لقد أنهى أعضاء مؤتمر الحوار الوطني مؤتمرهم وخرجوا لنا بوثيقة مهمة ضمت في طياتها خلاصة ما دار بينهم من نقاشات وحوارات ومداخلات وبحث وتقصِّ وقرارات وتوصيات واستمعوا لبعضهم البعض وإلى خبراء من كافة الجنسيات وشخصوا الداء والمرض والأزمة في بلادنا فكانت الحصيلة هي تلك المخرجات التي وضعت خارطة طريق لبناء دولة مدنية حديثة وأساساً لصياغة دستور وعقد اجتماعي جديد لجمهورية اتحادية ديمقراطية قائمة على عدد من الاقاليم.
وتشكلت لجنة لصياغة الدستور، ولم يتبق إلا ان يس تشعر كل فرد المسؤولية الملقاة على عاتقه باعتباره فرداً في هذا المجتمع والوطن الذي ينتمي إليه وأن عليه واجباً مقدساً تجاه هذا الوطن وأن أقل شيء يعمله من اجل هذا الوطن هو التكاتف والتعاون من أجل التعريف بهذه المخرجات بين أوساط شرائح المجتمع والتوعية بينهم بأهمية هذه المخرجات حتى يعرف الرجل العادي والأمي وغالبية الناس بحقوقهم وواجباتهم ويعرفون قيمة هذه المخرجات وأهميتها في حياتهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم وبناتهم والأجيال القادمة وعلى كل مواطن إذا لم يستطع التعريف بهذه المخرجات فيكفي ان يعرف هو لنفسه ولأسرته وعائلته وأقاربه ومعارفه وجيرانه وان يمنح من وقته وفراغه وقيلولته بعض الوقت لاستيعاب هذه المخرجات وان لا يستهتر أو يستهين بها أو لا يعيرها أدنى اهتمام لأنها تمس حاضره ومستقبله ومستقبل أهله وأولاده والناس أجمعين داخل الوطن، هذا إذا كان يشعر حقاً بالانتماء إليه ويعيش تحت سمائه ويشعر بالأمن والأمان والاستقرار والطمأنينة في ربوعه وكلما عرف المواطن بحقوقه وواجباته في تلك المخرجات تمسك بها أكثر وعمل على نشرها وتعريف الناس بأهميتها وإن كان جاهلاً بها فانه يكون عدواً لهذه المخرجات لأن الانسان عدو ما يجهل بل ويساعد في التحريض على رفضها ومحاربة من يحاول تعريف الناس بها وتوعيتهم بأهميتها.
فلماذا لا يجعل كل مواطن من نفسه عضواً في الحوار الوطني الشامل مهمته توعية الناس بهذه المخرجات وبهذا يكون قد قدم خدمة بسيطة لهذا الوطن الذي هو عنصر فاعل فيه لكنها خدمة عظيمة تعبر عن انتمائه الوطني لهذه الأرض الطيبة وهذا هو النضال الوطني الذي سيحسب له.
ينبغي ان يحصل في بلادنا اصطفاف وطني وتعاون وتكاتف على جميع الصعد الحكومية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني وكافة وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة وشبكات التواصل الاجتماعي والشبكات المعلوماتية وفي المدارس والمساجد والمنتديات ومراكز الابحاث حتى في منتجات التسوق والتسويق والنوادي الرياضية ووسائل الفنون المختلفة في الشوارع والطرقات كل هذه الوسائل والطرق والمسالك ينبغي ان تصطف للتعريف والتوعية بمخرجات الحوار مثلما تمهد لأي انتخابات قادمة أو أي فعالية ستحدث في المستقبل القريب بحيث ما أن يأتي يوم الاستفتاء على الدستور إلا والناس قد هيئوا وعلموا بأهمية هذا الدستور من خلال معرفتهم بأهداف وغايات ومقاصد مخرجات الحوار وشعر كل مواطن انه مواطن مدني حضاري يعرف ما عليه من واجبات وما له من حقوق.
فلنكن شركاء في التوعية بمخرجات الحوار
أخبار متعلقة