يواصل ليفربول استعداداته لانطلاق موسم 2024 - 2025، تحت قيادة المدرب الهولندي آرني سلوت، الذي خلف الألماني يورجن كلوب في منصبه.
ويخوض الريدز أول موسم تحت قيادة سلوت، الذي يطمح للسير على خطى كلوب عبر تحقيق نجاحات تبقى خالدة في ملعب آنفيلد.
لكن سلوت لا يتشابه مع كلوب في الكثير من الخصائص، على رأسها طريقة اللعب، وهو ما قد يضع المزيد من الصعوبات في طريقه، خاصة مع بداية الموسم.
قاسم مشترك
يشترك سلوت وكلوب في بعض الأفكار، على رأسها الضغط العالي، الذي يهدف للحد من قدرة المنافس على الخروج بالكرة بأريحية في الثلث الأول من الملعب.
واعتاد سلوت على اللعب بطريقة (4-2-3-1) مع فينورد، لكنها تتحول إلى (4-4-2) عند تطبيق أسلوب الضغط المتقدم، حيث يقوم اللاعب رقم 10 (الوسط الهجومي/ صانع الألعاب) بالانضمام إلى المهاجم للقيام بمهمة الضغط.
وكان كلوب يتبع هذا الأسلوب بطريقة (4-3-3)، حيث يتيح له الثلاثي الهجومي تطبيق هذه الفكرة بسلاسة.
على خطى جوارديولا
لكن سلوت يختلف عن كلوب في بعض الأفكار، على رأسها اعتماده على أسلوب الاستحواذ، الذي يتشابه فيه مع بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي.
ومن أجل تطبيق هذا الأسلوب بكفاءة، سيتحتم على لاعبي ليفربول التخلي عن بعض العادات القديمة التي اتبعوها طوال حقبة كلوب، من أجل التماشي مع أفكار المدرب الهولندي.
وسيؤدي ذلك إلى التخلي عن أسلوب اللعب المباشر، الذي يهدف إلى الوصول للمرمى في أقل وقت ممكن، من أجل التحول إلى نقل الكرة بتمريرات قصيرة بكافة أرجاء الملعب.
كما سيتحتم على مدافعي ليفربول تطوير أنفسهم من ناحية القدرة على الخروج بالكرة وبناء الهجمات من الخلف، إلى جانب الحارس البرازيلي أليسون بيكر.
ولن تكون الكرات الطولية هدفا مرغوبا من سلوت، بعكس ما كان الحال عليه في عهد كلوب، حيث اعتاد أليسون ومدافعو ليفربول إرسالها إلى المهاجمين، كلما ظهرت مساحات شاغرة في مناطق المنافس.
إعجاب الشباب
أسلوب سلوت الذي ظهر في التدريبات وبداية فترة الإعداد، نال إعجاب بعض لاعبي ليفربول، لاسيما صغار السن منهم، مثل كورتيس جونز وهارفي إيليوت.
وقال إيليوت عن ذلك: “أسلوب اللعب الآن مختلف تماما عما اعتدنا عليه، فهو يركز أكثر على الاستحواذ، واللاعبون يشعرون بالإثارة، ونحن مستمتعون بتطبيق هذا الأسلوب”.
أما جونز، فقال: “آرني مذهل.. ربما تكون هذه هي أسعد لحظة عشتها على الإطلاق، من حيث أسلوب اللعب الذي يناسب لاعبينا”، معربا عن إعجابه بهذا التحول، الذي سيجعل دور لاعبي الوسط أكبر مما كان الحال عليه مع كلوب.
انفجار عكسي
لكن في الوقت الذي يشعر فيه لاعبو الوسط بأريحية في الاعتماد على أسلوب سلوت، من المتوقع أن يتسبب ذلك في ضيق بعض النجوم الآخرين، خاصة في خط الهجوم.
فالثلاثي محمد صلاح، داروين نونيز ولويس دياز، يتمتع بخصائص تتماشى أكثر مع أسلوب ليفربول السابق في عهد كلوب، خاصة وأنهم يتمتعون جميعا بالسرعات الفائقة.
وكان أسلوب كلوب يخدم مهاجميه، الذين يستطيعون الركض في المساحات وبين الخطوط، قبل أن يتغير النهج مع المدرب الجديد، الذي قد يضطرهم لتغيير سلوكياتهم بأرض الملعب للتكيف مع الأفكار الجديدة.
ومن غير المعروف حتى الآن، ما إذا كان هذا الأمر سيحدث صداما بين مثلث الهجوم “فائق السرعة” وسلوت، أم سيتحلى هؤلاء بالمرونة الكافية للتأقلم مع الأسلوب الجديد.
وسبق لمانشستر يونايتد جلب مدرب هولندي أيضا، وهو إيريك تين هاج، الذي صاحب وصوله لملعب أولد ترافورد، تقارير وأخبار مماثلة، تشير إلى أسلوبه الذي يتشابه مع جوارديولا، قبل أن يكشف الواقع زيف هذه الادعاءات.
ولم يستطع تين هاج محاكاة جوارديولا في مسرح الأحلام، بل إن أسلوب الفريق كان باهاتا في الكثير من المباريات، التي خسر فيها الاستحواذ أمام فرق متوسطة وفي مؤخرة الجدول.
وفسر البعض ذلك بأن الأدوات التي يمتلكها تين هاج في مانشستر، لا تساعده على تطبيق أفكاره، وهو ما قد يصطدم به سلوت أيضا، نظرا لامتلاك ليفربول لاعبين جلبهم كلوب، لتخدم أسلوبه الذي يتعارض مع مدرب فينورد السابق.