حكومة دمشق تؤكد رغبتها المساهمة في تحقيق السلام الإقليمي
دمشق /عواصم / 14 أكتوبر / وكالات :
عينت الحكومة السورية اليوم السبت أسعد حسن الشيباني وزيراً للخارجية في إطار سعيها إلى بناء علاقات دولية، بعد أسبوعين من إطاحة الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، "تعلن القيادة العامة تكليف أسعد حسن الشيباني بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السورية الجديدة".
ونقلت "رويترز" عن مصدر في الإدارة السورية إن هذه الخطوة "تأتي استجابة لتطلعات الشعب السوري إلى إقامة علاقات دولية تحقق السلام والاستقرار".
ولم تتوافر حتى الآن تفاصيل عن الشيباني.
وينخرط أحمد الشرع قائد إدارة العمليات العسكرية بصورة نشطة في لقاءات مع الوفود الأجنبية منذ إطاحة الأسد. واجتمع مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ودبلوماسيين أميركيين كبار.
وأبدى الشرع استعداده للتعاون الدبلوماسي مع المبعوثين الدوليين، قائلاً إن تركيزه الأساس ينصب على إعادة الإعمار وتحقيق التنمية الاقتصادية. وأوضح أن "الوضع السوري المنهك بعد أعوام من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أية صراعات جديدة".
ورحبت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى وكثير من السوريين بإطاحة الأسد على يد المعارضة بقيادة "هيئة تحرير الشام" التي يقودها الشرع، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت الجماعة ستفرض حكماً إسلامياً صارماً أم ستظهر مرونة وتمضي نحو الديمقراطية.
وكانت "هيئة تحرير الشام" جزءاً من تنظيم "القاعدة" حتى قطع الشرع العلاقات به عام 2016.
وسيطرت المعارضة السورية على دمشق خلال الثامن من ديسمبر الجاري مما أجبر الأسد على الفرار بعد حرب أهلية دامت أكثر من 13 عاماً، لينتهي بذلك حكم عائلته الذي استمر ما يربو على خمسة عقود.
وشكلت الإدارة السورية بقيادة الشرع حكومة موقتة لتصريف الأعمال تستمر ثلاثة أشهر، وكانت تدير خلال السابق منطقة للمعارضة في محافظة إدلب شمال غربي البلاد.
وصنفت واشنطن الشرع إرهابياً خلال عام 2013، قائلة إن تنظيم "القاعدة" في العراق كلفه بإطاحة حكم الأسد وتطبيق حكم إسلامي متشدد في سوريا، إلا أن مسؤولين أميركيين قالوا أمس الجمعة إن واشنطن ستلغي مكافأة تبلغ 10 ملايين دولار كانت رصدتها لاعتقاله.
وحصدت الحرب أرواح مئات الآلاف وتسببت في واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العصر الحديث، وتعرضت خلالها كثير من المدن لقصف حولها إلى أنقاض، وانهار الاقتصاد بسبب العقوبات الدولية.
وأعلنت السلطات السورية أمس الجمعة أنها تريد المساهمة في "السلام الإقليمي" وبناء شراكات استراتيجية مع دول المنطقة.
وعقب أول لقاء رسمي بين قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووفد دبلوماسي أميركي، شددت السلطات الجديدة في دمشق في بيان على "دور سوريا في تحقيق السلام الإقليمي وبناء شراكات استراتيجية مميزة مع دول المنطقة". وأضافت أن سوريا تقف "على مسافة واحدة" من جميع الأطراف الإقليميين وترفض أي "استقطاب".
وأشارت السلطات الجديدة في سوريا في بيان إلى "وقوف الشعب السوري على مسافة واحدة من جميع الدول والأطراف في المنطقة دون وضع سوريا في حالة استقطاب".
وأبلغت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع الجمعة بإلغاء المكافأة المالية المخصصة لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقاله، بينما رحبت بـ"الرسائل الإيجابية" التي أعرب عنها خلال المحادثات معه وتضمنت تعهداً بمحاربة الارهاب.
وقالت ليف إنها أبلغت الشرع بـ"الحاجة الملحة إلى ضمان عدم قدرة الجماعات الإرهابية على تشكيل تهديد داخل سوريا أو خارجها، بما في ذلك على الولايات المتحدة وشركائنا في المنطقة".
وأضافت ليف للصحافيين بعد لقائها الشرع في دمشق "أحمد الشرع التزم بذلك". وتابعت، "بناءً على محادثاتنا، أبلغته أننا لن نتابع تطبيق عرض برنامج مكافآت من أجل العدالة الذي كان سارياً منذ سنوات عدة".
وكانت مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "أف بي آي" عرض عام 2017 مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال الشرع.
وقالت ليف التي شاركت في أول زيارة رسمية لوفد أميركي إلى دمشق منذ الأيام الأولى للحرب الأهلية الدامية إن الشرع "أظهر أنه براغماتي"، لافتة إلى أن المحادثات معه كانت "جيدة للغاية ومثمرة جداً ومفصلة". وأضافت، "رحبنا بالرسائل الإيجابية" للشرع. وأردفت، "نريد إحراز تقدم بالاستناد على هذه المبادئ والأفعال، وليس مجرد الأقوال".