مع كل ما تم، وما يتم من حرب على الأعمال التخريبية والإرهابية الحوثية؛ إلا أن هذه المليشيات مابرحت تتحرك، وتستخدم كل السبل والأساليب غير الشرعية لمواصلة الحرب على الشعب اليمني، جراء ماحظيت، وتحظى به من العناية من إيران، والعناية المبطنة من بعض الدول في المجتمع الدولي .
وإذا كانت هذه المليشيات (على سبيل المثال) قد منيت مؤخرا بخسارة فادحة؛ عندما تمكنت الأجهزة الأمنية في منفذ صرفيت، بمحافظة المهرة من ضبط 800 مروحة خاصة بالطيران المسيّر (صينية الصنع) وأكرر (صينية الصنع) في إطار جهود (الشرعية) لمكافحة تهريب السلاح للحوثة، وتعزيز الأمن الوطني،(وهذا كثيرا ما يحصل في كل المنافذ، والطرق البرية) فإن هذه الصفقة الضخمة، المستقدمة في ثنايا بضائع وسلع صينية؛ لا تشير فقط إلى استمرار الحوثة في مشاريع الخداع، بل وتشير إلى وجود ثغرات مادية وبشرية في الجبهة الداخلية، تمكنهم (هذه الثغرات) من الاستمرار، والحرص على العمل لإنجاح مشروعهم العبثي، الإرهابي، الهادف للعودة باليمنيين إلى زمن العبودية، والإذلال، والمهانة.
وإذا كانت واشنطن، وحليفاتها الغربية (ومنها من تؤثر الحوثة من الباطن) قد أعادت (أمريكا خصوصا) إدراج مليشيات الحوثي، وقياداتها الفاعلة في قوائم الإرهاب، ثم قراراتها الأخرى، ومنها القرار القاضي بحظر دخول النفط إلى الحديدة، ثم ما تلا ذلك من قرارات الحصار، ومنها قرارات العقوبات الجديدة، التي شملت 19 كيانا، وسفينة متورطة في تهريب النفط الإيراني للحوثة، إلا أن تلك القرارات، التي هدفت إلى عرقلة تمويل الأنشطة غير القانونية للجماعة، مازالت (هذه القرارات) عاجزة حتى اللحظة عن تقييد الأخطبوط الحوثي على نحو فاعل؛ لما يجدون من الداعمين من الباطن، داخليا وخارجيا، وأوروبيا على وجه الخصوص؛ حتى الآن والساعة، والحين.
وهاهي الخزانة الأمريكية تفرض قبل أيام قلائل عقوبات جديدة، تستهدف هذه المرة وكرا آخر من أوكار الدعم للحوثة، وتحديدا (بنك اليمن الدولي- IBY) وثلاثة من مسئوليه، لما يقدمه البنك، ومسؤولوه الثلاثة من الدعم المالي للحوثة، ومليشياتهم.
وبصراحة؛ يمكننا القول بالمجمل: إن هذه الإجراءات (الأمريكية) التي تتم بالتزامن مع الضربات الجوية، والبحرية؛ قد أحدثت بالفعل قدرا معتبرا من الخلخلة في بنيان عملاء إيران، بل وحدت إلى حد كبير من قدرات الدعم الإيراني الواسع، إلا أن المؤكد أن هذه الجماعة؛ التي تعتبر الإرهاب دستورا شرعيا لها قد أعدت هي أيضا نفسها لحرب جبلية طويلة، ولاسيما مع الأمريكان؛ الذين لا قدرة لهم- من الأصل- على حرب الجبال والكهوف والمغارات، مالم يتم استخدام الأسلحة الكيميائية، والذكية، المحرمة دوليا.
وبوضوح أكثر نوكد أنه ما لم يتم إطلاق يد الحكومة الشرعية، بعد تلك الإجراءات، والجهود الأمريكية، ومدها (أي الشرعية) بالدعم اللوجستي الأمريكي، وبالأسلحة والأعتدة اللازمة لخوض معركة التحرير، ولاسيما الطيران المسير، وقدرات الدفاع الجوي، وخصوصا في هذه الظروف التي وصلت فيها المليشيات، السلالية، الإرهابية إلى درجة فقدانها القدرة على امتلاك، ولو ماكان لديها من القواسم المشتركة مع القبائل التي كانت تدين لها بالولاء، جراء استفحال شهية الاستكلاب، والهضم في عقلية من يدعون الحق الالهي المطلق في حكم اليمنيين، وإذلالهم، وثانيا بفعل ماتم من إجراءات العقوبات والحصار؛ التي جعلت الحوثة ومؤسساتهم، وأنصارهم؛ هدفا مشروعا لأي قصف يومي، قادم في أي لحظة.
وفي الختام نقول: لقد آن الأوان لتمكين الشعب اليمني من حل ما استشكل مع الحوثة، يمنيا، وباللغة التي يفهمونها، وما لم فسنبقى في صراع دائم، وحرب مدمرة لا نهاية لها، ولا خلاص يرجى، ولا مناص..