





غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
قالت مصادر طبية ،إن 16 شخصا استشهدوا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة، منذ فجر يوم الأحد، وفي حين واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي نسف المباني السكنية بمدينة رفح جنوبي القطاع، أعلنت المقاومة الفلسطينية تدمير آلية عسكرية إسرائيلية في حي الشجاعية.
وقالت الأنباء إن عدد شهداء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، خلال 24 ساعة، ارتفع إلى 46 منهم 10 شهداء في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وكانت الطائرات الإسرائيلية استهدفت، في وقت سابق، خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، ما أسفر عن استشهاد 7 مدنيين، منهم نساء وأطفال. كما استشهد 3 فلسطينيين من عائلة واحدة بعد استهداف منزل بحي الأمل غربي المدينة.
وفي مدينة غزة، استشهد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على حي الشجاعية، بينما أصيب عدد آخر من الفلسطينيين برصاص طائرات مسيرة إسرائيلية "كواد كابتر" استهدفت الحي نفسه.
وسبق ذلك، استشهاد مواطنين اثنين، وإصابة عدد آخر بقصف من الطائرات الإسرائيلية لمنزل قرب مدرسة عين جالوت بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
ومنذ استئناف العدوان على القطاع، يوم 18 مارس الماضي، استشهد أكثر من 1335 فلسطيني وأصيب ما يزيد عن 3 آلاف، وفق بيانات رسمية فلسطينية.
وفي رفح أقصى جنوب القطاع، تواصل، خلال ساعات الليل، القصف الجوي والمدفعي، وسط إطلاق نار مكثف من الآليات المتوغلة شمال وشرق وغرب المدينة.
وأفادت الأنباء نقلًا عن شهود عيان، بحدوث انفجارات ضخمة ناجمة عن عملية نسف لمبانٍ سكنية شمال مدينة رفح.
وقالت قناة الأقصى الفضائية، إن الدبابات الإسرائيلية المتوغلة، أطلقت النار بكثافة شمال وشرق رفح.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، أن قواته بدأت عملياتها الأولى في محور "موراغ" جنوبي القطاع للمرة الأولى.
ونشر جيش الاحتلال مشاهد من العمليات التي قام بها في محور موراغ، وأعلن أن الفرقة 36 عادت إلى العمل داخل القطاع.
في غضون ذلك، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلها على مشارف حي الشجاعية شرقي مدينة غزة لليوم الثاني تواليا، وسط قصف جوي ومدفعي على النازحين ومنازلهم.
وتواجه بعض العائلات المحاصرة في الحي صعوبة في الخروج من خيامها أو ما تبقى من منازلها نظرا لكثافة القصف العشوائي في ظل ظروف إنسانية كارثية.
وقالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– إنها "دمرت آلية عسكرية صهيونية بتفجير عبوة شديدة الانفجار من نوع ثاقب زرعناها مسبقا بحي الشجاعية بغزة".
كما تستمر قوات الاحتلال في توغلها، منذ نحو 17 يوما، في المناطق الغربية من مدينة بيت لاهيا وبيت حانون شمالي غزة، وتقوم بعمليات تجريف واسعة للأراضي والمنازل المدمرة، تزامنا مع مواصلتها إطلاق نيرانها على الأهالي الذين يحاولون البحث عن الغذاء والماء.
وفي الأيام القليلة الماضية، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة عسكريون بتصعيد العدوان على قطاع غزة بذريعة الضغط على حركة (حماس) للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
وكانت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، قد نشرت السبت، مقطع فيديو جديداً لرهينتين إسرائيليين محتجزين في غزة قالا فيه إنهما نجوَا من غارة إسرائيلية، في محاولة جديدة للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لوقف الضربات في القطاع.
وأصدر منتدى عائلات الرهائن بياناً أشار فيه إلى أن عائلة الرهينة ماكسيم هيركين أكدت أنه أحد الرهينتين اللذين ظهرا في الفيديو.
وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن الرهينة الثاني هو الجندي الإسرائيلي بار كوبرستاين. من جهتها، ناشدت عائلة هيركين وسائل الإعلام عدم نشر الفيديو.

وخطف الرجلان خلال حضورهما مهرجان نوفا الموسيقي، على يد مسلحين فلسطينيين في هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي أشعل فتيل الحرب في غزة.
ويظهر الفيديو هيركين مع ضمادات على خده ويده الأيمنين. لكن تعذر على وكالة "الصحافة الفرنسية" التحقق من صحة الفيديو وتاريخه.
وكوبرستاين من سكان حولون في ضواحي مدينة تل أبيب. ولدى اختطافه كان يبلغ 21 سنة. أما هيركين الذي يحمل أيضاً الجنسية الروسية فكان يبلغ 35 سنة لدى اختطافه. وهو هاجر مع والدته إلى إسرائيل من أوكرانيا.
ونشرت "كتائب القسام" الفيديو غداة شن القوات الإسرائيلية هجوماً برياً على حي الشجاعية بمدينة غزة "لتوسيع المنطقة الأمنية" داخل القطاع.
وقال الجناح العسكري لـ"حماس"، الجمعة، إن الهجوم يعرض حياة الرهائن للخطر.

وأعلن الدفاع المدني في غزة أن 29 شخصاً في الأقل قتلوا، السبت، في هجمات إسرائيلية في أنحاء عدة من القطاع.
ولاحقاً قال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إنه جرى نقل ستة قتلى بينهم سيدة تبلغ 40 سنة من العمر، وعدد من الإصابات بينهم أطفال، إلى مستشفى ناصر في خان يونس إثر قصف جوي إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي عشرات النازحين ومنزلاً غرب خان يونس قبل منتصف الليلة.
وكانت إسرائيل قد أعلنت أن قواتها انتشرت في محور (موراغ) الأمني الذي تم إنشاؤه حديثاً جنوب قطاع غزة.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن، الأربعاء الماضي، إنشاء ممر موراغ الجديد للضغط على حركة حماس وأشار إلى أنه سيعزل مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي أمر بإخلائها، عن باقي القطاع.
وقال بيان عسكري إنه تم نشر قوات من الفرقة 36 في الممر. ولم يتضح على الفور عدد القوات التي تم نشرها.
وأظهرت خرائط نشرتها وسائل إعلامية إسرائيلية أن الممر الجديد يمتد بعرض القطاع من الشرق إلى الغرب، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».
وذكر نتنياهو أنه سيكون ممر فيلادلفيا ثانياً، مشيراً إلى الجانب الذي يقع بغزة من الحدود مع مصر جنوباً، الذي تسيطر عليه إسرائيل منذ مايو الماضي.
وأعادت إسرائيل التأكيد على السيطرة على ممر نتساريم الذي يفصل الثلث الشمالي لغزة، بما في ذلك مدينة غزة، عن باقي القطاع. ويمتد ممرا فيلادلفيا ونتساريم من الحدود الإسرائيلية إلى البحر الأبيض المتوسط.
وذكر نتنياهو يوم الأربعاء الماضي: إننا سنقوم بتجزئة القطاع، وسنزيد الضغط خطوة تلو الأخرى، بحيث يسلموا لنا رهائننا.
ومحور موراغ، كما يُطلَق عليه بالعبرية، أو موراج أو كما يطلق عليه فلسطينياً محور ميراج يقع بالأساس في منطقة مصبح، أو ما يُسمى لدى بعض السكان، خصوصاً من كبار السن الذين يقطنون في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، باسم مفترق مصبح، وهي منطقة واقعة شمال شرقي رفح.
في تلك المنطقة كانت تقوم مستوطنة موراغ وأُسّست عام 1972، وقد كانت بمثابة موشاف زراعي يصل إليه المئات من المستوطنين الذين يقطنون في بعض مستوطنات رفح وخان يونس وغيرها، وذلك قبيل الانسحاب عام 2005، للعمل فيه، قبل أن يتم فيه بناء كنيس يهودي كبير عام 1982، ويعيش في المستوطنة العديد من عائلات محدودة من المتدينين الذين تم إجلاؤهم منها خلال عملية «فك الارتباط» عن القطاع.

من جهتها أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تحذيرا جديدا بخصوص المخاطر والعواقب الوخيمة التي تهدد حياة أكثر من مليون طفل في قطاع غزة جراء استمرار حظر إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.
وسجلت المنظمة -في بيان لها- أن إسرائيل "لم تسمح بدخول أي مساعدات إلى القطاع منذ الثاني من مارس 2025، وهي أطول فترة منع للمساعدات منذ بدء الحرب، مما أدى إلى نقص في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والمأوى والإمدادات الطبية".
ورجحت يونيسيف أن ترتفع معدلات سوء التغذية والأمراض من دون هذه الضروريات، الأمر الذي توقعت أن يؤدي إلى زيادة في عدد وفيات أطفال غزة.
وقال المدير الإقليمي لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوارد بيجبيدر، إن المنظمة لديها "آلاف المنصات المحملة بالمساعدات تنتظر دخول قطاع غزة"، معتبرا أن معظم هذه المساعدات "مُنقذة للحياة، ولكنها بدلا من إنقاذ الأرواح تُخزن".
ودعا المسؤول الأممي إلى ضرورة السماح بدخول المساعدات فورا، مشددا على أن هذا الأمر "ليس خيارا أو صدقة، بل إنه التزام بموجب القانون الدولي".
وزاد بيجبيدر مناشدا "من أجل أكثر من مليون طفل في قطاع غزة، نحث السلطات الإسرائيلية على ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان على الأقل، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني".
وأشار إلى أن المسؤولية القانونية تفرض على إسرائيل ضمان تزويد الأسر بالغذاء والدواء وغيرها من اللوازم الأساسية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.
كما نبهت يونيسيف إلى أن الأطفال الذين يتلقون علاج سوء التغذية في فطاع غزة المحاصر يتعرضون لـ"خطر جسيم"، إذ أُغلق 21 مركزا للعلاج منذ 18 مارس 2025 بسبب أوامر النزوح أو القصف.

ويواجه 350 طفلا يعتمدون على هذه المراكز الآن سوء تغذية متفاقما قد يُهدد حياتهم، حسب تقديرات المنظمة، كما أن الأغذية التكميلية للرضع الضرورية للنمو عند انخفاض مخزونات الغذاء "نفدت في وسط وجنوب غزة، ولم يتبقَّ من حليب الأطفال الجاهز للاستخدام سوى ما يكفي لحوالي 400 طفل لمدة شهر".
وتفيد إحصائيات يونيسيف بأن نحو 10 آلاف رضيع دون سن 6 أشهر يحتاجون إلى تغذية تكميلية، منبهة إلى أنه من دون حليب الأطفال الجاهز للاستخدام "قد تُجبر العائلات على استخدام بدائل ممزوجة بمياه غير آمنة".
كما سجلت يونيسيف أن معدل الحصول على مياه الشرب بالنسبة لمليون شخص، بمن فيهم 400 ألف طفل، انخفض من 16 لترا للشخص في اليوم إلى 6 لترات فقط، محذرة من انخفاض هذا الرقم إلى أقل من 4 لترات في حال نفاد الوقود خلال الأسابيع المقبلة.
وأسفرت الحرب في غزة عن مقتل 50669 شخصاً في الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها "حماس" وتعدها الأمم المتحدة موثوقاً بها.