25 ألف لاجئ عادوا من تركيا منذ سقوط الأسد وطهران تعلق الرحلات الجوية
دمشق /عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
قالت القيادة العامة السورية الجديدة في بيان، إن أحمد الشرع الحاكم الفعلي لسوريا توصل إلى اتفاق اليوم الثلاثاء مع قادة "الفصائل الثورية" أسفر عن حل جميع الفصائل ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الفصائل المسلحة اتفقت على حل نفسها والاندماج تحت مظلة الوزارة عقب اجتماع قادتها مع قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع.
وذكرت "سانا" التي أصبحت تنشر الأخبار نقلاً عن غرفة العمليات العسكرية والمصادر التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" أن "اجتماع قادة الفصائل الثورية مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع يسفر عن اتفاق لحل جميع الفصائل ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع".
وعبر أكثر من 25 ألف لاجئ سوري الحدود التركية إلى بلدهم خلال الأيام الـ15 الأخيرة، بحسب ما أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اليوم الثلاثاء.
وقال يرلي كايا لوكالة أنباء "الأناضول" الرسمية، "تجاوز عدد العائدين إلى سوريا في الأيام الـ15 الأخيرة الـ25 ألف شخص".
وكانت أرقام سابقة نشرتها السلطات التركية أشارت إلى عودة 7620 شخصاً من تركيا إلى سوريا بين 9 ديسمبر و13 منه، أي بعد أربعة أيام من سقوط حكم بشار الأسد.
وقال يرلي كايا إن تركيا التي لها حدود مع سوريا تمتد لأكثر من 900 كيلومتر، استضافت نحو 2.92 مليون سوري فروا من النزاع الذي دمر بلادهم منذ عام 2011.
وأوضح وزير الداخلية التركي أن أكثر من 500 ألف شخص من هؤلاء يعيشون في إسطنبول، أكبر مدينة في تركيا.
وأشار إلى أنه سيتم إنشاء مكاتب لإدارة الهجرة داخل السفارة التركية في دمشق والقنصلية التركية في حلب لتسهيل إجراءات اللاجئين العائدين إلى سوريا.
وتعتزم السلطات التركية التي تأمل في عودة أعداد كبيرة من السوريين إلى بلدهم من أجل تخفيف المشاعر المعادية لهم بين السكان، السماح لفرد واحد من كل أسرة لاجئة بالسفر إلى سوريا والعودة ثلاث مرات خلال النصف الأول من عام 2025 تمهيداً للاستقرار في بلدهم.
وقال يرلي كايا إن اللاجئين السوريين سيتمكنون أيضاً من اصطحاب سياراتهم معهم، وهو ما كان مستحيلاً في السابق.
وقال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار إن وفداً من الوزارة سيزور سوريا "قريباً" لمناقشة أوجه التعاون المحتمل في مجال الطاقة بما في ذلك نقل الكهرباء لتخفيف نقص إمدادات الطاقة.
ودعمت تركيا المعارضة السورية المسلحة التي أطاحت بشار الأسد هذا الشهر بعد حرب أهلية استمرت 13 عاماً، وفتحت سفارتها في دمشق مجدداً. كما التقى رئيس جهاز الاستخبارات التركي ووزير الخارجية مع القائد الفعلي لسوريا أحمد الشرع.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي، إن أنقرة ستبذل كل ما في وسعها لإعادة إعمار سوريا، بما يشمل تحسين العلاقات بين البلدين في مجال الطاقة.
وقال بيرقدار للصحافيين في وقت متأخر من مساء الإثنين "سيزور وفد من وزارة الطاقة سوريا في أقرب وقت ممكن، وسيفحص البنية التحتية للكهرباء والطاقة هناك".
وأضاف أن الوفد التركي سيناقش أيضاً التعاون في مجال الطاقة مع الحكومة السورية الجديدة، وأوجه الدعم التي يمكن أن تقدمها تركيا في هذا الشأن.
وتابع "تكمن المشكلة الرئيسة في مجال الطاقة بسوريا في نقص الكهرباء خلال الوقت الراهن. وستبحث تركيا عن صيغة لتزويد سوريا بالكهرباء".
وتزود تركيا حالياً بعض مناطق شمال سوريا بالكهرباء، حيث شنت أربع عمليات عسكرية منذ عام 2016.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية اليوم الثلاثاء، بأن الرحلات الجوية الإيرانية إلى سوريا ستظل معلقة حتى أواخر يناير وذلك في أعقاب سقوط بشار الأسد حليف طهران.
ونقلت وكالة أنباء "إيسنا" عن رئيس منظمة الطيران المدني حسين بورفرزانة، قوله "من أجل السفر إلى بلد ما يتعين على بلد الوجهة أن يمنح تصاريح دخول وقبول".
وأضاف "حالياً لن يُسمح بالرحلات إلى سوريا قبل 22 يناير، أي بعد عطلة رأس السنة الميلادية".
وليس من الواضح متى أوقفت إيران رحلاتها إلى سوريا.
وانتهى حكم الأسد فجر الثامن من ديسمبر مع دخول فصائل معارضة تقودها "هيئة تحرير الشام" بزعامة أحمد الشرع دمشق.
وغادر آلاف الإيرانيين سوريا منذ ذلك الحين، بينما شهدت السفارة الإيرانية في دمشق أعمال تخريب.
وأدلى القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، بتصريحات انتقد فيها الدور الذي لعبته طهران في سوريا على مدى السنوات الماضية.
وكانت روسيا وإيران مع مجموعات مسلحة مؤيدة لها خصوصاً لـ"حزب الله"، الداعم الأكبر لحكم بشار الأسد خلال الحرب التي بدأت في سوريا عام 2011 وأسفرت عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد الملايين.
وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية الإثنين، أن طهران "ليس لديها اتصال مباشر" مع القيادة السورية الجديدة. وحذرت الإيرانيين من السفر إلى سوريا بعد التطورات الأخيرة.
وقالت منظمة "هوستيدج إيد وورلدوايد" الأميركية غير الحكومية الثلاثاء، إنها على ثقة بأن الصحافي أوستن تايس الذي فقد أثره في سوريا عام 2012 ما زال على قيد الحياة، لكنها لم تكشف أية معلومات ملموسة حول مكان وجوده.
وقال نزار زكا من هذه المنظمة "لدينا معلومات تفيد بأن أوستن كان لا يزال على قيد الحياة حتى يناير 2024، لكن الرئيس الأميركي قال في أغسطس إنه على قيد الحياة. ونحن على ثقة بأنه حي اليوم".
وتابع زكا "نحاول أن نكون شفافين إلى أقصى حد ممكن، وأن نشارك أكبر قدر من المعلومات".
في مؤتمر صحافي عقده في دمشق، أظهر زكا صورة قال إنها تشير إلى مواقع كان تايس محتجزاً فيها من نوفمبر 2017 وحتى فبراير 2024.
وتقول المنظمة إنها تعمل مع عائلة تايس والسلطات والأميركية.
ويبلغ تايس 43 سنة، وعمل لصالح وكالة الصحافة الفرنسية و"ماكلاتشي نيوز" و"واشنطن بوست" و"سي بي إس" ووسائل إعلامية أخرى قبل احتجازه عند نقطة تفتيش في أغسطس 2012.
ولم تقل السلطات في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد يوماً إنها احتجزته.
وتحدثت ديبورا والدة تايس في وقت سابق من هذا الشهر عن معلومات تفيد بأن ابنها على قيد الحياة، فيما أعلنت الإدارة الجديدة في سوريا أخيراً أن "البحث جار" عنه.
من جهة أخرى، قالت المنظمة إنها تعتقد أن المطران السوري الأميركي يوحنا إبراهيم الذي خطف خلال الحرب في سوريا عام 2013، شوهد في سجن تابع لسلطات بشار الأسد بعد خمس سنوات على ذلك.
ولم تعط المنظمة أية معلومات تشير إلى مصيره.
وقال زكا إن "يوحنا إبراهيم مواطن أميركي. وشوهد عام 2018 في الفرع 291" في دمشق.
وخُطف مطران حلب للسريان الأرثوذكس برفقة مطران حلب للروم الأرثوذكس بولس يازجي في أبريل 2013 قرب حلب. واتهمت السلطات السورية يومها "إرهابيين شيشان" بخطفهما.