غلاء المعيشة سبب رئيسي في سوء التغذية
عدن/ 14 اكتوبر / خاص :
يوجد توزيع غير عادل للوجبات الغذائية في بعض المدارس بعدن
هناك مدارس تتكفل بإحضار وجبات إفطار للطلاب
التغذية المدرسية تشكل تحدياً كبيراً، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها اليمن، والظروف التي يواجهها الطلاب حيث أن هناك نقصاً حاداً في الغذاء، مما يؤثر سلباً على صحتهم، وقدرتهم على التعلم، ونموهم البدني والعقلي، فنجد الكثير من الشائعات التي ترددت بسبب البسكويت الذي يتم توزيعه على الطلاب في المدارس ورياض الأطفال كل عام، ويدور بشأنه جدل كبير بينما اتضح أن تلك الترويجات عارية عن الصحة، خاصة وأنها تحتوي على الفيتامينات التي لم تعد تتواجد في وجبات أغلب الأسر اليمنية، لهذا هناك مدارس تعمل على مساعدة تلك الأسر إلى جانب ما تقدمه المنظمات من وجبات لبعض المدارس .
في هذا الاستطلاع حاولنا تسليط الضوء على هذه الوجبة التي يتحصل عليها الطالب عبر مدرسته ..
ام عصام العدني وهي ممرضة تصب حديثها نحو الفقر وانعكاساته اذ تقول : «انتشار الفقر المدقع يجعل من الصعب على العائلات توفير وجبات غذائية متوازنة لأطفالهم، بسبب الصراع المستمر الذي دمر البنية التحتية الزراعية والاقتصاد بشكل عام، وأدت زيادة أسعار المواد الغذائية، إلى عجز أولياء الأمور عن توفير وجبات الطعام لأبنائهم عند ذهابهم الى المدرسة ولكن بعض المدارس تقوم بتوفير هذه الوجبات الغذائية وتساهم في التخفيف عن الأسر الفقيرة التي لا تستطيع توفير الوجبة لأبنائها».
ومن جانبها تحدثت أم عبود ربة بيت عن الشائعات التي ترافق بعض المنتجات الغذائية وتصفها بالمنتهية بينما هي غير ذلك اذ تقول : «في كل عام يتم اطلاق زوبعة من الشائعات عن بسكويت يتم توزيعه في مدارس محافظة عدن ونجد اولياء الامور يحذرون أولادهم من اخذه من ادارة التوزيع في المدرسة مع أنه في كل عام يثبت ان لاشيء به لكي يتم حرمان الكثير من الأطفال من هذه الوجبة التي تمدهم ببعض الفيتامينات اللازمة لهم».
من جانبها تتحدث راوية عبدالله معلمة في رياض الاطفال عن اهمية الوجبات الغذائية وقالت : «لابد من زيادة نسبة التوزيع لهذه الوجبات التي اجدها لا توزع بالشكل المطلوب لأن هناك حرمانا لبعض الطلاب المحتاجين لهذه الوجبة التي يتم توزيعها في بعض المدارس وخاصة في منطقة الشيخ عثمان، نجد أن بعض المنظمات تقول بالتكفل بهذه الوجبات التي تساعد كثيرا من الطلاب المحتاجين الذين ظروفهم المادية صعبة».
يذكر أن هناك استراتيجية لتحديث خطة الوحدة التنفيذية للتغذية المدرسية في العاصمة عدن ؛ حيث عقد اجتماع لمراجعة خطة التغذية متعددة القطاعات برعاية وزير التربية بتمويل من منظمة اليونيسف في سبتمبر الماضي 2024 م.
سارة علي معلمة باحدى مدارس مديرية صيرة تقول: «يوجد لنا تغذية مدرسية صباحية ولكن بمجهود شخصي، اي كل مُعلمة تأتي ومعها الشيء الذي تقدر عليه، فواحدة تأتي بالرَوتي والأخرى بالجبن وغيرها بالفاصوليا والسندويتشات».
تعلل مهجة علي سعيد في مدرسة المعلا حول سياسة توزيع حصص المواد الغذائية و تقول: «لانحظى بدعم أي جهة في التغذية المدرسية بمديرية المعلا، و نلاحظ المدارس التي في الشيخ عثمان والمنصورة يجدون الدعم ونرى كل يوم سيارات الصباح تتحرك لكل مدارسهم وتتوفر لطلابهم وجبات الإفطار المتنوعة وحتى انهم يوفرون فاكهة إضافةً الى الحليب ، فاين نصيبنا مقارنةً بتلك المدارس؟».
ومن جانب آخر توضح لنا المعلمة مريم صالح قائلة : «لقد اعطينا وعداً هذه السنة بتوفير بسكويت من المنظمة تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى التغذية التي نقدمها حيث يدعمنا فرن الاغبري بالرَوتي وفاعل خير بالجبن والجام وفي بعض الأيام لا يستطيع توفير ذلك ونحن نقوم بشرائه من السوق».
وتوضح المعلمة سميرة قاسم حول ملف التغذية قائلة: «وجبة الافطار تعد الوجبة الأساسية الصباحية ومن أهم الوجبات للطلاب وعندما يتم اشباع الطلاب يستطيعون التركيز على الحصص الدراسية مما يؤدي إلى تحسين مستواهم التعليمي»..
وتواصل حديثها: «حيث يستمرون في فصولهم أثناء الدوام المدرسي وعدم تسربهم من المدارس وهذا من أهم العوامل التي تنهي تسرب الطلاب من المدارس» .
اختصاصية التغذية الدكتورة فاطمة الكاف تتحدث عن امراض سوء التغذية وتقول : «يعاني الكثير من الأطفال اليمنيين من سوء التغذية المزمن والحاد، مما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض والوفيات و يؤثر نقص المياه النظيفة على صحة الأطفال مع العلم ان ذلك بسبب عدم توافر الأغذية الطازجة، وبسبب قلة الوعي الغذائي لهذا نجد افتقار الكثير من الأسر إلى المعرفة الكافية حول أهمية التغذية المتوازنة وأنواع الأطعمة الصحية.
على الرغم من التحديات، تبذل العديد من المنظمات الدولية والحكومية جهوداً كبيرة لتحسين الوضع الغذائي في المدارس اليمنية، وهذا من خلال توفير وجبات غذائية مجانية للمدارس، تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الأطفال .
تعتبر التغذية في المدارس قضية إنسانية ملحة تتطلب تضافر الجهود من قبل جميع الأطراف المعنية من خلال توفير الدعم اللازم وتنفيذ برامج مستدامة، يمكنها تحسين الوضع الغذائي للأطفال اليمنيين وضمان حصولهم على التعليم والصحة اللازمين لبناء مستقبل أفضل ولا بد من تنفيذ برامج توعية للأسر والمعلمين حول أهمية التغذية الصحية وأساليب تحضير الأطعمة المغذية.
يجب توفير الدعم المالي للبرامج الغذائية المدرسية وعلى المجتمع الدولي زيادة الدعم المالي واللوجستي لليمن لتلبية الاحتياجات الغذائية الطارئة.
الى جانب تطوير برامج التغذية المدرسية يجب توسيع نطاق برامج التغذية المدرسية لتشمل أكبر عدد ممكن من الطلاب وتوفير وجبات متنوعة ومغذية.»
تقول نعمة السعدي وهي احد كوادر جمعية التكافل الانساني : «أن الجمعية تستأنف مشروع التغذية الصحية في المدارس حيث يتم توزيع الوجبات الصحية لطلاب المدارس و يأتي هذا الاستئناف في إطار التزامنا المستمر بتقديم وجبات مغذية لدعم صحة ونمو الطلاب، ونتطلع إلى مواصلة العمل معًا لتحقيق أهداف المشروع حيث يأتي هذا المشروع بشراكة WFP MENA برنامج الأغذية العالمي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و وزارة التربية والتعليم – اليمن».