اعتبرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن “حرب الفخاخ” التي تشنها إسرائيل على لبنان منذ الثلاثاء “غير قانونية وغير مقبولة”؛ لأنها “تتسبب في موت واسع النطاق وعشوائي”.
والثلاثاء والأربعاء انفجرت آلاف من أجهزة اتصال لاسلكي في أنحاء لبنان؛ فخلفت 32 شهيدا وأكثر من 3250 مصابا، بينهم 300 بحالة حرجة، وفق وزارة الصحة، بينهم طفلان وعاملون بالقطاع الصحي وعناصر من “حزب الله”.
وأضافت الصحيفة على موقعها الإلكتروني، مساء الأربعاء، أن اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد “حظرت في جميع الظروف استخدام الفخاخ أو أي أجهزة في شكل أشياء محمولة غير ضارة ظاهريا، لكنها مصممة خصيصا للاحتواء على مواد متفجرة”.
ومستنكرة ذلك تساءلت: “هل أخبر أحد إسرائيل وأنصارها المبتهجين أنها، كما يشير بريان فينوكين من مجموعة الأزمات الدولية، وقَّعت على هذه الاتفاقية؟”.
وتابعت: “من الواضح أن قنابل (أجهزة) النداء كانت تهدف إلى استهداف المدنيين، الدبلوماسيين والسياسيين، الذين لم يشاركوا بشكل مباشر في الأعمال العدائية”، في إشارة إلى القصف المتبادل بين إسرائيل و”حزب الله”.
وأردفت: “يبدو أن الخطة نتج عنها ما قد يسميه المحامون ضررا مدنيا عرضيا مفرطا. وقد تم توجيه هذه التهمة إلى روسيا للادعاء بأنها ارتكبت جرائم حرب في أوكرانيا” أثناء الحرب المستمرة منذ فبراير\ 2022.
وشددت على أنه “من الصعب أن نقول لماذا لا يتم تطبيق المنطق نفسه على إسرائيل، بصرف النظر عن كونها حليفة للغرب”.
الصحيفة حذرت من أن “مثل هذه الهجمات غير المتناسبة، والتي تبدو غير قانونية، ليست غير مسبوقة فحسب، بل قد تصبح أيضا طبيعية”.
وأوضحت أنه “إذا كانت هذه هي الحال، فإن الباب مفتوح أمام دول أخرى لانتهاك قوانين الحرب بشكل مميت”.
ورأت أنه “يجب على الولايات المتحدة أن تتدخل وتكبح صديقتها (إسرائيل)، لكن (الرئيس) جو بايدن لا يُظهر أي علامة على التدخل لوقف إراقة الدماء. والطريق إلى السلام يمر عبر غزة”.
وحمّلت الحكومة اللبنانية و”حزب الله” إسرائيل المسؤولية عن تفجير أجهزة الاتصال، وتوعدها الحزب بـ”حساب عسير” على هذا “العدوان الآثم”.
وبينما تلتزم إسرائيل الصمت، أفادت وسائل إعلام أمريكية، بينها صحيفة “نيويورك تايمز” وشبكة “سي إن إن”، بأن تل أبيب وضعت شحنات متفجرات صغيرة داخل أجهزة اتصال مستوردة قبل وصولها إلى لبنان، ثم فجرتها عن بعد.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ في لبنان وسوريا وفلسطين.
ومنذ 8 أكتوبر الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، مما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.