الهمة المقصود بها هنا الإرادة السياسية للأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والأمة التي أيقظها الأخ الرئيس حفظه الله هي الأمة اليمنية .. وتعني اليقظة الانتباه من سنة الغفلة وسكرتها والنهوض عن ورطة الفترة أو الانقطاع فإذا انتبه من له عزم للقيام بعمل شيء ما شمر بهمته، والعزم هو العقد الجازم على المسير ومفارقة كل قاطع ومعوق ومرافقة كل معين وموصل وبحسب كمال انتباه الرجل ويقظته يكون عزمه وبحسب قوة عزمه يكون استعداده، فإذا استيقظ أوجبت اليقظة الفكرة التي ينوي الشروع في تنفيذها . ومن معاني الهمة أيضا ما هم به المرء من أمر ليفعل وهي أول العزم أو العزم القوي يقال له همة عالية ، وهو بعيد الهمة والهمام بتشديد الميم وفتحها ، من إذا هم بشيء أمضاه وهم بالشيء هماً إراده وأحبه وعزم عليه ، وتقول العامة: قيمة كل امرئ ما يطلبه أو يريد وقيمة المرء أيضاً همته ومطلبه وما يحسن والعزم مقرون بالتوكل قال الله تعالى في محكم التنزيل :«فإذا عزمت فتوكل على الله أن الله يحب المتوكلين» ( 159) آل عمران، والعزم يستلزم الصبر والتقوى وفي نفس الوقت البت والحسم فلا مجال للتردد أو التأرجح الذي مآله الشلل والسلبية ويستلزم العزم أيضاً الشورى والمشاورة ـ قال تعالى " وشاورهم في الأمر ، فإذا عزمت فتوكل .." فالأمر في السياسة مثلا هو رأي وشورى وعزم ومضاء وتوكل على الله.
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزم فقال: مشاورة أهل الرأي ثم إتباعهم وقوله عليه الصلاة والسلام لأبي بكر وعمر"لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما " وأهل اليمن منذ القدم هم أهل شورى وقد قالت ملكة سبأ وما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون ".
هذا كان شأن آبائنا وأسلافنا منذ القدم وها هو الزمن يدور فيصل إلى حكم البلاد قائد حكيم لديه همة عالية يريد أن يضع أساسا لدولة يمنية حديثة قائمة على العدالة والمساواة والحرية واحترام حقوق الإنسان والشورى والديمقراطية وبإصرار وعزيمة لا تلين مصمم على إكمال هذه المهمة الصعبة والشاقة برغم الصعوبات والتحديات والمعوقات والعراقيل من كل حدب وصوب والمهمة ليست سهلة أو بسيطة على الرجل لكن الإرادة السياسية لديه متوفرة وهناك الكثير من أبناء هذا الوطن الشرفاء والمخلصين والخيرين من يشاطرون الأخ الرئيس هذا الهم وهذا الحلم والطموح ويعملون معه بروح الفريق الواحد فلم يتبق أمام الجميع إلا تحمل المسؤولية واقتناص هذا الحماس الرئاسي والهمة العالية للقائد الصبور والحكيم والالتفاف حوله ومساعدته على إخراج البلاد إلى آفاق المستقبل المنشود وجمهوريتنا اليمنية الاتحادية الجديدة، فمنذ توليه السلطة واستلام وزمام الأمور وهو يعمل كالنحل بلا توقف ويسعى إلى استنهاض الهمم وإدماج المجتمه واستثارته للعمل بروح الفريق الواحد من أجل تجاوز الأزمة والمحنة وتنفيذ بنود المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية من خلال تحقيق الآلية التنفيذية المزمنة لهذه المبادرة .
وحتى هذه اللحظة يعمل ليل نهار وهو يعلم بأنه ينحت في صخر وفي مجتمع يحتاج إلى جهد وصبر وتعاون من قبل الجميع لإنجاح عملية التغيير والتطوير والتحسين في واقع فيه من الكثير من سلبيات الماضي وتراكماته وتعقيداته ما يفوق الوصف ويصعب على المرء تحمل هذه المسؤولية فيه وتفكيك هذه السلبيات وإعادة بنائها من جديد والتخلص منها أو التخفيف من تأثيراتها على طريق البناء الجديد لليمن الجديد . ولكن وبعون الله سينتصر الوطن وستنتصر همة وعزيمة وإرادة القائد الصبور والحكيم بالتفاف الأمة من حوله ومعه المجتمع الإقليمي والدولي وسينتصر الأمل بإذن الله تعالى ونخرج من الأزمة بنجاح .
إذا الشعب يوما أراد الحياة
رب همة أيقظت أمة !!
أخبار متعلقة