في كلمته التي ألقاها يوم الثلاثاء 29 إبريل 2014م، في الاحتفال الكبير الذي أقيم بمناسبة تخرج الدفعة الخامسة والعشرين لدرجة الماجستير في الحقوق وعلوم الشرطة في كلية الدراسات باكاديمية الشرطة ، ركز الأخ الرئيس على ثلاثة محاور مترابطة وتؤثر في بعضها البعض: المحور الأمني والمحور الاقتصادي والطرق اللازمة لمواجهة قضية الإرهاب والتآمر على بلادنا كي تظل بؤرة للصراعات ولكي لا تقوم لها قائمة وتتطور وتزدهر فيها عملية التنمية والانتقال إلى دولة مدنية حديثة.
وتركيز الأخ الرئيس على الجانب الأمني في كلمته تلك يدل دلالة واضحة على أن هذا الجانب هو أهم الجوانب التي تشغل بال رئيس البلاد وهاجسه الذي يؤرقه وهو أخطر الجوانب التي تؤثر على عجلة التنمية وتعيق التقدم في انجاز التسوية السياسية في البلاد وإكمال بنود المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية لحل الأزمة اليمنية وتؤثر على الاقتصاد والسياحة والاستثمار داخل البلد بل وعلى الاستقرار النفسي والمعيشي للناس وتهدد الحياة الطبيعية لأي إنسان. من أجل ذلك جاءت كلمة الأخ الرئيس مليئة بذكر الألفاظ والمقولات الأمنية والدروس والمواعظ التي تحض كل أفراد القوات المسلحة والأمن على اليقظة ووضع الخطط والعمليات الأمنية ومطالبة الشعب بكل شرائحه وفئاته من اجل الاصطفاف مع القوات المسلحة والأمن والعمل معاً في محاربة الإرهاب الذي اصبح قضية عالمية تعاني منه معظم الدول الكبرى والصغرى المتقدمة والنامية والمتخلفة.
وعندما دخلت الدولة العظمى في حروب مع الإرهاب في افغانستان والعراق مثلاً كاد الاقتصاد الأمريكي أن ينهار بل وأفلست بعض مراكزه الاقتصادية الكبرى وبعض الشركات لأن تحريك وحدات من الجيش لمحاربة الإرهاب يكون على حساب الاستثمار وتنمية البلاد ويؤدي بها إلى أن تتحول إلى دولة فاشلة بل وإلى الانهيار.
وقد ذكر الأخ الرئيس ذلك صراحة في كلمته تلك حين قال: (إننا لم نعد نستطيع أن نتحمل لا من قريب ولا من بعيد ولسنا ناقصين مشاكل فلدينا الفقر والبطالة والجهل بكل صوره ولا نريد ان يفرض علينا أحد ماذا نفعل) .. لقد لخص الأخ الرئيس وأجمل في كلمته الكلام حين قال: الأمن هو أساس الاستقرار والاستثمار ولابد من تكاتف وتعاون الجميع: الأمن والجيش والشعب مشدداً على جعل المصلحة الوطنية العليا فوق كل المصالح الانانية والضيقة وعلينا أن نطرد الخوف من أنفسنا وعلى الجميع اليقظة والحذر ولابد من ان نحمي مدننا وفي مقدمتها العاصمة حيث ان بلداً لا نحميه لا نستحقه وهناك مؤامرة كبرى على بلادنا والدليل ان 70 % من الارهابيين في بلادنا هم أجانب ومن دول عدة .. فينبغي ان نتطور في اعمالنا وعقولنا ونستبق وقوع الجريمة بالكابح الأمني ونعمل من أجل حل كافة المشاكل .. واليوم نحن في منعطف خطير وجديد اما ان نسير مع العالم ونغير هذا الواقع أو نبقى في وضعنا الراهن الذي لا يسر أحداً، وهؤلاء الإرهابيون الأجانب لا يهمهم ابداً ان يدمر البلد ولا يصلح معهم التفاهم والحوار.
ونحن نتساءل: لماذا يكرهون اليمن ويصدرون الإرهابيين إليه؟!
ان خسائر اليمن جراء الاعمال الارهابية كبيرة وكبيرة جداً فقد دمر الاستثمار والسياحة والتجارة والاقتصاد واحبط مسيرة المستقبل بطريقة كبيرة والمطلوب من علمائنا ومشايخنا ان يقفوا إلى جانب القوات المسلحة والأمن من أجل التعريف بهذه الظاهرة الارهابية وبيان تأثيراتها المدمرة لأن الإرهاب دافعه سياسي يتمثل في تقويض النظام وإفشاله في مواصلة البناء والتنمية.
فعلى هذا الارهاب ان يعلم أن بلادنا قادرة على ضبط الأمن وقد قالها فخامة الأخ الرئيس وعلى الذين يحاولون المساس بأمن البلاد واستقراره ان يتركوا التلاعب بالنار لأنها ستحرقهم وقد شاهدوا ذلك في أبين وشبوة وسيظل الشعب والجيش والأمن يلاحقهم حتى يتم تطهير البلد من رجسهم وعربدتهم ونزوتهم الشيطانية واللا انسانية إذ ليس لهم أهداف غير التدمير والتخويف وإحداث قلاقل وفوضى.
وقد جاءت كلمة الأخ الرئيس محملة بعدة دلالات واشارات أمنية أولها أنها القيت في حفل تخرج دفعة جديدة من ضباط كلية الشرطة رجال الأمن في المستقبل القريب بإذن الله ومتزامنة مع انعقاد مؤتمر المانحين في بريطانيا وكأنها تبعث برسالة لهم تطلب دعم اليمن أمنياً وسياسياً واقتصادياً وخلافه .. بقي ان نذكر بأن هناك للأسف من يريد أن يظل الوضع في بلادنا في حالة عدم استقرار وأمن لكي يبعث برسالة مفادها بأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان عليه الوضع في ظل النظام السابق ورحم الله (النباش الأول) وهناك من يشعر بأن مصالحه سيفقدها لو كانت اليمن مستقرة وآمنة ومتطورة.
الأمن هو أساس الاستقرار والاستثمار
أخبار متعلقة