولم يفرض الحكيم العليم القتال على الناس إلا للضرورة التي تقتضيها مصلحة الناس وهو الرحيم بعباده والقائل:»وكفى الله المؤمنين شر القتال».
لقد سمعنا منذ نعومة اظفارنا انه في الدول المتقدمة والمتحضرة جماعات بل منظمات إرهابية ومسلحة بتقنيات تكنولوجية متطورة وأساليب حديثة وأفكار جهنمية في طرق القتل والاغتيال والتعذيب خاصة في ايطاليا واسبانيا وامريكا واليابان وغيرها وهناك عبدة الشيطان والنازيون الجدد وهناك إرهاب رسمي لدول عظمى وصغرى كالإرهاب الصهيوني، لكن هذه الدول التي تمارس الإرهاب ترى أن جذور الإرهاب تأتي من الدول النامية والمتخلفة وعلى وجه الخصوص الدول العربية والإسلامية لأن الإرهاب من وجهة نظر الدول الكبرى الديمقراطية قد وجد له أرضا ومسرحاً وبيئة خصبة ومناسبة ينطلق منها في الدول النامية والمتخلفة والإسلامية نتيجة انعدام الحرية والديمقراطية في هذه الدول ونتيجة القمع والاستبداد وأخطاء بعض أنظمة الحكم وبعض السياسات التعليمية العتيقة التي تقوم على التقليد والتلقين والتكرار والاجترار لتجارب ماضوية تجاوزها الزمن والحياة وجعلت من المتلقي كائناً مسلوب الإرادة لا رأي له ولا مبادرة سوى السمع والطاعة العمياء يقوم بهذه المهمة الخطيرة بين الشباب أناس نشؤوا على كره الآخر ونفيه وإلغائه وتكفيره وتفسيقه واعتباره من أشد أعداء الإسلام والمسلمين ولا يعرف هؤلاء الناس ما معنى التعايش السلمي بين الشعوب.
وبما أن اليمن جزء من هذا العالم ومن الدول التي هبت عليها رياح العولمة فليس بغريب أن نطعم ونتذوق مرارة الإرهاب العالمي الذي أصاب كثيرا من الدول والشعوب في أنحاء العالم وقد كنا قبل ذلك لا نعرف ولا نعلم ماهية ولا كنه هذا الإرهاب في بلادنا سوى إرهاب العدو في المعركة فقط الذي هو مشروع وقد كفله لنا ديننا الإسلامي الحنيف من أجل إظهار القوة أمام العدو وإرهابه لأن الحرب خدعة كما ورد في السنة المطهرة.