الجيش الإسرائيلي يبدأ عملية برية بـ(غزة) وتعيد السيطرة على محور (نتساريم)






غزة / رام الله / 14 أكتوبر / متابعات:
أعلنت إسرائيل أن جيشها بدأ اليوم الأربعاء عملية برية محدودة في قطاع غزة، وقد استشهد وجرح المزيد من الفلسطينيين بغارات جديدة لجيش الاحتلال.
وقال الجيش الإسرائيلي -في بيان- إن هذه العملية البرية تهدف لتوسيع المنطقة الدفاعية ووضع خط بين شمال القطاع وجنوبه.
وأضاف البيان أن قوات الجيش سيطرت ووسّعت سيطرتها على وسط محور نتساريم الذي يقع وسط القطاع.
وذكر البيان الإسرائيلي أن قوات لواء غولاني ستتمركز بالمنطقة الجنوبية وستكون جاهزة للعمل داخل قطاع غزة.
وكانت قوات الاحتلال سيطرت سابقا على هذه المنطقة إلى أن انسحبت منها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.
وفي وقت سابق اليوم، قال وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش أغلق أجزاء من شارع صلاح الدين في منطقة نتساريم.
ومن جانب آخر، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن القوات الأجنبية المخولة بالتفتيش على محور نتساريم غادرت المكان أمس.
وفي السياق، ذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن قوات الجيش دخلت جزئيا إلى محور نتساريم ولكنها لا تسيطر عليه بشكل كامل حتى اللحظة.

وبالتزامن، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إجلاء السكان من مناطق القتال في غزة سيبدأ قريبا، داعيا السكان إلى ما سماها "الهجرة طوعا".
وتوعد كاتس حركة حماس بعمل عسكري غير مسبوق إن لم تقبل بمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتفرج عن جميع الأسرى.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي طلب إخلاء بلدة بيت حانون في الشمال، وبلدتي وخزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة في خان يونس جنوبي القطاع.
وأكدت الأمم المتحدة أن آلاف الأشخاص نزحوا من غزة إثر أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
ويأتي الإعلان الإسرائيلي عن بدء عملية برية محدودة، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال لليوم الثاني على التوالي غاراتها على مناطق متفرقة في قطاع غزة مما أسفر عن استشهاد أكثر من 50 فلسطينيا، معظمهم نساء وأطفال.
وأفادت مصادر طبية للجزيرة بارتفاع عدد الشهداء إلى 451 فلسطينيا في الغارات المستمرة على قطاع غزة منذ فجر أمس.
وفي أحدث التطورات، أفاد الأنباء باستشهاد 4 مواطنين بينهم طفل بنيران مُسيرة إسرائيلية في منطقة المواصي شمال غربي مدينة خان يونس.
كما أفادت بارتفاع عدد الشهداء إلى 6 فلسطينيين إثر قصف مركبة مدنية في منطقة مصبح شمالي مدينة رفح.
كما استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون إثر قصف طيران الاحتلال مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزة.

وكانت إسرائيل أعلنت استئناف عملياتها العسكرية في غزة بذريعة الضغط على حركة حماس لحملها على تقديم تنازلات في ما يتعلق بالأسرى، وذلك أن رفضت حكومة بنيامين نتنياهو الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
ومنذ أواخر أكتوبر 2023 وحتى سريان الاتفاق، نفذت إسرائيل عدوانا غير مسبوق شمل اجتياحا بريا لقطاع غزة المحاصر والمدمر.
وفي الضفة الغربية استشهد شاب فلسطيني وأصيب آخرون خلال اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي نابلس كما أرغمت قوات الاحتلال عائلات فلسطينية على إخلاء مساكنها تحت تهديد السلاح بالمدينة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) نقلا عن مصادر أمنية إن الشاب الفلسطيني عدي القاطوني استشهد بينما كان في مركبته بمخيم العين غربي نابلس.
وأفادت مصادر بأن قوات الاحتلال حاصرت مركبة القاطوني قبل أن تطلق النار عليها، وهذا أدى إلى استشهاده، وقامت باحتجاز جثمانه.

كما نقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان القول إن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت مخيم العين وأطلقت الرصاص الحي في أكثر من موقع، وفتشت منازل فلسطينية واعتقلت مواطنين اثنين.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان أن طواقمها تعاملت مع 3 إصابات في مخيم العين إحداها بالرصاص الحي واثنتين جراء الضرب والسقوط من علو.
وقال شهود عيان إن الاحتلال دفع بتعزيزات عسكرية إلى المدينة حيث وسع الجيش الإسرائيلي عمليته باقتحام مخيمي بلاطة وعسكر شرقي نابلس.
وأكدوا أن أصوات إطلاق الرصاص تسمع بين الحين والآخر في المدينة. وذكروا أن القوات الإسرائيلية اعتقلت 4 فلسطينيين من مخيم بلاطة بعد الاعتداء عليهم بالضرب.
وفي نابلس أيضا، قالت مصادر للجزيرة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أرغمت 50 عائلة فلسطينية على إخلاء مساكنها تحت تهديد السلاح وحولتها لثكنات عسكرية في مخيم العين بالمدينة.
وقالت تلك المصادر إن قوات الاحتلال أبلغت سكان مخيم العين أنها بصدد تنفيذ عملية عسكرية بالمخيم ستستمر 3 أيام.
من جانبه، أدان محافظ نابلس إقدام الاحتلال الإسرائيلي على إجبار العائلات الفلسطينية على النزوح من مخيم العين بالقوة.
وقال إن اقتحام الاحتلال للمخيم شل العملية التعليمية في المنطقة الغربية للمدينة.

من جانبه، قال عبد الله جرار، عضو اللجنة التنسيقية لشبكة المنظمات الأهلية ومنسق حملة "كن سندا لشعبك في جنين"، للجزيرة إن العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية هي عملية سياسية بأدوات عسكرية جاءت بعد الفشل الإسرائيلي في الحرب على قطاع غزة.
وقال إن العملية ترمي إلى تمتين الائتلاف الحكومي اليميني بالإضافة إلى تسهيل تحقيق أهداف اليمين المتطرف بضم الضفة الغربية والقضاء على فرص حل الدولتين.
وأكد أن الاحتلال يسعى إلى إنهاء المقاومة التي تمثل هذه المخيمات بؤرتها الأساسية وحاضنتها الشعبية، وذلك من خلال تدمير ممتلكات وبيوت المواطنين وضرب مقومات صمودهم الاقتصادية والاجتماعية وتشتيتهم إلى المناطق الريفية.
كما رأى أن ما يجري منذ صبيحة اليوم الأربعاء من اقتحام لمخيم العين في نابلس، وطرد للعشرات من سكانه من بيوتهم، هو استمرار لهذه السياسة الإسرائيلية، إذ كلما أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شد عصب حكومته وائتلافه، قام باعتداء جديد كما يفعل الآن في غزة وفي مخيمات مدينة نابلس.
كما اقتحم جيش الاحتلال أيضا مناطق أخرى بالضفة منذ فجر اليوم الأربعاء، حيث اقتحمت قوات إسرائيلية مدينة دورا جنوبي محافظة الخليل.

كما ذكرت مصادر صحفية فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت قرية فرخة في محافظة سلفيت واعتدت على منازل المواطنين وحطمت محتوياتها ونكلت بالسكان واعتقلت أكثر من 10 مواطنين.
في غضون ذلك، قالت مصادر فلسطينية إن مستوطنين إسرائيليين هاجموا -صباح اليوم الأربعاء- عائلة بدوية فلسطينية قرب بلدة بروقين غرب سلفيت واعتدوا عليها.
كما أعلنت محافظة القدس أن مستوطنين اقتحموا باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.