قالت مجلة (نيوزويك) الأمريكية إن العديد من النقاط التي تناولها الرئيس السابق دونالد ترامب في المناظرة الرئاسية "المثيرة للجدل" مع نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس اعتُرض عليها وتم تصويبها.
وأضافت أن المرشحيْن لخوض الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ترامب وهاريس، اشتبكا وجها لوجه للمرة الأولى خلال المناظرة في فيلادلفيا في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء حسب التوقيت الأميركي.
وبعد أن دنت هاريس لمصافحة ترامب، بدأت المناظرة بوتيرة بطيئة نسبيا قبل أن تشتد عندما ناقش المرشحان قضايا ساخنة مثل حق النساء في الإجهاض، والهجرة، والجريمة.
وكانت أول قضية جرى التحقق من صحة أقوال ترامب بشأنها هي الإجهاض. فقد ذكرت مراسلة المجلة آيلا سليسكو في تقريرها أن ترامب ادّعى "زورا" أن حاكما سابقا لولاية فرجينيا الغربية كان مؤيدا لتقنين "إعدام" الأطفال بعد ولادتهم، بينما زعم "كذبا" أيضا أن المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز قال "إن الإعدام بعد الولادة أمر مقبول".
وبعد أن فرغ ترامب من حديثه، ردت مديرة المناظرة ومقدمة أحد البرامج في شبكة "إيه بي سي نيوز" الرد الصحيح حين أشارت إلى أنه "لا توجد ولاية في هذا البلد تشرّع قتل طفل بعد ولادته".
وأفادت نيوزويك بأنها تواصلت مع حملة ترامب عبر البريد الإلكتروني مساء الثلاثاء للحصول على تعليق، دون رد.
وأثناء مناقشة قضية الهجرة، تحقق مدير المناظرة الآخر ديفيد موير من صحة المعلومات التي أدلى بها ترامب بعد أن كرر ادعاء كاذبا حول قيام مهاجرين غير شرعيين باختطاف و"أكل حيوانات أليفة مملوكة لسكان سبرينغفيلد بولاية أوهايو".
وعلّق موير على مدى صحة معلومات ترامب، قائلا إن شبكة "إيه بي سي نيوز" اتصلت بمدير مدينة سبرينغفيلد الذي "أخبرنا أنه ليست لديهم تقارير موثوقة أو مزاعم محددة عن تعرض حيوانات أليفة للأذى أو الإصابة أو الإساءة من قبل أفراد من مجتمع المهاجرين".
واعترض ترامب على تصويب موير، بحجة أن الادعاء الذي لا أساس له كان صحيحا لأنه "رأى أشخاصا على شاشة التلفزيون" يدلون بهذا الادعاء، قبل أن يشير إلى أن النفي كان "أمرا جيدا من مدير المدينة".
وتحقق موير أيضا من صحة تصريحات ترامب مرة أخرى بعد دقائق من ادعاء الرئيس السابق أن معدلات الجريمة "مرتفعة للغاية" ولكنها منخفضة في بقية العالم.
وقال موجها كلامه للمرشح الجمهوري "كما تعلم، أيها الرئيس السابق، أن مكتب التحقيقات الفدرالي يقول إن إجمالي الجرائم العنيفة في انخفاض فعلي في هذا البلد"، مما دفع ترامب إلى الادعاء بأن إحصاءات المكتب "بيانات خادعة".
وتحقق موير مرة أخرى من صحة تصريحات ترامب التي ادعى فيها "زورا" أن هناك "أدلة كثيرة" على أنه لم يخسر بشكل شرعي أمام الرئيس جو بايدن في انتخابات 2020.
وفي معرض تعليقه، قال موير "للتوضيح، لا بد أن نشير هنا إلى أن هناك 60 قضية أمام العديد من القضاة، وكثير منهم من الجمهوريين، نظروا فيها وقالوا إنه لم يكن هناك احتيال واسع النطاق".
وقد أثارت تعليقات مديري المناظرة، موير وديفيس، حفيظة أنصار ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، زاعمين أنهما كانا غير عادلين مع الرئيس السابق.
وبعد التحقيق في مدى صحة ادعاءات ترامب، تبين أن 6 منها من أصل 8 تم الاعتراض عليها كانت "كاذبة"، وواحدة "كاذبة في الغالب"، وواحدة "صحيحة لكنها تحتاج إلى سياق".
وفي المقابل، تم التحقق من 11 قضية ذكرتها هاريس واتضح أن 2 منها كانت كاذبة وأن 2 صحيحتان وواحدة "صحيحة جزئيا" و4 "تحتاج إلى سياق" وواحدة "صحيحة لكنها تحتاج إلى سياق".