نقدم في مقالنا هذا رؤية اقتصادية علمية للإسهام في معالجة عديد من التحديات الاقتصادية والمالية، من خلال استعراض عديد من المقترحات والتجارب العلمية عن أهمية إدارة سلاسل التوريد واللوجستيات في التغلب على هذه التحديات، التي تتطلب حلولًا علمية متقدمة لتسيير المنظومة الاقتصادية وتحقيق استقرار مالي يخدم المواطنين من خلال التحكم في كافة العمليات المتعلقة بتوفير المنتجات والخدمات من المصدر إلى المستهلك النهائي.
وللتوضيح أكثر حول مانشر في مقالنا المتعلق “بإدارة سلاسل التوريد واللوجستيات” فإننا نشدد على أهمية تضافر جهود الجميع (الحكومة ومؤسساتها المختلفة)، في تجاوز التحديات الاقتصادية الراهنة، وأهمية شراكة ودور المجتمعات المحلية من خلال استيعاب وفهم القارئ لمضمونه وأهدافه، وأن الاقتصاد اليمني يواجه تحديات كبيرة نتيجة الظروف السياسية والأمنية والتداعيات الاقتصادية الناتجة عن استمرار ميليشيا الحوثي في حصار الحكومة اليمنية اقتصاديًا، إلى جانب هذه التحديات تواجه الحكومة اليمنية ضعفًا في أداء مؤسساتها ومواردها المركزية والمشتركة والمحلية بسبب نقص وغياب استراتيجيات ذات فاعلية تحقق نتائج ملموسة بكفاءة عالية، وبتكلفة اقتصادية أقل، بالتركيز على البعد الإنساني لتحقيق الاحتياجات الأساسية وفق مثلث تسلسل أهميتها، بالإضافة إلى تحقق البعد الرابع من أبعاد الإدارة وهو البعد الاجتماعي، والمعني بتحقيق بعد الفاعلية (تحقيق النتائج) وبعد الكفاءة (تحقيق النتائج بكلف اقتصادية أقل).
كما أن تحقيق البعد الاجتماعي يتم من خلال تحقيق التوازن لأهداف الاستراتيجيات وفقًا لمتطلبات التنمية المستدامة في الأجل القصير والأجل المتوسط والأجل الطويل، وإن عدم تحقيق ذلك في الآجال الثلاثة معاً يعتبر فشلًا في الإدارة التي تعنى بتحقق الأبعاد الثلاثة (الفاعلية، والكفاءة، والبعد الانساني) وعدم تحقيقها لذلك فإن الإدارة تعتبر غير أخلاقية لاستخدامها الموارد المادية والبشرية للمجتمع ولم تعن بالاستدامة للأجيال القادمة، وغياب أو ضعف الاستراتيجيات المعنية بتحقيق هذه الأبعاد أثر سلباً على فاعلية وكفاءة وجودة الخدمات المقدمة لتلبية احتياجات الإنسان وذاتيته في الآجال القصير والمتوسط والطويل، مما أدى إلى ضعف وبطء في الاستجابة لتحقيق أبعاد الإدارة، وبالتبعيّة إلى عدم استغلال التمويلات الدولية المخصصة لرفع القدرات الفنية والتي تمثل عقبة في تحقيق التنمية المستدامة الملبية لتجاوز التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وإن تعزيز أداء المؤسسات ونجاح دور الدولة وحكومتها يتطلب تقوية مبادئ الحوكمة (الادارة الرشيدة) والعدالة والمساواة والشفافية والمساءلة، ووفقًا لطبيعة الوضع الحالي والتحديات القائمة فإن بلادنا تواجه تحديات كبيرة في مجال سلاسل التوريد واللوجستيات (الامداد والنقل)، مما أدى إلى نقص كبير في فاعلية وكفاءة البنية التحتية في الطرق والموانئ والمطارات، حيث تعاني سلاسل التوريد من انقطاعات متكررة برًا وبحرًا وجوًا بسبب الصراع والموانع والحواجز الأمنية..
وهذا بدوره خلق صعوبات متنوعة في الحصول على المواد الخام والسلع الأساسية سواء إقليميًا أو دوليًا، استيرادًا أو تصديرًا سواء كان داخل المناطق المحررة أو بين المناطق المحررة والمناطق الجاثمة تحت سيطرة الحوثي.
* أستاذ الإدارة المالية المشارك بجامعة عدن