نحتاج لوقت وجهد كبير لتأسيس الجودة في المستشفيات والمراكز الصحية

عدن /14 أكتوبر/ خاص :
- لابد من تحسين عمل المرافق الصحية
- الجودة هي سلوك وثقافة تستمر مدى الحياة
- إذا تحسنت جودة الخدمات الطبية لن نحتاج إلى السفر للعلاج خارج اليمن
- عملنا لا ينحصر بين المكاتب فقط
تعد الجودة من أهم القضايا التي تهتم بها القيادة الإدارية في أية منشأة تسعى لرفع مستوى أدائها من الناحية الإنتاجية والخدمية، لذا بادرت أغلب المنشآت الصحية بتطبيق هذا النظام من أجل تحسين جودة أدائها والحفاظ على مستوى عالٍ من الأداء الإداري والاكلينيكي، حيث تسعى المؤسسات والمرافق الصحية الحكومية والقطاع الصحي الخاص إلى تحسين جودة الخدمة والوصول إلى رضى المستفيدين من مقدمي ومتلقي الخدمة والشركاء والمجتمع ككل، مع التركيز على الوقاية والتحكم بالعدوى.. لذلك التقت (14 اكتوبر) د/ أمين سلمان صالح مدير الجودة ومكافحة العدوى بوزارة الصحة ودار معه الحوار التالي :
أهمية تحسين الجودة
تحدث بداية الدكتور أمين سلمان قائلاً: «لابد للعاملين في المرافق الصحية من المدراء والمشرفين والفرق الصحية والمعنيين ككل الإلمام بأهم عناصر الجودة (ادارة الجودة) حتى يكونوا على علم بما يجرى أثناء التدريب في حلقات الجودة والعمل سوياً على إنجاح ودعم الجودة في الممارسة اليومية خدمة وإدارة وسلوكاً. يشهد المجال الطبي تطور ملحوظاً، حيث تتوفر أجهزة طبية حديثة تشخيصية وعلاجية وهناك تنافس بين تلك القطاعات لهذا أصبح من الضروري تطبيق نظام الجودة في المؤسسات الطبية الحكومية والخاصة. التحديات والمخاطر التي تواجه العمل الطبي وخصوصاً في بلدنا نتيجة إطالة الازمة والصراع الذي يمر به البلد اثرت تاثيراً سلبياً على الخدمات الصحية وتميزها من حيث زيادة نسبة الحالات المرضية ومعدل الوفيات وزيادة حالات سوء التغذية وتدني مستوى الخدمات الصحية في الجمهورية».
استثمار محلي
وتابع حديثه قائلاً: «عدم الاستقرار السياسي والعسكري والامني والاقتصادي من بين تلك التحديات، الا ان هناك جهودا تبذل في تقديم الخدمات الطبية وفق الإمكانيات في ظل الظروف المعقدة التي يعاني منها المجتمع. الشيء الإيجابي أن لدينا راس مال وطنيا أسهم في مجال الاستثمار بالقطاع الصحي وهناك منشأة طبية خاصة تم إنشاؤها من سابق والفترة الحالية في ظل تلك الظروف المعقدة والاستثنائية، ونقوم بتقديم خدمات جيدة في ظل الظروف المعقدة وغير المستقرة.. ونلاحظ حالات مرضية كثيرة تذهب إلى الخارج ومعظمها يتلقى العلاج في بعض الدول العربية (مصر، الاردن) وأخرى في دول اجنبية (الهند، اوروبا) بعض الحالات إن لم يكن معظمها ليس من الضروري سفرها إلى الخارج وقد تحصل على الخدمة في البلد عند تعزيز امكانيات وقدرات المؤسسات الطبية الخاصة والحكومية. وبهذا نكون قد وفرنا الكثير من العملة الاجنبية التي تذهب الى خارج البلد وساهمنا في استقرار سعر العملة المحلية وهذا واجب وطني وإنساني. نحن نمتلك مقومات أكثر من بعض الدول العربية من حيث التاريخ والحضارة وتنوع الثروات الزراعية ـ المعدنية- السمكية والنفطية، وأهم ثروة وهي الثروة البشرية بها ينهض الحكم الرشيد.».
تحسين جودة الخدمات الصحية
وعن المهام الأساسية التي تقوم بها إدارة الجودة قال: «الإدارة العامة للجودة ومكافحة العدوى بوزارة الصحة العامة والسكان مهمتها الرئيسية هي:
- الإسهام مع الادارات والجهات الأخرى في الوزارة في تحسين جودة الخدمات الصحية في المرافق الصحية سواءً كانت مستشفيات أو هيئات أو مركز أو وحدات صحية على مستوى البلد وتتفرع عن هذه المهمة العديد من المهام الفرعية مثل:
اعداد وتحديث معايير الجودة بما يتوافق مع المعايير الاقليمية ومعايير منظمة الصحة العالمية.
اعداد الخطط والاستراتيجيات وفي هذا الصدد تم اعداد أول استراتيجية وطنية للجودة في اليمن ؛ وكذا اعداد الأدلة الرامية الى تحسين الجودة ومكافحة العدوى والتخلص السليم من النفايات، و اعداد سياسات واجراءات الجودة ومكافحة العدوى وبناء القدرات للكوادر الصحية في مجال الجودة ومكافحة العدوى، اضافة الى تحديث البرامج التدريبية في مجال الجودة وسلامة المرضى ومكافحة العدوى والتخلص من النفايات، و نشر ثقافة الجودة على مستوى المرافق الصحية والمحافظات والجامعات والمعاهد وعلى مستوى المجتمع، وختاما التنسيق مع الجهات ذات الاختصاص داخلياً وخارجياً لتحسين جودة الخدمات الصحية».
منهج خاص بالجودة ومكافحة العدوى
وتابع حديثه : «عمل إدارة الجودة ومكافحة العدوى متجدد ومستمر باستمرار الخدمات الصحية وبالتالي تظل المهام مستمرة اذ توجد مهام يومية واسبوعية وشهرية ومهام نصف سنوية ومهام سنوية ومهام مرتبطة باستراتيجية الجودة وأهم هذه المهام هي: السعي لتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للجودة للعام الأول خاصة في مجال بناء القدرات وتحديث السياسات والإجراءات وإنشاء إطار وطني لمؤشرت الأداء للجودة، بالإضافة إلى المتابعات المستمرة للعاملين في الإدارة وفي المرافق الصحية وعلى مستوى التنسيق مع شركاء الصحة والمؤسسات الأكاديمية لإضافة منهج خاص بالجودة ومكافحة العدوى في المعاهد والجامعات».
الخطة تحتاج إلى جهود الجميع
وأوضح عن خطته لتحسين الجودة ومكافحة العدوى حيث قال : «توجد لدينا الإستراتيجية الوطنية للجودة للأعوام 2025 – 2030م، والتي تتفرع الى خطط سنوية وشهرية، وتحتاج هذه الخطة الى جهود الجميع من داخل وخارج الوزارة بما في ذلك الإعلام».
الجهات الداعمة
وأشار الدكتور امين الى الجهات التى تدعمهم في القيام بمهامهم حيث قال :
«لدينا العديد من شركاء الصحة المحليين والدوليين، بالاضافة إلى الإدارات المختصة بوزارة الصحة العامة والسكان، ودعم قيادة الوزارة ممثلة بمعالي وزير الصحة العامة والسكان والتي كان لهذه الجهود الدور الكبير في تحسين مستوى الاداء وتفعيل ادارة الجودة على كافة مستويات النظام الصحي».
عمل ميداني ومكتبي
وعن عمل الإدارة، تحدث قائلا: «نحن نجمع بين العمل المكتبي والميداني عبر الإدارة العامة للوزارة والادارات المختصة بمكاتب الصحة وفي المرافق الصحية، وهذه طبيعة عمل الجودة فلا بد من عمل مكتبي مثل اعداد التقارير والخطط والمتابعات المكتبية وغيرها من المهام بالاضافة الى الاعمال الميدانية مثل التدريب والمتابعات الميدانية وزيارات المستشفيات والمراكز الصحية للمتابعة والتقييم».
صعوبات في العمل
وعن الصعوبات التي تواجه إدارة الجودة يقول د.أمين: «مثل أي عمل توجد العديد من الصعوبات أهمها ثقافة العاملين الصحيين والقيادات الصحية حول الجودة وصعوبات في التنسيق والمتابعة والتقييم وقلة الكوادر المؤهلة بالاضافة الى الصعوبات الناتجة عن الوضع الحالي في البلد ونقص الامكانيات وقلة التمويل والذي يؤثر على انجاز عدد من المهام مثل تحديث المعايير والسياسات والاجراءات واعداد الادلة وتدريب العاملين الصحيين.».
وتابع قائلاً : «هناك ضعف في القدرة على تغطية جميع المرافق ببرنامج جودة الرعاية الصحية، إذ يوجد العديد من المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية ما زلنا لا نستطيع الوصول اليها ، وكما ذكرنا فإنه توجد العديد من الصعوبات التي لا يمكن حلها الا عبر تكاتف الجميع ضمن منظومة الدولة فالجودة تهم الجميع وليس ادارة الجودة فقط، واحدة من أهم وابرز الصعوبات عدم وجود مسميات وظيفية في وزارة الخدمة المدنية باسم مختص أو استشاري جودة أو مختص مكافحة العدوى».