المحافظ بن الوزير يقود تحولًا تنمويًا غير مسبوق في شبوة




14 أكتوير/ خاص:
حاوره/ عبدالله المسروري:
أجرت صحيفة «14 أكتوبر» حوارًا خاصًا مع وكيل محافظة شبوة، سالم أحمد شمح النسي، الذي تحدث بإسهاب عن التحولات التنموية المتسارعة التي تشهدها المحافظة، مؤكدًا أن شبوة تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل واعد، مستندة إلى رؤية استراتيجية طموحة، وإرادة قيادية حازمة، ودعم إقليمي كريم.
وقال النسي إن محافظة شبوة، بقيادة محافظها الشيخ عوض بن محمد بن الوزير، تعيش مرحلة غير مسبوقة من البناء والتحديث، حيث تتجلى ملامح النهضة في مختلف القطاعات الخدمية والتنموية، مستفيدة من الدعم السخي والمستمر من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ومن الرعاية المباشرة لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية.
وأوضح النسي أن السلطة المحلية بمحافظة شبوة تعمل وفق استراتيجية تنموية شاملة للأعوام 2026–2030م، تتضمن مصفوفة متكاملة من المشاريع الحيوية في مجالات البنية التحتية، والتنمية الاقتصادية والبشرية، والخدمات الأساسية، بما يحقق نقلة نوعية في واقع المحافظة.

- استراتيجية 2030 تضع شبوة على خارطة التنمية المستدامة
- شبوة تستعيد نبضها الاقتصادي وتفتح أبواب الاستثمار
- العسل الشبواني يدخل الأسواق العالمية بدعم مباشر للنحالين
- مطار عتق الدولي يعود للحياة وشبوة تنفتح على العالم
- شبوة تحوي طبيعة ساحرة وكنوزاً أثرية تنتظر الاكتشاف

نقلة نوعية في التعليم والصحة والمياه
وفي قطاع الخدمات العامة، أشار النسي إلى أن شبوة شهدت تطورًا ملموسًا في التعليم والصحة والمياه والصرف الصحي، حيث تم تنفيذ مشاريع ترميم وتأهيل وتشغيل للمستشفيات في عشر مديريات، بدعم كريم من مؤسسة الشيخ خليفة للأعمال الإنسانية، وتزويدها بأجهزة طبية حديثة وأقسام تخصصية متكاملة.
كما أوضح النسي أنه تم بناء مدارس جديدة وتأهيل الكادر التعليمي، وتحسين بيئة التعليم في المدن والأرياف، إلى جانب توسعة شبكات المياه في مديريات نصاب، رضوم، جردان، وحبان، لضمان وصول المياه النقية إلى المناطق النائية.
تنويع الموارد وتحفيز الاستثمار
أما على صعيد الاقتصاد المحلي، فقد أكد النسي أن السلطة المحلية بمحافظة شبوة تواصل جهودها لتعزيز النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل، من خلال دعم الاستثمارات وتشجيع القطاع الخاص على الانخراط في مشاريع نوعية في مجالات الطاقة، الزراعة، والصناعة التحويلية.
ولفت النسي إلى أن هذه الجهود تستند إلى رؤية استراتيجية تهدف إلى إنشاء مناطق حرة في ميفعة ورضوم، وتأسيس مشاريع توليد كهرباء غازية، وإطلاق مبادرات استثمارية في الصناعات الغذائية والسياحة البيئية والتجارة الحديثة، مع تقديم تسهيلات كبيرة لجذب رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية.
دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة
وفي إطار دعم ريادة الأعمال، أشار النسي إلى أن السلطة المحلية بمحافظة شبوة تولي اهتمامًا بالغًا بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة، عبر تسهيل التراخيص ومنح الحوافز التشغيلية والتمويلية، وتنفيذ برامج تدريب مهني للشباب في مجالات الزراعة، إنتاج العسل، والصناعات الغذائية، بما يعزز الإنتاج المحلي ويؤهل الشباب لسوق العمل.
ربط شبوة بالعالم
وفيما يخص البنية التحتية، تحدث النسي عن إعادة تشغيل مطار عتق الدولي وعودة الرحلات التجارية الأسبوعية، في خطوة أعادت للمحافظة ارتباطها الجوي بالعاصمة عدن وعدد من المدن، مع تطلع السلطة المحلية بالمحافظة إلى استقطاب مزيد من الخطوط الجوية المحلية والدولية.
كما أشار النسي إلى أن المحافظة تشهد توسعًا في مشاريع الطرق الرابطة بين المديريات، وتحسين شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، ضمن خطة متكاملة تهدف إلى خلق بيئة عمرانية وتنموية متوازنة.
الشباب أمل المستقبل
وأوضح النسي أن فئة الشباب تحظى باهتمام بالغ من قبل المحافظ بن الوزير، باعتبارهم القوة الحقيقية والمحرك الأساسي لمسيرة التنمية.
ولفت النسي إلى أن السلطة المحلية بمحافظة شبوة قد أطلقت برامج نوعية لتأهيلهم مهنيًا وتقنيًا، بالتعاون مع صندوق التدريب المهني والمؤسسات الأكاديمية، بهدف إعدادهم لسوق العمل وتعزيز قدراتهم الإنتاجية.
كما نوّه النسي إلى أنه يتم دعم المبادرات الشبابية، وتفعيل الأنشطة الثقافية والرياضية، وتوفير مساحات آمنة ومحفزة للابتكار والمشاركة المجتمعية، بما يعزز من دورهم كشركاء فاعلين في صياغة مستقبل شبوة.
الأمن والاستقرار
وفي الجانب الأمني، أكد النسي أن شبوة شهدت إعادة بناء شاملة لمنظومتها الأمنية والعسكرية، شملت الجوانب البشرية والفنية، بدعم سخي من الأشقاء في الإمارات.
وأوضح النسي أنه قد تم تزويد الوحدات الأمنية بالتقنيات الحديثة ووسائل المراقبة، وتنفيذ خطط انتشار مدروسة، مما جعل من شبوة نموذجًا يُحتذى في الجاهزية والانضباط على مستوى المحافظات اليمنية.
مكافحة الجريمة والتهريب
أشار النسي إلى أن الأجهزة الأمنية، وبإشراف مباشر من المحافظ بن الوزير، تنفذ حملات منظمة لمكافحة الجريمة والتهريب، بالتنسيق مع الجهات المركزية.
ولفت النسي أن هذه الجهود قد نجحت في إحباط العديد من العمليات غير القانونية، وضبط الشبكات الخارجة عن النظام، مما عزز من ثقة المواطن بالأمن المحلي، ورسخ هيبة الدولة في مختلف المديريات.
الدفاع المدني والطوارئ
وفي إطار تعزيز قدرات الاستجابة للطوارئ، أشار النسي إلى أن المحافظ بن الوزير أصدر قرارًا بتشكيل لجنة الطوارئ بالمحافظة، والتي تقوم بدور فاعل في إدارة الأزمات الإنسانية ومواجهة الكوارث الطبيعية.
كما أوضح النسي ان قطاع الدفاع المدني شهد إعادة تجهيز شامل بأحدث المعدات والآليات، بدعم من الأشقاء في الإمارات، مما رفع من جاهزية فرق الإنقاذ والاستجابة السريعة في مواجهة السيول والحرائق وغيرها من الكوارث المحتملة.
بيئة واعدة وفرص متنامية
وفي حديثه عن القطاع الاستثماري، أكد النسي أن شبوة تشهد نموًا متسارعًا في هذا المجال، بفضل الانفتاح الاقتصادي الذي تقوده السلطة المحلية، وتوفير التسهيلات الإدارية والضمانات القانونية للمستثمرين المحليين والعرب والأجانب.
وأشار النسي الي أنه قد تم تحديد مواقع استراتيجية لإنشاء مدن صناعية وسياحية في مدينة عتق ومديرية رضوم الساحلية، إلى جانب الإعداد لإطلاق مناطق تجارية حرة ومشاريع خدمات لوجستية، بما يسهم في تنشيط الحركة التجارية، وجعل شبوة محورًا اقتصاديًا وسياحيًا مهمًا على مستوى اليمن.
نحو تحقيق الأمن الغذائي
وفي القطاع الزراعي، أوضح النسي أن السلطة المحلية بمحافظة شبوة تولي المزارعين اهتمامًا كبيرًا، من خلال دعمهم بالبذور المحسنة، وأنظمة الري الحديثة، وتوفير المعدات الزراعية والعيادات البيطرية المتنقلة.
كما أوضح النسي أنه يتم تنظيم برامج إرشادية لرفع كفاءة المزارعين، وتشجيع الإنتاج المحلي، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز الاكتفاء الذاتي في المحافظة.
دعم النحالين.. ونجاح خطة التطوير
أوضح النسي، أن النجاح الكبير الذي حققه مهرجان شبوة للعسل 2025 لم يكن مجرد احتفاء بمنتج محلي، بل محطة انطلاق نحو تطوير قطاع إنتاج العسل، الذي يُعد من أبرز مصادر الدخل في المحافظة.
وأكد النسي انه بتوجيه مباشر من المحافظ بن الوزير، شرعت السلطة المحلية في إعداد خطة متكاملة لدعم النحالين، تشمل التمويل، والتدريب، والتسويق الخارجي، إلى جانب تأسيس جمعية تعاونية متخصصة تُعنى بتطوير هذا القطاع الحيوي.
وأشار النسي الى أن العسل الشبواني يتمتع بجودة عالمية ومكانة رفيعة، ويُعد منتجًا تنافسيًا قادرًا على دخول الأسواق الدولية، وهو ما يجعل من دعمه أولوية اقتصادية وتنموية.
زيادة الإنتاج الزراعي
وفي سياق تطوير الإنتاج الزراعي، أشار النسي إلى أن السلطة المحلية بمحافظة شبوة تعمل على إنشاء مراكز بحثية وإرشادية لتطوير إنتاج العسل والمحاصيل الزراعية، مع التركيز على زراعة النباتات الرحيقية التي تُعد أساسًا في جودة العسل الشبواني.
كما لفت النسي إلى أنه يجري العمل على فتح قنوات تصدير جديدة، وتعزيز القيمة التنافسية للمنتجات المحلية، بما يسهم في رفع مستوى الدخل وتحقيق الأمن الغذائي، ويحول شبوة إلى مركز إنتاجي متقدم.
السياحة.. بين التاريخ والطبيعة
وفي حديثه عن القطاع السياحي، أكد النسي أن شبوة تمتلك مقومات سياحية فريدة تجمع بين التاريخ العريق والطبيعة الساحرة، من الجبال إلى السواحل، ومن المدن الأثرية إلى العيون الكبريتية.
ونوّه النسي إلى أن السلطة المحلية تعمل على إعداد استراتيجية شاملة لتطوير السياحة، تشمل تأهيل المواقع الأثرية والطبيعية، وتحسين البنية الفندقية، وترويج شبوة كوجهة سياحية داخلية وخارجية.
كما أشار النسي إلى أنه يجري التنسيق مع المستثمرين لإنشاء مشاريع سياحية في مناطق عتق، رضوم، وحبان، بما يعزز من النشاط السياحي ويخلق فرص عمل جديدة.
كنوز شبوة الحية
تحدث النسي بفخر عن كنوز شبوة السياحية، ومنها مدينة شبوة القديمة عاصمة مملكة حضرموت، ومدينة تمنع الأثرية، وحبان والحوطة التاريخيتين، وبحيرة شوران، وحصن الغراب، وسواحل رضوم البكر، والعيون الكبريتية الطبيعية.
هذه المعالم، كما وصفها النسي، ليست مجرد مواقع جغرافية، بل شواهد حية على عراقة شبوة وغناها الحضاري، وتُعد ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها وتوظيفها في خدمة التنمية السياحية.
الحفاظ على التراث
وأكد النسي أن السلطة المحلية بمحافظة شبوة تولي الموروث الثقافي والطبيعي اهتمامًا بالغًا، من خلال تنظيم المهرجانات الثقافية مثل مهرجان شاعر شبوة، وتشجيع الشعراء والحرفيين، وحماية المواقع الأثرية والمحميات البيئية. فشبوة، كما قال، ليست فقط محافظة تنموية، بل حاضنة للهوية اليمنية، ومرآة لتاريخٍ عريق يستحق أن يُروى للأجيال.
وختم وكيل محافظة شبوة حديثه بالتأكيد على أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا التكاتف بين القيادة المحلية والدعم الإقليمي والوطني، مشددًا على أن شبوة اليوم تقف على أعتاب مرحلة جديدة من البناء والاستقرار، وتفتح ذراعيها لكل من يسهم في نهضتها ويؤمن بمستقبلها.

