ذكرت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية أن العديد من الزعماء الوطنيين من الدول الأفريقية وصلوا إلى بكين لحضور القمة المقبلة من “منتدى التعاون الصيني الأفريقي 2024” (فوكاك 2024)، والتي ستُعقد في العاصمة الصينية من يوم الأربعاء إلى يوم الجمعة من الأسبوع الحالي.
وقال محللون من كل من الصين وأفريقيا إن “الحدث سيضخ زخماً جديداً مطلوباً بشدة في التعافي الاقتصادي العالمي ويشكّل مثالاً للتعاون بين بلدان الجنوب”، مشيرين إلى أن المنتدى “سيكون حدثاً دبلوماسياً كبيراً لن يجمع القادة الصينيين والأفارقة وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة فحسب، بل سيجمع أيضاً رجال الأعمال والعلماء والشباب من الصين والقارة لتعزيز التعاون عالي الجودة بين الجنوب العالمي، وستكون لذلك أهمية كبيرة للعالم الذي يشهد تغيّراً واضطراباً عميقين”.
بدوره، لفت مدير معهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا، التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، هي وين بينغ، أنّ قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي هذا العام “سترفع التعاون بين الصين وأفريقيا إلى مستويات جديدة”، مرجحاً أن تعزّز الصين والدول الأفريقية “التعاون في مجالات جديدة مثل الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء على أساس البنية الأساسية القائمة”.
من جهته، قال لي هايدونغ، أستاذ من جامعة الشؤون الخارجية الصينية، إنّ “العالم لا يزال يشهد تغيّرات عميقة واضطرابات، مع العديد من أوجه عدم اليقين، وهناك تحديات خطرة تواجه العولمة والتعافي الاقتصادي العالمي. إن الصين والدول الأفريقية دول نامية تشترك في مصالح مشتركة وموقف مفاده أنه يجب تعزيز التعددية القطبية في العالم، وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية”.
ووفق الصحيفة فإنّ “قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي المقبلة سترسل بالتأكيد رسالة مشجّعة ليس فقط إلى الصين وأفريقيا، ولكن أيضاً إلى الجنوب العالمي وبقية العالم، حيث يعدّ هذا مثالاً ناجحاً للتعاون داخل الجنوب العالمي ذي الأهمية العالمية”.
وقال الخبراء إنه “بالإضافة إلى الدبلوماسية، فإنهم مهتمون أيضاً بالتعرّف إلى تطوّر الصين وتحديثها من منظور أوسع وأكثر شمولاً”.
وختمت الصحيفة بالقول “إنّ الوقت قد حان الآن لكي تبدأ أفريقيا رحلتها نحو التحديث. وبما أن الاقتصادات الكبرى الأخرى، وخاصة الغربية، فشلت في القيام بأدوار بنّاءة للغاية لدعم أفريقيا، فإن التعاون الصيني الأفريقي الذي يتميّز بالثقة المتبادلة رفيعة المستوى والصداقة التقليدية سوف يصبح أكثر شمولاً وعمقاً”،