سموتريتش يضغط لاستمرار الحرب وعائلات الرهائن تحض ترمب على التمسك بوقف الحرب لإعادة أبنائهم من القطاع



غزة / واشنطن / 14 أكتوبر / متابعات:
قالت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض اليوم الإثنين إن إسرائيل وحركة "حماس"، "تقتربان جداً" من التوافق على اتفاق إطاري لإنهاء الحرب في غزة وضمان سلام دائم في الشرق الأوسط.
وذكرت ليفيت، في حديث لبرنامج (فوكس اند فريندز) على قناة فوكس نيوز، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيناقش خطة سلام من 21 بنداً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في وقت لاحق من اليوم، موضحة أن ترمب سيتحدث اليوم إلى قادة قطر، الذين اضطلعوا بدور الوسيط مع "حماس".
وتابعت، "للتوصل إلى اتفاق معقول للطرفين، يجب على كل طرف أن يتنازل قليلاً، وربما يغادر الطاولة وهو غير راض بعض الشيء، لكن هذه في نهاية المطاف هي الطريقة التي سنُنهي بها هذا النزاع".
ميدانياً، اقتربت الدبابات الإسرائيلية من قلب مدينة غزة اليوم مواصلة الهجوم البري قبل ساعات من استضافة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، في اجتماع وعد ترمب بأن يشهد تحقيق "شيء مميز" في أحدث محاولاته لإنهاء الحرب.
وبعد ما يقرب من عامين من الجهود الدبلوماسية غير الناجحة، قدمت واشنطن الأسبوع الماضي خطة من 21 نقطة إلى دول عربية وإسلامية تدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن المتبقين.
وقال ترمب الأسبوع الماضي إنه يعتقد أن التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال صار قريباً، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي "لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجاز عظيم في الشرق الأوسط. الجميع على استعداد لشيء مميز، للمرة الأولى على الإطلاق سننجزه".
وعلى رغم أن نتنياهو يشيد بترمب باعتباره أقرب حليف لإسرائيل، هناك دلائل على تشكك إسرائيلي في الاقتراح، فضلاً عن بعض التحفظات بين الدول العربية.
قال مصدر مطلع على المناقشات إن مسؤولين إسرائيليين أثاروا مخاوف مع نظرائهم الأميركيين في شأن الاقتراح، بما في ذلك في شأن المشاركة المقترحة لقوات الأمن الفلسطينية في غزة بعد الحرب، وعدم الوضوح حول ما إذا كان
سيجري طرد قيادات "حماس" من القطاع، ومن سيتولى المسؤولية بصورة عامة عن أمن غزة.
وذكرت مصادر في مصر اليوم الإثنين أن القاهرة، التي تضطلع بدور وساطة في محادثات وقف إطلاق النار، حريصة على ألا يجري إقصاء أو تهميش السلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً من إدارة غزة، كما تحرص على وجود ضمانات على التزام إسرائيل بشروط أي اتفاق بمجرد تحرير الرهائن.
وفي الوقت نفسه، لم يكن هناك أي انحسار للتوتر على الأرض، بعدما أطلقت إسرائيل هذا الشهر هجوماً شاملاً على مدينة غزة، في واحدة من أكبر العمليات في الحرب، ويقول نتنياهو إنه يهدف إلى القضاء على "حماس" في آخر معاقلها.
بدوره شدد وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش اليوم الإثنين على وجوب محافظة الجيش على "حرية كاملة لتنفيذ عمليات" في القطاع، قبيل الاجتماع المرتقب بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب.
كما أعرب سموتريتش عن رفضه لأي دور مستقبلي لقطر في قطاع غزة الذي دمرته الحرب المتواصلة بين إسرائيل و"حماس" منذ نحو عامين.
ويستضيف ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض حيث يتوقع بأن يضغط عليه للموافقة على مقترحه للسلام.
وفي منشور مطول على منصة "إكس" اليوم، عرض سموتريتش مجموعة من "الخطوط الحمراء" قبيل الاجتماع، شملت المطالبة بـ"الانسحاب الحقيقي والكامل لـ’حماس’" من غزة.
وطالب أيضاً بأن "يبقى الجيش دائماً في المحيط الأمني، بما في ذلك محور فيلادلفي، ويحتفظ بحرية كاملة لتنفيذ عمليات في قطاع غزة بأكمله".
ومحور فيلادلفي هو منطقة شريط حدودي فاصلة بين قطاع غزة ومصر تمتد على نحو 13 كيلومتراً. وتصر إسرائيل على إبقاء سيطرتها عليها لمنع تهريب الأسلحة إلى الأراضي الفلسطينية.
ووفقاً لمصدر دبلوماسي، تنص خطة ترمب المؤلفة من 21 بنداً على وقف إطلاق نار دائم، وإطلاق سراح الرهائن، وانسحاب إسرائيلي من غزة، وتدفق المساعدات الإنسانية بشكل كبير.
كما رفض سموتريتش أي دور للسلطة الفلسطينية في رام الله في إدارة غزة مستقبلاً، وهو أحد أكثر الجوانب إثارة للجدل في خطة ترمب.

حكمت السلطة قطاع غزة حتى سيطرة "حماس" عليه في 2007. ورفض نتنياهو أيضاً فكرة مشاركتها في مستقبل القطاع.
كذلك طالب سموتريتش بعدم وجود أي تدخل قطري في مستقبل القطاع، وكتب على "إكس" "حان الوقت لوضع حد لنفاق وازدواجية قطر التي تشجع على الإرهاب وتموله". وأضاف "نحن لا نتدخل في علاقات أصدقائنا الأميركيين أو تعاملاتهم مع الدول العربية، لكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وغزة، يجب مقاطعة قطر واعتبارها غير مقبولة".
وشنت إسرائيل أخيراً غارة جوية على الأراضي القطرية، الحليف الأميركي والوسيط في محادثات غزة، في ضربة استهدفت الوفد المفاوض من قادة "حماس" الموجودين هناك برئاسة خليل الحية.
وطالب سموتريتش أيضاً بعدم "ذكر، ولو تلميحاً، دولة فلسطينية في شأنها أن تعرض وجود إسرائيل للخطر". وأضاف أنه يأمل في "اغتنام الفرصة التاريخية لإثبات سياسياً وعملياً أن يهودا والسامرة جزء لا يتجزأ من الدولة الإسرائيلية ذات السيادة"، مستخدماً المصطلح التوراتي للإشارة للضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967.
وحذر الرئيس الأميركي نتنياهو الأسبوع الماضي من ضم الضفة الغربية، وهو أمر كثيراً ما حث عليه بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية الحالية. ويعتمد نتنياهو على حزب الصهيونية الدينية بقيادة سموتريتش للحفاظ على غالبية برلمانية.
وقبيل لقاء ترمب - نتنياهو حضّت عائلات الرهائن الإسرائيليين الرئيس الأميركي على التمسك بالاتفاق الذي اقترحه لإنهاء الحرب في غزة، وجاء في رسالة مفتوحة وجّهها منتدى عائلات الرهائن والمفقودين إلى ترمب "نطلب منكم بكل احترام أن تقفوا بحزم ضد أي محاولات لعرقلة الاتفاق الذي قدمتموه. المخاطر كبيرة جداً، وعائلاتنا انتظرت طويلاً، ولا نحتمل أي تدخل يعرقل هذا التقدم". وكرر المنتدى تحميل نتنياهو مسؤولية "إفشال" مقترحات سابقة لوقف إطلاق النار خلال الحرب المستمرة منذ عامين كان من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح أقاربهم.
وتوجّه المنتدى في رسالته إلى ترمب قائلاً "أنت وحدك تملك القوة للدفع بهذا الاتفاق إلى خط النهاية، ونحن ممتنون جداً لوقوفك إلى جانبنا".
وقال ناتان ساكس من "معهد الشرق الأوسط" في واشنطن إن "نتنياهو لديه تفضيل واضح لمواصلة الحرب وهزيمة حماس، ولكنني لا أعتقد أنه سيكون من المستحيل على ترمب إقناعه بخلاف ذلك"، لكن ذلك يكون مشروطاً بدفاع "واشنطن عن رؤية بالغة الوضوح بأسلوب منضبط ومتواصل"، وهو ما يمثل "تحدياً حقيقياً" للرئيس الأميركي الذي تتسم توجهاته الجيوسياسية بالتقلّب الشديد، كما يشير الباحث.
في الأثناء، قال مراسل موقع "أكسيوس" في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، اليوم الإثنين، نقلاً عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، إن الولايات المتحدة وإسرائيل قريبتان جداً من التوصل إلى اتفاق بشأن خطة الرئيس دونالد ترمب لإنهاء الحرب في غزة، بعد محادثات بين المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وذكر في المنشور أن المسؤول أشار إلى أنه لا يزال يتعين الحصول على موافقة حركة "حماس".
وفي وقت سابق الأحد، قال الرئيس الأميركي، إنه تلقى "رداً إيجابياً للغاية" على اقتراحه لإنهاء الحرب في غزة، وعبر عن تفاؤله بإمكان إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بدعمه خلال لقائهما، اليوم الإثنين.
وأضاف لـ"رويترز" أن المبعوث الأميركي ويتكوف وكوشنر، الذي كان مبعوثاً للشرق الأوسط خلال ولاية ترمب الأولى، يجريان محادثات مع نتنياهو في نيويورك قبيل الاجتماع المقرر في البيت الأبيض. وقال ترمب في حديث عبر الهاتف "نتلقى رداً إيجابياً للغاية، لأن (نتنياهو) يريد إبرام الاتفاق أيضاً. الجميع يريد إبرام الاتفاق".
وعندما اجتمع قادة العالم في الأمم المتحدة بنيويورك، الأسبوع الماضي، كشفت الولايات المتحدة عن خطة سلام في الشرق الأوسط من 21 بنداً لإنهاء الحرب الدائرة منذ قرابة عامين في غزة بين إسرائيل وحركة "حماس".
وقال مسؤول في البيت الأبيض، إن الخطة تدعو إلى إعادة جميع الرهائن، الأحياء منهم ورفات الموتى، وعدم شن هجمات إسرائيلية أخرى على قطر وبدء حوار جديد بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل "التعايش السلمي".
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" حسام بدران، مساء أمس الأحد، أن "الحركة لم تتسلم حتى الآن أي مقترحات رسمية عبر الوسطاء القطريين والمصريين"، وفق ما نقلته وكالة "الصحافة الفرنسية".
في وقت سابق الأحد، قال الرئيس الأميركي، إن المفاوضات حول مقترحه لإنهاء الحرب في قطاع غزة وصلت إلى "مراحلها النهائية"، مضيفاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يؤيد خطته بشأن غزة، معتبراً أن التوصل لاتفاق قد يمهد الطريق لتحقيق سلام أوسع في الشرق الأوسط.
وذكر ترمب لموقع "أكسيوس"، أن "الجميع اتحد من أجل إبرام اتفاق، لكن لا يزال يتعين علينا إنجازه". وتابع "كان من الرائع العمل مع الدول العربية في هذا الشأن، (حماس) تنضم إليهم، إذ لديهم احترام كبير للعالم العربي".
ومضى الرئيس الأميركي يقول، "العالم العربي يريد السلام، وإسرائيل تريد السلام، وبيبي (نتنياهو) يريد السلام".
كان ترمب لمح إلى أن "شيئاً لافتاً" سيحصل في محادثات الشرق الأوسط، مضيفاً في منشور عبر شبكته للتواصل الاجتماعي تروث سوشيال "سنحقق ذلك".
وأضاف أن الاتفاق لن ينهي الصراع في غزة فحسب، بل سيسهم في تحقيق سلام أشمل في الشرق الأوسط. وقال "الجميع مشارك. الجميع يريد ذلك، و(حماس) تريده أيضاً، وأحد الأسباب هو أن الجميع سئموا الحرب".
ولم يقدم ترمب تفاصيل عن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن في غزة، لكن نائبه جي دي فانس قال لبرنامج "فوكس نيوز صنداي"، إن مسؤولين أميركيين كباراً منخرطون في مفاوضات "معقدة للغاية" مع مسؤولين إسرائيليين وعرب.
وقال نتنياهو في حديث لقناة "فوكس نيوز"، إنه من الممكن العفو عن قادة "حماس" بموجب شروط الاتفاق.
وأضاف، "يجب تحديد تفاصيل هذا الأمر. لكن في تصريحات سابقة قلت إنه إذا خرج قادة (حماس) من البلاد وإذا أنهوا الحرب وأطلقوا سراح جميع الرهائن، سنسمح لهم بالمغادرة".
وذكر فانس أنه "يشعر بتفاؤل حذر" إزاء التوصل إلى اتفاق. وقال، "أشعر بتفاؤل حيال وضعنا الحالي أكثر من أي وقت مضى خلال الأشهر القليلة الماضية، ولكن لنكن واقعيين، فهذه الأمور قد تخرج عن مسارها في اللحظة الأخيرة".
وأضاف أن الخطة تتضمن ثلاثة عناصر رئيسة، هي إعادة جميع الرهائن وإنهاء تهديد "حماس" لإسرائيل وتكثيف المساعدات الإنسانية في غزة. وقال فانس، "لذا أعتقد أننا قريبون من تحقيق هذه الأهداف الثلاثة".
وفي إسرائيل، دعا عشرات آلاف المتظاهرين نتنياهو بإلحاح إلى القبول بوقف إطلاق نار، والسبت حثوا ترمب على استخدام نفوذه.

وقالت ليشاي ميران-لافي زوجة أومري ميران الذي لا يزال رهينة في غزة، "الشيء الوحيد الذي يجنب السقوط في الهاوية هو اتفاق شامل وكامل ينهي الحرب ويعيد كل الرهائن والجنود إلى الديار". وقالت متوجهة إلى ترمب، "استخدم نفوذك مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
وأعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، الأحد أنها فقدت التواصل مع رهينتين إسرائيلييَن بسبب القصف الإسرائيلي المكثف على مدينة غزة خلال اليومين الماضييَن.
وتعمقت عزلة إسرائيل على الساحة الدولية في الأيام الأخيرة مع اعتراف بلدان غربية مثل المملكة المتحدة وفرنسا وكندا وأستراليا رسمياً بدولة فلسطين.