لا يختلف اثنان في أن العالم اليوم يعيش حالة من الصرع إذا جاز لي التعبير في ظل ثورة الاتصالات والمعلومات التي امتدت إلى كل أصقاع الأرض وجعلت من كوكب الأرض قرية صغيرة تتحقق فيها كل أحلام الناس في التواصل والتقارب وبشكل سلس يثلج الصدر حقاً..
إلا عندنا نحن اليمنيين تخرج نفسك وتشهّد وتكبّر ويرتفع الضغط والسكر عندك علشان تكلم واحد معروف معك بحافتك أو بالحافة أو الشارع اللي وراك وهي معجزة تكنولوجية والكترونية لا تتحقق إلا كل مئة ألف سنة ضوئية.
يعني الناس خلاص قدهم يتكلموا صوت وصورة ونحن يا رحمتاه عايشين نتصايح الو الو تسمعنا.. فينك.. الو تسمعنا.. فينك يا خي جني يشلك.. المكالمة انتهت.. أءء.. عادنا ما سمعتش صوته ياملاح كيف المكالمة انتهت.
وعلى هذا الحال كل يوم نتخابط نحن وهذي الشبكة خبيط وعصيد العصيد.. يا أخواني عيب مش ناقصين نكد وحرقة دم اللي فينا يكفينا ويزيد ويزيد والله.
نأمل أن يكون هناك نقطة ضوء في نهاية هذا النفق المظلم والمتعب والطويل وأن لا نكون قد أيقظناكم من سباتكم الطويل والعميق..
بس أحب أذكر إن الشبكة ضعيفة وضعيفة جداً في التواهي والمعلا وكريتر بالذات وهو ما يدعو إلى الضحك حقاً فشر البلية ما يضحك أيها المضحكون.
*****
انقطاعات المياه
يعاني المواطنون المرابطون بصمت ونبل وايمان مطلق قلما يجود الزمان به في جبهات الصبر والحكمة والوفاء في هذا الزمن الأغبر وتحديداً في المناطق المحررة للأسف الشديد.
ولعل مشكلة أو معضلة (المياه) ، هي من بين أهم هذه الحزمة الكبيرة من الهموم والآلام والمنغصات التي تعمق جراحات وآهات الناس المنهكة من وجع سنوات الحرب اللعينة والانقلاب الأحمق الجبان والأزمة الاقتصادية التي طال أمدها، وتدهور قيمة العملة التي وصلت إلى الحضيض.
اعتقد انه عيب وعيب جداً يا سادة لما مدينة عريقة زي المعلا أو التواهي تنقطع عنها المياه بالأيام وهي حاضرة المدن اليمنية وايقونة مدن الجزيرة والخليج وأولى المدن العصرية .. عيب عليكم .. والله عيب.
نأمل أن يكون هناك أي حلول عملية ومدروسة فيما هو قادم وبروح أكثر حرصا وجدية ومسؤولية تستحضر كل ما هو معقول وبناء وايجابي يخرج المواطن الغلبان من نفق وشرنقة هذا الوضع المريب.