برزت شخصية الأخ جلال عبدربه منصور هادي مؤخراً كشخصية لها صداها وتأثيرها كتأثير السحر الذي يحنن القلوب ويهدي النفوس ويأتي بالغائب إلى أسرته ويقرب البعيد ويحول الفشل إلى نجاح ويأتي بالفلاح إلى كرسي الوزارة والعامل إلى رئاسة الوزراء.
هذه الشخصية العادية كأي مواطن من أفراد الشعب يؤدي واجبه في وزارة المغتربين مع بقية موظفي الوزارة إلا أن كثيراً من الصحف الباحثة عن الإثارة والأفواه التي لاكت الفترة الأخيرة كثيراً من الأحاديث حول الأخ جلال وتأثيره على صنع القرار وإمكانياته النافذة والمؤثرة في قرار والده بتعيين الوزراء والوكلاء والمحافظين ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات وما إلى ذلك مما لا يصدقه عقل ولا يقبله منطق، لأن هذه الأسطورة التي برزت مؤخراً.. لماذا لم تؤثر في صنع القرار منذ أن كان والده نائباً للرئيس لفترة طويلة من الزمن ولماذا لم تبرز إلى حيز الوجود من قبل ولم يكن لها تأثير في نواح عدة وهي قريبة جداً من دوائر صنع القرار.. لم نسمع عنها أنها لعبت دوراً إيجابياً أو سلبياً في وصول شخصية ما إلى موقع مرموق أو إفشال قرار لشخصية ما كانت مؤهلة لمنصب حكومي رسمي.
وبطبيعة الحال أننا ندرك أن رئيس جمهورية أو رئيس حكومة أو ابن وزير في عالمنا العربي تنسج حولهم الكثير من الحكايات والروايات الخيالية وتلاك حولها الأحاديث المسففة إلى درجة الملل ولا تصيب في معظمها الحقيقة بل تثير البلبلة لدى المواطن وتلهيه عن المشاكل الأساسية التي يعانيها المجتمع، بينما البعض يريد النيل من الشخصية المرموقة التي تكون في واجهة المجتمع بهدف إبهات دورها وهذا ما يسمى بالصلف السياسي أو المناورات السياسية لصالح إما جماعة معارضة أو جماعة سياسية منافسة.
وإذا كان هناك خطأ ما فالإنسان بطبيعته خطاء ولذلك سنجد أن جلال يحرص كل الحرص على كل خطوة يخطوها نظراً لحساسية موقعه ومكانة والده المشهور بالاتزان إلا أننا ومن الواضح لا نجيد أبجديات النقد بقدر ما نجيد التشهير والإساءة وهذه ليست من أخلاقيات المهنة. إننا بحاجة إلى تعلم النقد البناء الذي من خلاله نستطيع أن نقيم أنفسنا ونصلح ما أعوج فينا حتى نستطيع الوصول إلى المسار الصحيح لبناء الوطن اليمني الحديث الذي تنشده مخرجات الحوار الوطني الشامل ويتوق له كل مواطن يمني شريف.
ينبغي علينا أن نتعلم النقد بصورة نقدية صحيحة نتعلم كيف نحاور وكيف نختلف بحيث لا نحمل العداء مع من نختلف معه في قضية رأي أو نحمل السلاح ونوجهه ضد بعض لمجرد اختلاف في قضية رأي أو اختلاف في وجهات نظر ويجب ألا تكون مشكلتنا الاستعلاء والشعور بالعظمة.
ينبغي علينا اليوم أن نوجه أقلامنا لقضية وطن للم الشمل لبناء مستقبل وطن خرج منهكاً بحاجة منا إلى مساعدته وعونه ليستقيم على قاعدة اقتصادية وسياسية وتعليمية وثقافية واجتماعية قوية ويستقيم على دستور نؤمن به ونطبقه جميعاً دون استثناء.
هل لنا أن نحرر أنفسنا وعقولنا إلى أفق أوسع بحجم هذا الوطن الذي يتسع لكل أبنائه.
الحــاجـــة مــلـحـــة لتعلم النقد البناء
أخبار متعلقة