* واعتقد ان الإدارة الأمريكية لم تصدر هذا الأمر من فراغ، ولا أظنه أيضاً اجراء احترازياً، بل مبني على معلومات ودراية حول اشخاص وحركات سياسية ومسلحة تقوم بنشاطات تهدد أمن اليمن واستقراره وتعرقل تنفيذ المبادرة الخليجية وتهدد الأمن القومي الامريكي أيضاً. وبناء على ذلك فمن المحتمل أن تقوم الخزانة الأمريكية بتطبيق الأمر التنفيذي على اشخاص وحركات سياسية ومسلحة في وقت قريب.
ففي اليمن اليوم هناك اشخاص وحركات سياسية تدعم الإرهاب، وتقف إلى جانب (انصار الشريعة) بصورة علنية، وصار لحزب الإصلاح مليشيات مسلحة ولا يزال افراد جدد ينضمون إليها تباعاً بعد إنهاء فترة التدريب في مراكز خاصة وبعض وحدات الجيش المنشقة، والأمريكيون مطلعون على هذا الأمر، وتحدثوا عنه قبل ان يتحدث به قادة سياسيون في المؤتمر والرابطة والاشتراكي .. وهناك جزء من الجيش يرفض قادته إنهاء تمردهم والخضوع لوزارة الدفاع، بل وأوامر رئيس الجمهورية .. وهناك المجاميع القبلية المسلحة التي لاتزال ترفض مهمة لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار .. وهناك ارهابيون مزودون بمعارف وخبرات خارجية يمدون تنظيم القاعدة وانصار الشريعة بالتقنية الجاهزة.
* وإلى جانب هؤلاء يعمل في اليمن اشخاص وضعتهم الإدارة الأمريكية في قائمة مهددي أمنها القومي، وهؤلاء إلى جانب من سبقت الاشارة إليهم أقرب المستهدفين في الأمر التنفيذي للرئيس الامريكي.
لقد استغل إعلام حزب الإصلاح بعض الغموض في الأمر التنفيذي، وراح اصحابه يسمون المستهدفين دون قراءة متأنية للأمر أو ربطه بمقدمات وخلفيات معروفة، وحول انشطة مالية في أمريكا تدعم الإرهاب.
وقد خبط إعلام الإصلاح في هذا الأمر خبط عشواء .. مرة يدعون أن الأمر التنفيذي للرئيس الأمريكي صمم خصيصاً لمن يسمونه (المخلوع وافراد عائلته) ومرة يدعون أنه ينطبق على الحراك الجنوبي، ومرة كسوا به الحوثيين، مع أن هؤلاء ليسوا من معرقلي المبادرة الخليجية وليسوا حركات سياسية ومسلحة تهدد أمن اليمن واستقراره، وليسوا من ممولي الإرهاب .. والعجيب أن إعلام الإصلاح لم يشر ولو مرة واحدة ولو من باب الاحتمال إلى أن الأمر التنفيذي يعني تنظيم القاعدة وانصار الشريعة والزنداني والمتمردين على الجيش والرئيس. أو الشيوخ الرافضين للتسوية أو المليشيات القبلية والحزبية المسلحة!