فالموضوع الذي طرقه شيق وهادف وخطير لأنه يمس موضوع القيم والأخلاق الفاضلة في مجال خطير يسمونه السلطة الرابعة التي تشكل الرأي العام وتؤثر على أخلاق ومفاهيم وسلوك الناس فإذا كان بعض الكتاب (الكبار) الذين تحدثت عنهم مقالة الكاتب (الحكيم) قد جانبهم الصواب باختيارهم ألفاظاً بذيئة ونابية وفاحشة ومتفحشة فعلى الدنيا السلام لأنها صدرت ممن كتاب (كبار) فما بالك إن صدرت من هم دونهم أو أقل من مستواهم في الكتابة والأدب واللياقة وهذا يدل على الانحطاط اللغوي والإسفاف المبتذل في اختيار الكلمات الهابطة التي لا تحل مشكلة ولا تربط قضية ناهيك عن عدم معالجتها لقضايا وطنية واجتماعية وسياسية كبرى تهم الناس وتشغلهم وتؤرقهم ليل نهار.
فلم نسمع عن أن المقالات التي تنتهج أسلوب التجريح والتهييج وإثارة الرأي العام والتندر والسخرية من الناس أو التندر بهم قد حلت مشكلة ولم نسمع أن الألفاظ الهابطة والمبتذلة في كثير من المقالات الصحفية قامت بدور إصلاحي في المجتمع أو غيرت من قيمهم ومبادئهم إلى الأفضل والأحسن، بل على العكس من ذلك فقد لفتت انتباههم إلى الضحالة في الفكر والسقوط والانحطاط عن المبادئ الفاضلة ولم ترفع من مستوى ذوق الناس بحيث تبعدهم عن الألفاظ السوقية والرخيصة.
والغريب أن كثيراً من الناس يقولون ما لا يفعلون فإنك تجدهم يحدثونك عن الأخلاق الرفيعة والسامية وبينما حديثهم اليومي عن الفحش والتفحش والابتذال وكأنهم يعيشون ازدواجية بين ما يقولون وما يفعلون.
فشكراً للكاتب (الحكيم) الذي لفت انتباه الكتاب (الكبار) إلى عدم تلويث ألسنتهم وأقلامهم بالألفاظ السوقية والمبتذلة لأن ذلك ينزل من قدرهم ويحط من سمعتهم ويجعلهم لا يختلفون عن الكتاب (الصغار) والأقل شأناً من الكتاب الكبار لكنهم عند كثير من القراء الأفاضل أكثر تأثيراً وتفضيلاً وأقلهم ابتذالاً وإسفافاً..!!