سدد الله على طريق الخير خطاكم فامضوا بخطى ثابتة حسب ما يمليه عليكم ضميركم الإنساني والوطني وأخلاقكم الإسلامية ومبادئكم التي تؤمنون بها مسترشدين بآراء ومقترحات حكماء اليمن الغيورين على مصلحة الوطن والمواطن ومستعينين ببطانة صالحة تعينكم على نوائب الدهر وغدر الزمان ولا هم لها إلا مصلحة اليمن وأمنه واستقراره وتقدمه وتطوره.
المناشدة الثانية إلى حكومة الوفاق الوطني برئاسة الأستاذ محمد سالم با سندوة: إن هذا الشهر الكريم يستدعي وقفة مراجعة ومحاسبة للنفس ونحن نأمل من حكومتنا ان تتذكر في هذا الشهر الفضيل وفي غيره الحديث النبوي الشريف (كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته) فلا بد من استشعار المسؤولية الملقاة على عواتقكم وستسألون يوم الحساب عن الأمانة التي تحملتموها فالناس بدؤوا يتذمرون من سوء الأحوال المعيشية وغياب الأمن على أرواحهم ونفوسهم وأغلب الناس محتقنون مما يحدث في البلاد من غلاء المعيشة والأسعار الملتهبة وكثرة العاطلين عن العمل من الشباب وضاق الكثير من الناس من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي والمياه والعمل الذي تقومون به بطيء وكأن اليوم عند وزراء الحكومة بسنة والصبر عند الناس نفد والجرح بدأ يتسع وعدم الاكتراث بهموم الناس وآلامهم ليس من مصلحة حكومتنا الموقرة فلا بد من الإسراع في تنفيذ برنامجكم الذي أقسمتم اليمين على تنفيذه أمام ممثلي الشعب فالوضع لا يحتمل وإلا فإن مصير جهودكم إلى الفشل والشعب يعلق آمالاً عريضة على نواياكم الحسنة ويتوسم فيكم الخير لهذه الأمة.
والله في عونكم ما دمتم في عون الآخرين.
المناشدة الثالثة إلى أهل القضاء والمحاكم والنيابة وأقسام الشرطة: راقبوا الله الذي يراقبكم وبادروا بمعالجة مشاكل الناس وإيجاد حلول سريعة لها بحق وعدل وصدق فالمظالم قد كثرت ( ويا ما في السجون من مظاليم) ونحن نسأل أنفسنا لماذا يضطر البعض إلى أخذ حقه بنفسه فيذهب ويقتل أبرياء ويزهق أرواحاً وإذا لم يجد غريمه قتل ابن عمه أو أحد أقربائه وكل هذا بسبب عدم تحقيق العدالة الحقة وبسبب تأجيل المحاكمات وبسبب بيع الذمم والرشى والفساد والمحسوبية وخلافها وضعف الوازع الديني والأخلاقي عند بعض القائمين على تحقيق العدالة وعدم مراقبة الحكم العدل الذي لا تخفى عليه خافية فالبلد الذي يسود فيه العدل والإنصاف هو البلد الآمن المستقر ، والذي نشاهده ونسمعه في بلادنا هو العكس فلا نرى إلا قلاقل هنا وهناك وفوضى عارمة وقتلاً وقطع طريق وتفجير منجز من المنجزات كأنبوب النفط والغاز أو منشآت الكهرباء وغيرها فاتقوا الله في هذا الشهر الفضيل وبادروا إلى إيجاد حلول لمشاكل الناس وقضاياهم والبت فيها دون تأخير أو تسويف ولا تنسوا أن هناك قاضياً في الجنة وقاضيين في النار والعياذ بالله.
المناشدة الرابعة إلى الأحزاب والمنظمات الجماهيرية: ابتعدوا كثيراً عن المناكفات والمكايدات والمفاحسات وانظروا إلى مصالح الوطن الكبرى وقضاياه المصيرية وانظروا إلى المستقبل واخرجوا من قوقعتكم وأفكاركم القديمة فالوطن بحاجة إلى رؤى جديدة وأفكار جديدة ودماء جديدة وبرامج جديدة بعيدة عن المصالح الحزبية الضيقة فالوطن بحاجة إلى ثورة تنمية وثورة بناء وثورة وعي ويحتاج إلى تكاتف كل الجهود المشتتة فكيف سنبني وطناً تتجاذبه أطراف متنازعة وأهواء متصارعة وقلوب وعقول غير متآلفة ولا متحابة ولا متوادة يتربص بعضها ببعض فيضيع الوطن والناس والمجتمع بأكمله بسبب فئة قليلة تتصارع على السلطة والمال والثروة فاتقوا الله وخافوا عقابه وجددوا قيادتكم العتيقة وارفدوها بدماء جديدة.
المناشدة الخامسة إلى بعض قادة القوات المسلحة والأمن: انتم حماة الوطن وحراسه الأشاوس وحزب الوطن الأكبر فكيف يسمح البعض منكم لنفسه الميل لفئة أو لشخص أو لقبيلة أو لحزب أو لطائفة فيتسبب في تأزيم الأمور داخل البلاد ويؤثر ويشكك في الهدف الذي أنشئت من أجله القوات المسلحة والأمن المتمثل في حماية البلاد والمنجزات وسيادة الأمن والأمان والاستقرار وفرض سيادة النظام والقانون .
المناشدة السادسة إلى أئمة المساجد من الوعاظ والمرشدين والفقهاء وإلى كل الدعاة إلى الله: نسألكم بالله العظيم الذي تؤمنون به أن تجيبوا عن سؤالنا هذا !. هل كان محمد بن عبدالله عليه صلاة الله وسلامه يدعو إلى تكفير الناس والتحذير من هذه الطائفة أو تلك أو يثير الفتنة والإرهاب باسم الدين في أوساط شرائح المجتمع ؟! أم كان نبي الرحمة ، بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً فلماذا لا نتمثل سلوك هذا النبي العظيم الذي كان خلقه القرآن ونبتعد عن الشطط والتطرف ولغة الإرهاب وإفساد ذات البين بين الناس التي وصفها الرحمة المهداة بالحالقة التي تحلق الدين.
فاتقوا الله يا عباد الله في عباد الله ولا تزكوا أنفسكم على الناس هو أعلم بمن اتقى ولا تكونوا كالذين خلطوا عملاً صالحاً بعمل طالح في الشهر الكريم وفي غيره.
المناشدة السابعة إلى القبيلة والقبائل: إن في القبيلة أشياء رائعة كالكرم وحماية الديار والنخوة والبطولة والبسالة واحترام المبادئ والقيم والمثل العليا إلا أن فيها أشياء غير مستحبة كالتعصب والتحجر وسيطرة كبير القبيلة على رعاياه وكأنهم مثل قطيع الغنم وهناك الثأر فحدث عنه ولا حرج والقبيلة هي ضد المجتمع المدني الذي يجعل الناس مواطنين متساوين أمام العدالة بمن فيهم شيخ القبلية نفسه.