تذكرت هذه الحكاية وأنا اقرأ رسالة جماعة أنصار الشريعة الأخيرة.. فعندما زلزلت الأرض تحت اقدامها في جعار كتبت الجماعة الارهابية بيانا ووزعته على السكان ليلا، ومما قالت فيه: “ يعز علينا أن نفارقكم بعد هذه العشرة الطيبة.. وددنا أننا كنا معكم لا نفارقكم لحظة واحدة .. قد رأيتم ورأى العالم كيف طبقنا الشريعة.. رأيتم النموذج الذي قدمناه “.. ومن سخريات الاستدلال انها ذكرت في البيان الآية القرآنية :” ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض”.. ثم قالت: “ نطلب المسامحة”. فلم المسامحة إذن ما دامت بركات الجماعة ظلت تهطل من السماء وتشقق بها ارض جعار؟
جماعة أنصار الشريعة تفاخر بالنموذج الذي طبقته وتذكر الاهالي بالعشرة التي لم تكن طيبة ذات يوم وتأسف على فراق تلقاه الناس بالفرح.. . قتلت الناس بالمجان، وقطعت الأيدي والقضبان بمجرد التهمة، وخربت البنيان، وجلبت المنحرفين واللصوص والمدمنين وشذاذ الآفاق من كل حدب وصوب الى أبين ليعبثوا بالمصائر باسم تطبيق الشريعة الاسلامية، وفي النهاية ضج بها المواطنون فثاروا عليها، وبينما هي تخرج منهزمة تكتب بيانا للناس تفاخر فيه بالمخازي وتتوعد بتكرار النموذج المخزي نفسه تماما كالرفيق بشيوني.. ولن يتكرر النموذج بعد اليوم ولا مكان لتكراره لا في أبين ولا غيرها وهذا ما يتعين أن تكون الجماعة قد فهمته من هذا الشعب.
• شكر وامتنان
انقطعت عن الكتابة خلال الأيام العشرة الماضية بسبب وجودي في المستشفى للعلاج فمعذرة للقراء. واشكر الإخوة الذين زاروني الى المستشفى والذين اتصلوا للاطمئنان على صحتي وفي مقدمتهم طارق الشامي وحسن اللوزي ومروان دماج ومحمد انعم وعبد الله الحضرمي وغيرهم من الزملاء في نقابة الصحفيين والمركز الاعلامي والميثاق و(المؤتمر نت) و(14اكتوبر).