
دمشق / بيروت / 14 أكتوبر / وكالات :
اتخذت المناوشات في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا منحى دراماتيكياً اليوم الإثنين، إذ أعلن الجيش السوري بأن "منطقة حوش السيد علي (الواقعة في محافظة بعلبك الهرمل شرقي لبنان، ويقول الجانب السوري إنها سورية) باتت تحت سيطرة قوات الدفاع السورية، وأكملنا تمشيطها من عناصر حزب الله".
وأضاف الجيش "تعاملنا مع عناصر 'حزب الله' ومهربي الكبتاغون وأرغمناهم على التراجع"، وقال إن "عناصر 'حزب الله' قصفت التجمعات السكانية قرب الحدود بصورة عشوائية".
في الموازاة أفاد مراسل وكالة سانا السورية الرسمية بريف حمص بأن "ميليشيا 'حزب الله' تستهدف بعدة قذائف مدفعية محطة مياه عين التنور بالريف الغربي لحمص".
وكان الرئيس اللبناني جوزاف عون أوعز في وقت سابق اليوم إلى جيش بلاده بالرد على مصادر النيران من الجانب السوري، بعدما أدى إطلاق نار عبر الحدود إلى مقتل طفل وإصابة ستة آخرين بجروح.
وفي منشور عبر "منصة إكس"، اعتبر عون أن "ما يحصل على الحدود الشرقية والشمالية الشرقية لا يمكن أن يستمر، ولن نقبل باستمراره"، مضيفاً "أعطيت توجيهاتي للجيش اللبناني بالرد على مصادر النيران".
وفي ختام جلسة للحكومة اللبنانية أعلن وزير الإعلام بول مرقص مقتل طفل وإصابة ستة أشخاص بجروح، مشيراً إلى حركة نزوح للمدنيين العزل من المنطقة التي طاولتها النيران.
وأوعزت الحكومة، وفق مرقص، إلى الوزراء المعنيين "برفع مستوى التنسيق مع السلطات السورية المختصة لمعالجة هذه الأمور، وأُعطيت التعليمات اللازمة للتشدد في ضبط الحدود".
وشكلت الحكومة لجنة وزارية برئاسة رئيس الوزراء نواف سلام وعضوية وزراء الداخلية والدفاع والمالية والعدل والأشغال "لاقتراح التدابير اللازمة لضبط ومراقبة الحدود ومكافحة التهريب".
من جهتها أعلنت المديرية العامة للإعلام في محافظة حمص المجاورة للحدود مع لبنان عن "إصابة مصور وصحافي على الحدود السورية - اللبنانية"، متهمة "حزب الله" باستهدافهما بصاروخ موجه.
ومن بروكسل أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن السوريين "لن يتسامحوا مع أية محاولة للمساس بالسيادة السورية"، متهماً "جهات خارجة عن القانون وبينها بعض الميليشيات المتمركزة على حدودنا مع دول الجوار"، من دون أن يسميها، بتشكيل "تهديد مستمر" لأمن بلاده واستقرارها.
وكانت قوات سورية تبادلت إطلاق النار مع جنود لبنانيين وجماعات مسلحة في شمال شرقي لبنان الليلة الماضية وفي الساعات الأولى من صباح الإثنين في إطار حلقة جديدة من الاشتباكات على الحدود بين البلدين.
ويتصاعد التوتر على الحدود الجبلية منذ إطاحة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد حليف طهران و"حزب الله" اللبناني المسلح المدعوم من إيران، وما أعقب هذا من تولي مؤسسات وجيش الإدارة الجديدة في دمشق المسؤولية.
واتهمت وزارة الدفاع في دمشق مساء أمس الأحد عناصر من "حزب الله بدخول الأراضي السورية وخطف وقتل ثلاثة من أفراد الجيش السوري الجديد، لكن "حزب الله" نفى هذا التورط.
وقال مصدر أمني لبناني لـ"رويترز" إن الجنود السوريين الثلاثة هم من عبروا إلى الأراضي اللبنانية أولاً وقتلوا على أيدي مسلحين من عشيرة في شمال شرقي لبنان كانوا يخشون من تعرض بلدتهم لهجوم.
ووفقاً لوزارة الدفاع السورية والجيش اللبناني قصفت القوات السورية بلدات حدودية لبنانية ليلاً رداً على مقتلهم. وقال سكان من بلدة القصر التي تبعد أقل من كيلومتر واحد عن الحدود إنهم فروا مبتعدين عن المناطق الحدودية هرباً من القصف.
وقال الجيش اللبناني في بيان اليوم إنه سلم جثامين القتلى السوريين الثلاثة إلى دمشق، وإن الوحدات العسكرية ردت على إطلاق النار من الأراضي السورية "وعمدت إلى تعزيز انتشارها وضبط الوضع الأمني".
بدوره أرسل الجيش السوري قافلة من الجنود ودبابات عدة إلى الحدود اليوم. وأطلقت القوات السورية النار في الهواء أثناء مرورها عبر البلدات في طريقها إلى الحدود.
وقال ماهر الزيواني، وهو قائد فرقة من الجيش السوري تنتشر على الحدود، إن "تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت لدعم المواقع على الحدود السورية اللبنانية ومنع أي انتهاكات في الأيام المقبلة".
وفيما نقلت مصادر إعلامية عن مصدر في وزارة الدفاع السورية تأكيده أن هناك "تنسيقاً بيننا وبين الجيش اللبناني في مسألة ضبط الحدود"، نُقل عن مصدر عسكري لبناني قوله إن وحدات الجيش بدأت، فجر اليوم، بالرد المدفعي والصاروخي والجوي على مصادر القصف من سوريا، وإن أوامر أعطيت من قيادة الجيش اللبناني بالرد على مصادر النار بالمثل.
واتهمت وزارة الدفاع السورية أمس الأحد "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران بخطف ثلاثة جنود سوريين إلى لبنان وقتلهم هناك، بحسب الإعلام السوري الرسمي.
ونقلت وكالة "سانا" للأنباء عن المكتب الإعلامي في وزارة الدفاع أن "مجموعة من ميليشيات 'حزب الله' قامت بخطف ثلاثة من عناصر الجيش العربي السوري عبر كمين على الحدود اللبنانية، قبل أن تقتادهم إلى الأراضي اللبنانية وتقوم بتصفيتهم"، مضيفة أن وزارة الدفاع ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بعد هذا التصعيد الخطر من قبل ميليشيات "حزب الله"، ومشيرة إلى أن الحادثة وقعت قرب سد زيتا غرب حمص.
من جهته نفى "حزب الله" في بيان "بصورة قاطعة ما يجري تداوله في شأن وجود أية علاقة لـ 'حزب الله' بالأحداث التي جرت على الحدود اللبنانية - السورية"، مضيفاً "نجدد تأكيد ما سبق وأعلناه مراراً بألا علاقة لـ (حزب الله) بأي أحداث تجري داخل الأراضي السورية".
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن صواريخ أطلقت من الأراضي السورية سقطت داخل بلدة القصر اللبنانية الحدودية، مفيدة "بسقوط عدد من القذائف الصاروخية داخل بلدة القصر الحدودية مصدرها ريف القصير داخل الأراضي السورية".
وقال مصدر أمني لبناني لوكالة "الصحافة الفرنسية"، إن "التوتر بدأ إثر دخول ثلاثة عناصر من الأمن العام السوري إلى الأراضي اللبنانية في بلدة القصر، حيث
تعرضوا لإطلاق نار من أفراد عشيرة تنشط في مجال التهريب". ولم يتضح وفق المصدر سبب دخولهم إلى لبنان بعد.