مدينتي حلب وإدلب السوريتين تحت سيطرة الفصائل كلياً.. وروسيا تقصف إدلب
دمشق / 14 أكتوبر / متابعات :
مع سيطرة "هيئة تحرير الشام" وفصائل سورية مسلحة على أغلب مدينة حلب باستثناء بعض الأحياء التي تقع تحت سلطة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، اندلعت اشتباكات عنيفة في تل رفعت شمال حلب.
فقد أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، اليوم الأحد، أن مواجهات قاسية اندلعت بين الطرفين في تل رفعت التي تقع تحت سيطرة قسد.
كما أضافت الأنباء بأن "الفصائل المسلحة الموالية لتركيا اشتبكت مع قسد على محاور تل رفعت شمال حلب".
وأشار إلى أن أكثر من 300 ألف نازح كردي متواجدين في تلك المنطقة.
بدوره أوضحت الأنباء بأن الفصائل نجحت في قطع الطريق بين منبج وتل رفعت، تمهيدا لمحاصرة المدينة وقوات قسد داخلها.
كما أضاف أن "هيئة تحرير الشام" لا تشارك في المواجهات، بل "فصائل مسلحة موالية لتركيا"، تحت اسم "عمليات فجر الحرية".
في حين أعلنت قسد "مقتل 3 من عناصرها باشتباكات مع فصائل مدعومة تركياً، غرب نهر الفرات".
بينما أعلنت "الإدارة الذاتية" التعبئة العامة لمواجهات تحديات هجوم الفصائل المسلحة.
كما اتهمت في بيان تركيا بـ "الوقوف خلف الهجوم بهدف تقسيم واحتلال سوريا"، حسب تعبيرها.
هذا وطلبت من جميع مؤسساتها في شمال وشرق سوريا الاستنفار لصد أي هجوم على مناطقها.
فيما ارتفع عدد القتلى في صفوف الجيش السوري والفصائل المسلحة جراء العمليات العسكرية التي انطلقت في الشمال السوري، منذ الأربعاء الماضي إلى 372 .
أتت تلك التطورات الميدانية، بعد ساعات على تحذير تركي للقوات الكردية من استغلال الفرصة، عقب انسحاب القوات السورية من مواقعها في حلب.
إذ نبهت مصادر أمنية تركية إلى محاولة مسلحين أكراد، في إشارة إلى قوات "قسد"، المدعومة أميركياً، تنفيذ خطة لإقامة ممر بين تل رفعت (شمال غربي حلب) وشمال شرقي سوريا، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
إلا أن المصادر عينها أكدت أن "قوات الجيش الوطني السوري" (المدعوم من قبل تركيا) قطعت الطريق الرابط بين الرقة وحلب، وفق زعمها.
وكانت "الهيئة" والفصائل المسلحة المتحالفة معها سيطرت بوقت سابق اليوم على كامل مدينة حلب باستثناء حيي تسيطر عليهما قسد، كما تمكنت من السيطرة على مزيد من المناطق في ريف المدينة.
في حين توعد الجيش السوري باسترجاع كافة المناطق التي سقطت، مؤكداً أنه بدأ بالدفع نحو مزيد من التعزيزات إلى ريفي حلب وحماة.
كما شن الطيران الروسي والسوري غارات مكثفة على مناطق عدة في إدلب التي تقع تحت سيطرة الفصائل.
ومنذ الأربعاء الماضي، سجل الهجوم المباغت نتائج مفاجئة، إذ انسحبت القوات السورية من دون الكثير من المقاومة، فيما سيطرت الفصائل على حلب وعشرات القرى في ريف حماة أيضا.
وبالتزامن مع قصف الطيران السوري والروسي ريفي إدلب وحماة، حققت الفصائل المسلحة و"هيئة تحرير الشام" المزيد من التقدم في حلب شمال سوريا، خلال الساعات القليلة الماضية.
فقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، أن تلك الفصائل سيطرت على بلدتي خناصر والسفيرة، فضلاً عن طريق حلب دمشق أو ما يعرف بـ M5، ومطار كويرس بريف حلب بالإضافة إلى مواقع عسكرية أخرى على أطراف حلب.
كما أوضح أن مدينة حلب باتت كلياً خارج سيطرة الجيش السوري، عقب انسحاب وحداتها منها من دون مقاومة.
ولفت مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إلى أن هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها سيطرت على مدينة حلب بالكامل، باستثناء الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات الكردية، ما يجعل المدينة لأول مرة خارج سيطرة قوات النظام منذ اندلاع النزاع" عام 2011.
كذلك، أوضحت الأنباء بأنه "لم يعد هناك أي مكان لدخول المدينة، لاسيما بعد قطع طريق حلب خناصر من قبل الجيش الوطني الموالي لتركيا"، حسب قوله.
إلى ذلك، قطع الجيش السوري الطريق الرابط بين حلب والرقة (M4)، وفقاً لوكالة "رويترز".
كان الطيران الروسي قد استهدف عدة مواقع في إدلب، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
كما أشار إلى وجود حركة كثيفة لطائرات الاستطلاع، وسط حالة من القلق بين المدنيين في المنطقة.
كذلك طال القصف الجوي الروسي مواقع للفصائل في ريف حلب الشرقي، حسب المرصد.
من جهتها، أعلنت هيئة تحرير الشام" والفصائل أنها بسطت سيطرتها بشكل تام على إدلب.
كما أكدت أنها استولت على منظومة دفاع جوي روسية، بعدما فرضت سيطرتها على المزيد من المناطق في حلب، منها قاعدة ومطار كويرس.
وأشارت أيضا إلى أنها سيطرت على الأكاديمية العسكرية ومنطقة الشيخ نجار في حلب، فضلا عن المحطة الحرارية بريف حلب الشرقي وكلية المدفعية في الراموية داخل المدينة.
كذلك أفادت بالسيطرة على سجن حلب المركزي ومخيم حندرات.
في المقابل، أعلن الجيش السوري أن الفصائل لم تثبت مواقع لها في المدينة، جراء الغارات الجوية.
كما أوضح أنه انسحب قبل يومين من مواقعه في حلب، بغية إعادة التموضع والتمركز، لافتاً في الوقت عينه إلى أنه سيحشد من أجل منع تلك الفصائل من السيطرة على حماة.
إلى ذلك، قطع الطريق الرابط بين حلب والرقة، وسيطر بشكل كامل على أراضي عدد من القرى شمال محافظة حماة المتاخمة لمحافظتي حلب وإدلب، حسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.
كما سيطر على مداخل ومخارج بلدات تل الناصرية وتل السمان وزور الجديد وزور المحروقة وزور الحيصة وزور قصيعية وزور بلحسين الواقعة بريف حماة الشمالي.
يذكر أن الهجوم المباغت الذي شنته الفصائل المسلحة انطلق منذ الأربعاء الماضي، بشكل مفاجئ، فيما انسحبت معظم القوات السورية من حلب، ثاني أكبر المدن في البلاد، علماً أنها كانت أحكمت قبضتها عليها منذ عام 2016، إثر هزيمة المسلحين.
وأدى هذا الهجوم إلى تصاعد المخاوف في العراق، فضلا عن وروسيا وإيران، حليفتي دمشق، بينما أكدت أنقرة أن لا علاقة لها بهذا التطور العسكري.