يعتبر المواطن اليمني كائنا استثنائيا ومميزا حقاً في عوالم المواطنة المعاصرة ودنيا الشعوب المحاطة بالعدل والمساواة والرخاء الاجتماعي والاقتصادي الذي أصبح صعباً وخيالياً بسبب انتشار الفساد.
ولا نعلم متى سيرتاح هذا المواطن المجاهد حقاً والذي سطر ملاحم أسطورية (يومية) للبقاء على قيد الحياة هو وكتيبته (المقاتلة)، أقصد أفراد أسرته الذين يناضلون مع بعضهم البعض للظفر بقطعة سمك أو شوية خضروات أو كم قرص روتي أو خبز أو عيش يبقيهم على قيد الحياة التي ماتت بالفعل أسسها ومعانيها.
وكله كوم وموضوع الطوابير لوحده كوم.. ويحتاج إلى دراسة وأبحاث وندوات وورش عمل مكثفة لمعرفة سبب هذا الخراب والتسيب والزمبلة والهبالة والتي لا أحد يعرف إلى أين يمكن أن تصل بهذا المواطن المسكين الغلبان، الذي يعمل بطاقة المحطة الكهروحرارية حق (الحسوة) وصابر وساكت ومتحمل كل أنواع القهر والفقر والحرمان ويبتسم في وجه كل هذه الهموم بإيمان ووعي نادر قلما يجود الزمان به.
في ظل ظروف الحرب والانقلاب السلالي الطائفي الأرعن الذي يقوده القرصان (سلفر العرب) ومجموعة اللصوص القراصنة الذين يعومون على عومه أولئك الحمقى يأكلون السحت على موائد وزرائب السلاليين المرجوجين المتغطرسين.
المهم شوفوا لكم حل في موضوع الطوابير إياها.. عيب عليكم والله.. والله عيب وحرام.. كلما احتاج المواطن إلى ورقة أو مستند أو بطاقة.. تجرجرونه من داخل بيته أو مرفق عمله وتوقفونه في (طوابير طويلة عريضة).
حتى المرضى والعجزة والمعوقين ما سلموش من حماقاتكم و(قصة عملكم التيري بيري) وأكثركم للأسف الشديد مش فالح غير بالهنجمة والزرزرة وقلبة الصورة.
موضوع وقوف الناس في طوابير طويلة في هذه المصلحة الحكومية أو تلك أمر غير مقبول ولا يمكن السكوت عليه، وعلى جميع المسؤولين في مختلف هيئات ومؤسسات الدولة ووحدات العمل والانتاج تحمل مسؤوليتهم في هذا الجانب الحيوي من حياة الممواطنين.
المتعاقدون والمتقاعدون تحت الأرض
لا أجافي ينابيع الواقع البتة حين أقول وبأعلى صوتي إننا نعيش واقعاً إقتصادياً ومعيشياً ونفسياً صعباً ومريراً ومؤلماً أيما ألم يا سادة القوم وولاة الأمر وأهل القرار والمسؤولية في ظل ظروف الحرب اللعينة والانقلاب السياسي والعسكري وعمقه الديني والفكري والإيديولوجي الذي يقوده الملا عبدالملك الحوثي وجماعته الانقلابية المتخلفة فكراً وسلوكاً وسيرة حياة موبوءة بالعمالة والارتزاق والتكسب غير الأخلاقي والمجافي تماماً لكل ما هو وطني وقومي من خلال حمل السلاح في وجه الدولة اليمنية والشرعية الدستورية ولصالح دولة موسومة بالتطرف والغلو والإرهاب وعلى مستوى العالم.
إلى جانب تنامي قوى الفساد المالي والإداري وسقوط العملة الوطنية في مستنقع (التضخم) الذي عكس نفسه وبقوة شديدة ومخيفة وهزلية حقاً فاقمت من معاناة وآلام وهموم موظفي الجهاز الإداري للدولة بشقيها العام والخاص ليرسم هذا المشهد السوداوي في حياة الأسرة والمجتمع.
ولا يوجد اختلاف أو تباين على أن الفئات الأكثر تضرراً وتأثراً جراء هذا الوضع الاقتصادي والحياتي الرتيب والأحمق والمتكلس قولاً وفعلاً هما فئتا (المتعاقدين والمتقاعدين) الغلابة يا رحمتاه.. الشريحة الأكبر التي باتت اليوم حقاً وبدون أية مزايدة تتنفس تحت الأرض وتعيش على هامش الدنيا وما فيها في سفر يومياتها الحبلى بالصعوبات والعقبات والقهر والذل والإخفاق المهين في الحصول على أبسط مقومات الحياة السوية الكريمة البسيطة وبشكل لا يمكن قبوله أبداً أبداً من الألف وحتى الياء.